كأنه لم يرحل عنهم، ولم تأخذه يد المنون من أمام اعينهم... كان حاضرا بينهم في الصورتين الكبيرتين اللتين تصدرتا منصة الرئاسة، وكان حاضرا بينهم من خلال ابنائه الثلاثة، نضال وصابر ورامي، وكان حاضرا في عيونهم وكلماتهم وفي دقيقة الصمت التي طلبها الكاتب العام المتخلي للاتحاد الجهوي للشغل بتوزر الاخ محمد عبد الواحد ترحما على روح الاخ محمد الهادفي... بدقيقة الصمت انطلقت اشغال المؤتمر العادي السادس عشر للاتحاد الجهوي للشغل بتوزر الذي ترأسه الاخ عبيد البريكي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم التثقيف العمالي والتكوين النقابي، وحضره الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد والاخوة محمد شندول والمنصف اليعقوبي والمنصف الزاهي ومحمد سعد وحسين العباسي اعضاء المكتب التنفيذي الوطني وعدد من اعضاء الهيئة الادارية الوطنية ومن الكتاب العامين الجهويين، وذلك يوم 23 جويلية 2009 بنزل رأس العين بتوزر على مقربة من تمثال أبو القاسم الشابي. في القلب ضمن كلمته الافتتاحية، أعرب الاخ عبيد البريكي رئيس المؤتمر عن بالغ سعادته بهذا التشريف الذي يناله للمرة الثانية بولاية توزر، وفي عمق شعار المؤتمر «وفاءٌ لشهدائنا وإلتزاما بقضايا الشغالين» تنزلت كلمته، حيث عدّد مناقب الفقيد وخصاله ونضاله المستميت من اجل وحدة الاتحاد واستقلاليته وربط انعقاد المؤتمر بالظرفية العامة دوليا وعربيا ووطنيا مؤكدا للنقابيين الحاضرين التخلي عن أسلوب التقزيم لِمَ يحققه الاتحاد من مكاسب او التضخيم لبعض الازمات العابرة منبها الى اهم القضايا المطروحة اليوم على الاتحاد وعلى رأسها قضية التشغيل والجباية والوضع بالحوض المنجمي والمفاوضات وغيرها ، وفي ختام كلمته طلب من الامين العام ان يكرّم ابناء الفقيد محمد الهادفي. نضالات وتحركات بحضور الاخ المنصف الزاهي ورئيس المؤتمر الاخ عبيد البريكي ونائبي الرئيس الاخوان ياسين صبري وفوزي الحشاني والمقرران الاخوان محمد عمارة وجمال الزاوي وبعد تشكيل لجنة اللوائح من الاخوة محمد المنصري وفيصل البغدادي وعبد الرؤوف بوعكة ومختار فضيلي، وبحضور كل النواب ونائبة المؤتمر، تلى الاخ محمد عبد الواحد الكاتب العام المتخلي التقرير الادبي للفترة النيابية المنقضية والذي جاء فيه بالخصوص انخراط الاتحاد في الحركات المناهضة للعولمة من خلال مشاركته في المنتديات الاجتماعية العالمية والاقليمية ووقوفه بحزم في وجه كل المحاولات الرامية للنيل من مكاسب العمال ودعمه للحقوق الاساسية للشغالين. كما ذكر التقرير الادبي بالهياكل النقابية المنبعثة في الآونة الاخيرة بالجهة التي ساهمت في ترفيع نسبة المنخرطين بنسبة 84،10 كما أتى التقرير على جلسات العمل والاجتماعات العامة التي بلغت 486 جلسة واجتماعا في الفترة النيابية المنقضية، كما بلغت اضرابات الجهة 32 اضرابا من 2005 الى 2009 أما حمل الشارة الحمراء فقد تكرر 11 مرة. التقرير نص ايضا على احترام دورية اجتماعات التشكيلات النقابية وعلى انعقاد هيئتين اداريتين جهويتين وتنظيم 10 حلقات تكوينية في اطار برامج محمد علي الحامي، اما عربيا فقد نظم الاتحاد الجهوي بتوزر يوما تضامنيا مع الشعب الفلسطيني يوم 11 ماي 2006 ونظم اسبوعا تضامنيا مع الشعب اللبناني وتجمعا عماليا منددا بالعدوان عليه وجلسة تضامن وعمل مع جمعية اصدقاء فلسطين (لبنان ألمانيا) الى جانب المسيرات الحاشدة خاصة بتوزر ونفطة وكذلك مساندته المطلقة لتحركات أهالي الحوض المنجمي. أرقام ودلالات الاخ محمد الناصر الشابي قام بتلاوة التقرير المالي حيث قدم بالارقام والاحصائيات ما انجزه المكتب المتخلي، وقد بلغ عدد منخرطي الاتحاد لسنتي 2007/2008، 3776 منخرطا مسجلا بذلك تطورا بنسبة ناهزت 6.8 وقد أقرّت اللجنة الوطنية للمراقبة المالية بصحة ما ورد بالتقرير دخلا وصرفا طبقا للإجراءات المعمول بها في اطار المنشور المالي للاتحاد العام التونسي للشغل وصادق نواب المؤتمر على التقريرين الادبي والمالي ولم يحتفظ الا 4 نواب بأصواتهم على التقرير الاول و 3 نواب على التقرير الثاني. نيابات ترأس لجنة فحص النيابات الاخ يونس الناجي وكان مقررها الاخ محمد لؤي الكيدودي وقد اعلنت اللجنة عن وجود 84 نيابة حذفت منهم نيابتين لعدم هيكلتهما وسجلت انسحاب نائب واحد كتابيا ولم تسجل اي طعن ليصبح بذلك عدد