تهاطلت كامل ليل الثلاثاء وبصورة متواصلة حتى الاربعاء الماضيين أمطار غزيرة وغير متوقعة على جهة فصة تسبّبت في فيضانات أسفرت عن ضحايا واضرار مادية خاصة في منطقة الرديف. ونتج عن هذه الفيضانات وفاة 17 شخصا و8 جرحى وفق حصيلة أولية فيما يتواصل البحث عن عدد من المفقودين. وتسبّبت الأمطار المتهاطلة التي فاقت كمياتها 150 مليمترا في زمن قياسي في فيضان وادي أم العرائس وقطع الطريق الرابطة بين أمالعرائس والرديف. وقد سجلت مناطق ولايات الساحل أمطارا غزيرة بلغت مستويات مرتفعة لاسيما بولاية المهدية حيث قدّرت الكميات في حدود منتصف نهار الاربعاء ب 200 مليمتر بمدين المهدية. واستخدمت بالجهة علاوة على المضخات العادية شافطات عملاقة لضخ المياه في اتجاه البحر وتسريح الطرقات. وفي ولاية المنستير بلغت الكميات المسجلة 180 مليمترا بزرمدين وتراوحت في العديد من المناطق الأخرى بين ال 130 و140 مليمتر. وفي ولاية القيروان تدخلت فرق الحماية المدنية لضخ المياه التي حاصرت عددا من العائلات القاطنة بمنطقة الرمضانية من معتمدية بوحجلة. كما تركزت التدخلات في ولاية مدنين على معالجة الوضع المترتّب عن تراكم المياه بحي الطيران في بن ردان. وفي صفاقس سجّلت مستويات قياسية من الأمطار فاقت 100 مليمتر بصفاقسالمدينة وتحسّبا للتطور المحتمل للأحوال المناخية بجهات أخرى من البلاد التونسية اتخذت اللجان الجهوية لتفادي الكوارث الطبيعية ومجابهتها التدابير الوقائية اللازمة للتدخل عند الاقتضاء حماية للأرواح والممتلكات. وتمثّلت هذه التدابير في تجنيد الإمكانيات البشرية وإحصاء وتعبئة الآليات ومعدّات التدخل المتوفرة بالجهات من آلات جارفة وشاحنات وجرارات وشافطات ومضخات مياه ووسائل نقل ووضعها على ذمّة اللجان الجهوية لتفادي الكوارث الطبيعية. كما شملت الإجراءات مراقبة ارتفاع منسوب المياه بالسدود وفتح مجاري المياه ومسالك الأودية القريبة من التجمعات السكنية توقيا من فيضانها وإيجاد الحلول الفنية التي يمكن اللجوء إليها لحماية العائلات بالمنخفضات وتوفير كميات من أكياس الرمل لسد منافذ المياه المتجهة نحو الأحياء والتجمعات السكنية والمناطق الصناعية. وكانت مصالح الرصد الجوي أعلنت في نشرات متواترة أنّ موجة من الزوابع الرعدية المرفوقة أحيانا برياح قوية تتجاوز سرعتها 100 كلم في الساعة وبأمطار غزيرة تجتاح البلاد. وقد شملت هذه الزوابع والتقلّبات الجوية مناطق من ولاية فصة وتوزر وابس وصفاقس والمهدية والمنستير ويتوقّع أن تشمل هذه التقلّبات ليل الخميس والجمعة مناطق أخرى بوسط وشمال البلاد. ودعت المصالح المذكورة المواطنين إلى ملازمة الحذر واليقظة المستمرة ومتابعة البلاغات والنشرات الجوية الموجهة إلى العموم بصفة دورية. وقد تابع الرئيس زين العابدين بن علي بكل اهتمام وانشغال الأوضاع الناجمة عن الأمطار التي تهاطلت بغزارة على منطقة الرديف ونتج عنها ضحايا واضرار مادية بليغة وكذلك أيضا في بقيّة الجهات. وأعطى تعليماته بالتدخل الفوري والعاجل لمجابهة هذه الأوضاع وقرّر: تكوين لجنة لتنظيم التدخل السريع والمتابعة بمشاركة كافة الأطراف المعنية. اتخاذ الاجراءات الضرورية لمجابهة هذه الأوضاع والحد من تفاقم الأضرار. تسخير كافة امكانيات الوزارات المعنية للتدخل السريع والناجع والمتابعة المستمرة للأوضاع. تقديم مساعدات عاجلة لمنكوبي الفيضانات والعائلات المتضرّرة والتنسيق بين كل الأطراف المتدخّلة لتوجيهها. وحرصا على أحكام تنفيذ هذه الاجراءات أوفد رئيس الدولة وزراء الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج والصحة العمومية والتجهيز والاسكان والتهيئة الترابية إلى معتمدية الريف لمعاينة الأضرار ومواساة العائلات المنكوبة وتقديم المساعدات الأولية للمتضررين. من جهته أصدر الاتحاد العام التونسي للشغل بيانا أعرب فيه عن تضامنه مع المنكوبين وأرسل وفدا يتركّب من 3 أعضاء من المكتب التنفيذي الوطني للإطلاع علي الأوضاع عن كثب.