اختتمت فعاليات مهرجان المدينة الذي نظمته اللجنة الثقافية المحلية ودار الثقافة بالمكنين بإشراف ودعم المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بالمنستير، والتي انتظمت بساحة 5 سبتمبر وسط المدينة من 06 الى 15 سبتمبر 2009 وقد أضفت هذه التظاهرة جوا من الإمتاع والمؤانسة على السهرات الرمضانية التي تعاطى معها شباب المدينة بتلقائية وإقبال ملحوظ حتى آخر ساعات الليل وساهمت بذلك في تنشيط المدينة بعد ان خرجت من فضاءاتها المعتادة الضيقة والمحدودة لتتحول حيث الجمهور وتتمكن بالتالي من استقطاب أعداد غفيرة من سمار الليالي الذين تابعوها بكل شغف وتلقائية وتفاعلوا معها وكانوا العامل الاساسي في نجاحها. وقد انطلقت التظاهرة بعرض موسيقي بعنوان: «طربيات» للفنان بدر الدين بن شعبان وتواصلت يوم 7 سبتمبر مع عرض «نسمة صيف» للفنان عامر بلحاج حسين ويوم 8 سبتمبر مع عرض «الليل زاهي» لسلامية المجد بالمكنين للفنان مراد باشا في حين شهدت ليلة 9 سبتمبر سهرة الأدب الشعبي بالاشتراك مع جمعية جديرة للادب الشعبي والتراث بالمكنين وبمساهمة الشاعر الشعبي أحمد البناني والاديب الحبيب اللمطي والشاعرين الشعبيين العروسي الطبلبي ورمضان الهلالي، كما تواصلت العروض مع سهرة «زخارف عربية» للفنان محمد علي عبرود يوم 11 سبتمبر وعرض «ربوع البادية» للفنان خميس الجلاصي يوم 12 سبتمبر وعرض موسيقي «أنغام في البال» للفنان الحبيب الصيادي يوم 13 سبتمبر واختتمت العروض يوم 15 سبتمبر بعرض «زرياب» بقيادة الفنان الهادي العميري، علما ان برنامج هذه الدورة ارتكز بالخصوص على توظيف واستغلال المنتوج الثقافي المحلي تثمينا لدوره ودعما للفرق الفنية الشبابية التي تزخر بها المدينة حيث حظيت مشاركتها في هذه الدورة بنصيب الاسد وشملت جميع الالوان الطربية والصوفية والشعبية التونسية والشرقية كما شكلت السهرات الفنية الطربية أهم عنصر في هذه التظاهرة حيث لاقت استحسان الجمهور والمتابعين الذين تفاعلوا مع أغاني عمالقة الطرب التونسي مثل علي الرياحي ومحمد الجموسي والطرب الشرقي مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وصباح فخري ووديع الصافي وغيرهم والتي تميز بأدائها خاصة بدر الدين شعبان والحبيب الصيادي ورفيق قداوين والهادي العميري وبرهنوا على قدراتهم الصوتية الكبيرة في ترديد الأدوار والمواويل والقدود الحلبية، كما تميزت فرقة سلامية المجد بحسن أدائها للإبتهالات والاناشيد الدينية والوصلات الصوفية وشكلت مشاركة المطربيْن الحبيب الصيادي وهدى الغضاب في بعض فقراتها إضافة هامة ضاعفت نجاح العرض في حين تميز الفنان الشاب عامر بلحاج حسين بغنائه وعزفه الفردي وشكل بمفرده فرقة موسيقية ذات إيقاعات مبرمجة مسبقا على غرار «الوان مان شو» المعروف في المسرح. أما فنان البادية خميس الجلاصي صاحب الاغنية البدوية المعتمدة على إيقاع الزكرة والطبلة فقد ذكرتنا طاقته الصوتية الكبيرة وحضوره الركحي الجيد برائد الاغنية البدوية في تونس المرحوم إسماعيل الحطاب، وكذلك هو الشأن بالنسبة للفنان الشعبي الشاب محمد علي عبرود الذي عُرف بلونه الخاص ذي الطابع الشعبي المعتمد على إيقاع المزود، هذا اللون المحبوب والمرغوب فيه في سائر مدن وقرى الساحل وخصوصا بالمكنين كل هذه الأسباب جعلت العرض ينفرد بأكبر نسبة حضور جماهيري تقريبا في هذه التظاهرة.