نواب المؤتمر 81 نائبا من بينهم امرأة واحدة. تلميح دون تصريح الاخ عبيد البريكي رئيس المؤتمر ضبط قائمة نهائية للنواب المتدخلين ضمت 15 متدخلا ألزمهم بالانضباط للوقت وكان اغلب المتدخلين من قطاعي التعليم الاساسي والمعاش والسياحة الى جانب الصحة والفلاحة والتأطير والارشاد، وقد تناول اغلب المتدخلين المسائل الجهوية العالقة وعلى رأسها هشاشة قطاع السياحة الصحراوية بتوزر التي وصفها احد المتدخلين بأنها محطة دون عنوان حيث تنخر القطاع المناولة والسمسرة باليد العاملة وكثرة الدخلاء على القطاع، كما طالب احد المتدخلين بضرورة بناء أو كراء مقر للنقابيين بدقاش، وتطرق عدد من المتدخلين الى قضية الحوض المنجمي وضرورة الافراج عن النقابيين المسجونين وارجاعهم الى سالف عملهم وكذلك ضرورة دعم الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ومزيد دعم الاعلام النقابي بالجهة والتنسيق بين القطاعات واعادة النظر في القانون الاساسي لسلك القيمين، كما اشار احد المتدخلين الى غياب تمثيلية المرأة في الجهة (حضور نائبة يتيمة في المؤتمر). رد استباقي قبل سماع ردود المكتب التنفيذي ورئيس المؤتمر كان الاخ المنصف الزاهي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية سباقا في الرد على بعض النقاط خاصة المتعلقة بالوظيفة العمومية بعد سماعه لقراءة متسرعة لأحد المتدخلين فيما يخص الحق النقابي حيث اكد الاخ المنصف الزاهي ان المفاوضات في القطاع العمومي لم تصل الى قرار بخصوص الحق النقابي منذ 1998 ذاك الذي كان بين نقابة التعليم الاساسي ووزارة الاشراف، اما في هذه الجولة فقد توصلت الوفود التفاوضية الى امضاء اتفاقية مهمة بخصوص الحق النقابي فيها عدة نقاط أهمها الاعتراف بالاضراب وتسوية وضعية الانخراط وحق النقابة في مقابلة الطرف الاداري متى طلبت ذلك واقتضت الحاجة. توضيحات جهوية ردود المكتب التنفيذي الجهوي المتخلي تكفل بها الاخوان هارون بوعقة ومحمد علي الهادفي وجاءت برقية وهي توضيحات اكثر منها ردود مثلما اشارا لذلك حيث اكدا أحقية النواب في النقد البناء والمساءلة الموضوعية دون الانتقاد المبالغ فيه أو التجريح الشخصي، مؤكدين ان تعطل بعض الامور سببه فترة المرض الطويلة التي عاشها المرحوم الاخ محمد الهادفي التي طالت 8 اشهر وعدة ايام وقد اثرت نفسيا على أداء المكتب الجهوي. ردود وطنية الاخ عبيد البريكي رئيس المؤتمر تكفل بالرد على اغلب الاشكاليات المطروحة من قبل النواب وخاصة منها تلك التي طالت المركزية النقابية، حيث بيّن ان الاتحاد ليس منظمة حرفية مهنية وانه منظمة لا يمكن لها ان تتحرك الا في مناخ من الحرية والديمقراطية والمسؤولية، كما اشار الى ضرورة انجاز دراسة ميدانية تنبش في الواقع السياحي والاقتصادي بجهة توزر، والى انه آن الآوان لإنشاء صندوق وطني للبطالة. اما عن تعامل الاتحاد مع مكونات المجتمع المدني فهو ليس أمرا عابرا او مزاجيا بل هو تعامل مبدئي واساسي ومسؤول، كما أوضح الاخ عبيد البريكي موقف الاتحاد من المقاومة العربية قائلا بأن الاتحاد يساند كل من يقف ضد امريكا والصهاينة، اما معالجة قضية الحوض المنجمي فقد قال بأنها لن تكون الا بطريقتين اولهما خروج المساجين وثانيهما فتح ملف التشغيل بشكل عادل وبعيدا عن اي حسابات سياسية. كلمة الصندوق سجل المؤتمر السادس عشر للاتحاد الجهوي للشغل بتوزر تقدم 18 مترشحا للمكتب التنفيذي و 5 مترشحين للجنة النظام الداخلي و6 مترشحين للجنة المراقبة المالية، وبعد عملية التصويت التي تمت في كنف الديمقراطية والشفافية، وبعد المصادقة بالاجماع على لوائح المؤتمر أفرزت الخلوات الاربع التي خصصت للنواب وصندوق الاقتراع بنجاح الاخوة: هارون بوعقة (كاتبا عاما) ومحمد عبد الواحد الوادي (النظام الداخلي) ورياض بركان (الدواوين والمنشآت) وسعيد الاكحل (الوظيفة العمومية) وعبد الكريم الشابي (الاعلام والشباب والمرأة) ومحمد الناصر الشابي (المالية والانخراطات) والمنجي بن صميدة (القطاع الخاص) ومحمد علي الهادفي (التكوين العمالي والتثقيف النقابي) ومحمد منور حمادي (الدراسات والتشريع) وتركبت لجنة النظام الداخلي من الاخوة: وحيد ميلادي (مقررا) والمنصف العابد ومحسن شرف الدين (عضوين) أما لجنة المالية فقد تركبت من الاخ نجيب خليفة (مقررا) وعبد اللطيف مبروك ومنير عبد الله (عضوين).
