القاصي والداني يعلم علم اليقين ان القدرة الشرائية للمواطن تتدهور يوما بعد يوم بسبب غلاء الاسعار الذي اصبح منذ سنوات عديدة لا يعرف التوقف بل هو في نشاط محموم، ومما اثقل كاهل المواطن عبء تتالي المناسبات في هذه السنة بعضها اثر بعض والتي تتطلب منه استهلاكا غير عادي، بدء من شهر رمضان المعظم، مرورا بعيد الفطر المبارك، وصولا الى العودة المدرسية وما ينتظره من محطات استهلاكية كبيرة في الاسابيع القادمة متمثلة في شراء أضحية العيد. ولكن كيف يكون الامر بالنسبة للذين يفتقدون الى مرتب شهري؟ وكيف سيلبون طلبات عائلاتهم وذويهم والحال انهم يعانون من الطرد التعسفي منذ شهور عديدة دون ان يستجيب مؤجرهم الى محاولات اصلاح ذات البين رغم المساعي التي قام بها الاتحاد الجهوي بصفاقس مرارا وتكرارا. تلك هي الحالة والوضعية المأساوية التي يعيشها عمال شركة «فلورتاكس» التي تزداد سوء من جراء المعاملات القاسية التي يتوخاها مؤجرهم لا لشيء الا لالتزامهم بالعمل النقابي والتمسك بالنضال تحت راية منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل والدفاع عن مطالبهم المشروعة فما كان منه الا ان أمعن في طرد العمال الذين وصل عددهم الى 29 ومن بينهم 6 اعضاء للنقابة الاساسية للشركة مدعيا بأنهم يعطلون سير العمل بالمؤسسة ويخلون بواجباتهم المهنية ضاربا عرض الحائط تدخل الاطراف المعنية في جلسة صلحية اخيرة بتاريخ 16 اكتوبر 2009 دون ابداء اي استعداد للتوصل الى صيغ توافقية تعيد المؤسسة الى نشاطها وتحفظ في نفس الوقت للعمال كرامتهم وحقوقهم بل نراه بالعكس ينتهج طرقا قصد تجويعهم واذلالهم حتى يخضعوا لأوامره وقراراته. وعلى اثر ذلك قرر عمال شركة «فلورتاكس» تحت اشراف الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الدخول في اضراب لمدة شهر بدءا من 19 اكتوبر 2009 من اجل ارجاع زملائهم المطرودين وتحقيق مطالبهم المشروعة وقد اكدوا لنا بأنهم وجدوا التضامن والمساندة الكاملة من جميع القطاعات بالجهة التي كان عمالها وهياكلها يتوافدون على مقر عملهم يوميا مؤكدين لهم وقوفهم المادي والمعنوي معهم مهما بلغ تعنت مؤجرهم حتى يحققوا مطالبهم طال الزمان أم قصر.