سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المؤتمر 23 العادي للنقابة العامة للتعليم الاساسي من اجل تعليم عمومي وديمقراطي واجباري ومجاني الاخ عبد السلام جراد: واعون بدقة المرحلة وصعوبة الظرف ولابد من تقاسم الاعباء والتضحيات بين شرائح المجتمع كافة
حضور مكثف للنواب وللضيوف على حدّ السواء من تونس ومن خارجها وحركية غير عادية شهدها احد النزل بضاحية قمرت بالعاصمة والمناسبة كانت المؤتمر العادي للنقابة العامة للتعليم الاساسي الذي وضع تحت شعار من اجل تعليم ديمقراطي إجباري ومجاني. المؤتمر الثالث والعشرون اشرف على افتتاح اشغاله الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد وترأسه وسيّر مختلف مراحله الاخ حسين العباسي الامين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن التشريع والنزاعات والدراسات بحضور ضيوف يمثلون اتحاد المعلمين العرب ونقابة التعليم الابتدائي في الشقيقة الجماهيرية العظمى كما حضره عدد من اعضاء المكتب التنفيذي الوطني والجامعات والنقابات العامة والاتحادات الجهوية للشغل كما حضره عدد من افراد عائلة مساجين الحوض المنجمي وبالخصوص زوجة الأخ عدنان الحاجي وزوجة الأخ بشير العبيدي. الجلسة الافتتاحية شهدت تكريم الاخ المنصف الزاهي الكاتب العام الاسبق للنقابة العامة للتعليم الاساسي والاخ محمد الطرابلسي العضو السابق في هذه النقابة العريقة وكذلك الاخت خديجة سعد الله عضوة النقابة العامة والتي تعذر عليها الحضور لأسباب صحية. قاعة المؤتمر غصت بالمعلمين من كل الولايات من النواب ومن غير النواب... وقد تناول الكلمة الاخ محمد حليم الكاتب العام المتخلي للنقابة العامة للتعليم الاساسي الذي رحب بالحاضرين وبضيوف المؤتمر مذكرا بنضالات القطاع ودعمه لأبناء الحوض المنجمي اما الأخ رئيس المؤتمر الاخ حسين العباسي وبعد ان رحب بالحاضرين استعرض تاريخ تأسيس نقابة المعلمين في تونس في 10 جويلية 1919 وما قامت به لفائدة منظوريها والبلاد عموما متطرقا الى عدد المعلمين والى عدد المنخرطين منهم في الاتحاد العام التونسي للشغل قرابة ال 48 الف من مجموع 57 الف معلم ومعلمة... بعد ذلك تحدث ضيوف المؤتمر سالفي الذكر معربين عن تقديرهم وشكرهم للاتحاد وللنقابة العامة للتعليم الاساسي على الدعوة الكريمة لحضور اشغال المؤتمر، كما تدخلت الاخت جمعة الحاجي زوجة الاخ عدنان الحاج لتنقل تحيات زوجها الى المؤتمرين والنقابيين. وقد بلغ عدد النواب 123 نائبا في ما بلغ عدد المترشحين 37 مترشحا يمثلون الجهات كافة وقد حيا الأخ عبد السلام جراد في مستهل كلمته رجال التربية والتعليم معبرا عن تقديره لدورهم المهم في تربية الناشئة وعملهم من اجل رفع الجهالة وانارة السبيل مهنئا بالمناسبة التلاميذ والطلبة الناجحين في مختلف الامتحانات المدرسية والجامعية متمنيا للجميع النجاح والتوفيق وتحقيق افضل النتائج والمساهمة في ازدهار الوطن واعلاء شأن البلاد بين الامم. وبين الامين العام ان المؤتمرات النقابية مناسبة للتقويم والوقوف على النقائص والعمل على تجاوزها وضبط الخطط والبرامج لتفعيل العمل النقابي بما يخدم انتظارات المربّين ويخدم مصلحة البلاد العليا ويحقق النماء والتقدم لفئات الشعب كافة... من جهة اخرى أكد الأخ عبد السلام جراد ان المؤتمرات النقابية في مستوى الجامعات والنقابات العامة والاتحادات الجهوية للشغل تُجرى في كنف الشفافية والديمقراطية والتنافس النزيه معربا عن الارتياح لاقبال النقابيين على الترشح لهذه المؤتمرات وهو ما يعدّ مؤشرا على التفاف النقابيين والشغالين حول منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل هذه المنظمة الوطنية التي بقدر دفاعها عن مصالح العمال بالفكر والساعد فإنها تضع مصلحة البلاد فوق كل الاعتبارات. ولدى حديثه عن المفاوضات الاجتماعية اعلن الامين العام للاتحاد انها انتهت في القطاع الخاص وفي الوظيفة العمومية وافضت الى نتائج ايجابية ومعقولة في انتظار تسريع نسقها في القطاع العام بما يحفز الشغالين كافة على مزيد البذل والعطاء وتوفير الانتاج وتحسين الانتاجية. من جهة اخرى اكد الأخ عبد السلام جراد ان الاتحاد العام التونسي للشغل واع بدقة المرحلة وصعوبة الظرف الاقتصادي داعيا كل الاطراف الى ضرورة تقاسم الأعباء والتضحيات والتعامل بشفافية مع الأزمة معربا عن استعداد الاتحاد العام التونسي للشغل للمساهمة في البحث عن انجع الحلول للمسائل القائمة وعن التضامن الصادق والحقيقي اذا ثبت ان هناك ما يستدعي ذلك مؤكدا ضرورة ارساء حوار اجتماعي دائم من شأنه ان يجنب البلاد الهزات والتوترات ويحقق السلم الاجتماعية الذي تنشده كل الأطراف. الأخ عبد السلام جراد أكد أن الاتحاد العام التونسي للشغل لا يمتهن السياسة ولا يسمح بان تكون هياكله مطية لتمرير بعض المواقف البعيدة كل البعد عن العمل النقابي لكن له اهتمامات سياسية بإعتباره منظمة وطنية وليست حرفية كما يدعي البعض وبإعتباره شريك فاعل في السّاحة الاجتماعية ويضع المصلحة العليا للبلاد فوق كل الاعتبارات. وجدد الاخ عبد السلام جراد موقف الإتحاد الداعم للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة مؤكدا ان الاتحاد يوظف كل علاقاته الدولية والاقليمية والعربية من اجل كسب الانصار لضحايا الامة العربية ومن أجل العدل والمساواة كما جدد دعم الاتحاد للمقاومة التي تحرر الارض وتتصدى للغزاة والاحتلال... من جهة اخرى ولدى استعراضه لأهم الملفات التي هي محل اهتمام ومتابعة من قبل الاتحاد كملف التشغيل والمناولة وصناديق الضمان الاجتماعي، دعا الأخ عبد السلام جراد الى ضرورة تمكين كل الجهات من تنمية شاملة وعادلة من شأنها ان تجنّب البلاد التوترات والهزّات وذكّر بموقف الاتحاد من احداث الحوض المنجمي وضرورة إيجاد الحلول المناسبة لهذه الوضعية ومعالجة الاسباب التي ادت الى تلك الاحداث بما يوفر للجميع التشغيل وحفظ الكرامة. (ونظرا لتزامن انعقاد المؤتمر مع طبع الجريدة فإننا نورد كل تفاصيل المؤتمر في عددنا القادم).