تعتبر الشركة التونسية للكهرباء والغاز من أهم المؤسسات الصناعية الوطنية التي نفاخر بها وبمستوى الخدمات التي تقدها والمجهودات الكبيرة التي يبذلها اعوانها على جميع المستويات في قطاعي الكهرباء والغاز حيث بلغت نسبة التنوير الحضري والريفي ما يفوق 95٪ في كل جهات الجمهورية ولا تختص به منطقة على أخرى ولهذا السبب مازلنا نراهن ونتمسك ببقائها وطنية عمومية في خدمة الجميع ولا مجال للتفريط فيها او في بعض جوانب الانتاج منها لان جهة قابس هذه المنطقة الصناعية الكبيرة التي تمثل ثقلا إقتصاديا وصناعيا كبيرين وكذلك الشركة التونسية للكهرباء والغاز أيضا بوصفها تمثل قطبا إنتاجيا هاما وتتواجد فيها كثافة عمّالية كبيرة، حيث تضم جهة قابس جميع إختصاصات الشركة التونسية للكهرباء والغاز دون استثناء وخاصة جانب انتاج الكهرباء الممثلة في المولّد البوخاري الذي تأسس في اوائل السبعينات ثم »التوربينات« الغازيّة بغنوش وبوشمة وكذا في جانب انتاج الغاز فهي الجهة التي كانت المحطة النهائية لغاز البرمة منذ سنة 1971 ثم تطور الامر حتى اصبحت مصبا يلتقي فيه غاز البرمة والجزائر وبعض المنتجين الخواص بالجنوب التونسي ثم إزدادت الامور تطورا على غرار انتاج الكهرباء حيث اقامت الشركة الوحدة الاولى لمعمل الغاز المسيل بقابس سنة 1985 ثم الوحدة الثانية سنة 2008 وهي مشاريع على قدر من الاهمية حيث تلعب دورا كبيرا لترشيد إستهلاك الغاز وتوريده اضافة لدخول الغاز المنزلي لاول مرة لمدينة قابس دون الحديث عن عديد المشاريع ذات الطابع التقني والفني التي تهتم بجانب لتسيير وحسن التصرف في عمليات انتاج الكهرباء والغاز والتحكم في الشبكة الكهربائية عن بعد. ان كل هذه الانجازات القيمة والتي تدل على ان الشركة التونسية للكهرباء كائن حي متحرك ومتطور مع تطور الزمن والاحداث والتي نثمنها ونطلب تدعيمها لكن يبقى دائما مشروع الدورة المزدوجة هو المشروع الاهم والاغلى لعدة اعتبارات، اولها ان هذا المشروع كان في البرنامج التفويت فيه عن طريق اللزمة لشركة »بريتش غاز« حيث كانت الوقفة النقابية الكبيرة والتي قرر من أجلها المجلس القطاعي للكهرباء والغاز الدخول في اضراب احتجاجي على إسناد إقامة دورة مزدوجة بمنطقة الصخيرة عن طريق اللزمة لشركة »بريتش قاز« وقد قامت الجامعة العامة للكهرباء والغاز بدراسة مفصلة وضافية اوضحت فيها جوانب الضعف المالية والفنية التي سوف ترافق تلك العملية وانعكاساتها على الشركة التونسية للكهرباء والغاز وهنا لابد لنا من إعطاء كل ذي حق حقه في هذه العملية لابد لنا من ذكر المجهودات الجبّارة التي بذلها السيد الرئيس المدير العام للشركة وبعض معاونيه من أجل توضيح الرؤية لدى الجميع وقد آلت والحمد لله كل هذه المجهودات والنضالات العمالية في إطار الاتحاد العام التونسي للشغل الى النتائج المرجوة وهاهي الاشغال جارية الآن في محيط المولد البوخاري بغنوش لبناء الوحدة الجديدة للدورة المزدوجة بطاقة إنتاجية تقدر ب 550 ميغاوات وبكلفة تفوق 800 مليار من مليماتنا. وهي منشأة نفاخر بها ونعتز أننا ناضلنا من أجل ان تستمر وحدة الانتاج بقابس لكي نسلمها للاجيال القادمة تماما مثل ما تسلمنا عنه المولد البوخاري في ذلك الوقت. ان ما جرني للحديث عن هذا الموضوع هو تلك الحركة المعبرة جدا المتمثلة في إقامة مجلس ادارةالشركة بالمولد البوخاري بغنوش والتي إعتبرها عديد العمال تحية تجديد عهد من السيد الرئيس المديرالعام بصفته رئيس مجلس الادارة مع جموع عمال المولد البوخاري وجهة قابس بصفة عامة والاطارات النقابية منهم خاصة الذين تعاملوا معه في السنوات الطويلة الماضية ورسالة قصيرة منه للجميع بان نتمسك بالشركة التونسية للكهرباء والغاز وطنية عمومية فيما ذهب البعض للقول بان زيارة مجلس ادارة الشركة بكامل عناصرها الممثلة للوزارات المعنية لكل المنشآت الجديدة المقامة بالجهة وخاصة الحضيرة الكبرى للدورة المزدوجة هي في الاصل رسالة لهم جميعا بانه مثل هذه المشاريع الكبرى لا بد ان تكون وطنية لانها باب كبير لتشغيل الشباب وحاملي الشهائد العليا عكس الخواص الذين لا يولون هذا الجانب اي اهمية لانهم ينتصبون من أجل الربح المادي الوفير فقط ولا اهتمام لهم بشباب تونس ولا بشهائدهم. إن ما ينتظره عمال ونقابيو جهة قابس من الاخوة اعضاء مجلس ادارة الشركة التونسية للكهرباء والغاز هو تدخلهم على مستوى وزاراتهم للتأكيد على هذا الجانب الهام والوطني لان كل زيارة لاي وفد او تنظيم لجهة من الجهات لابد ان تتمخض عنه بعض الاستنتاجات والاقتراحات والتصورات التي كثيرا ما تعود بالنفع على الجميع وانا اعتقد بان رسالة السيد الرئيس المديرالعام كانت هامة ومعبرة وأرجو ان يكون السادة اعضاء مجلس الادارة تقبلوا الرسالة بكل معانيها لان ذلك سوف يعيننا على الدفاع على ان تكون الدورة المزدوجة المزمع اقامتها بجهة بنزرت وطنية عمومية لفائدة »الستاغ« والشعب التونسي لانه من غير المقبول بان تقام اول وحدة انتاج للكهرباء بمدينة الجلاء عن طريق الخواص ويكون سببا في إختلال التوازنات المالية للشركة التونسية للكهرباء والغاز لان المشاريع الوطنية والتنموية المتواصلة التي تقام ببلدنا على مستوى عديد الجهات والتي نباركها ونعتز بها تبقى دائما في المرتبة الثانية بعد دعم مكونات »الستاغ«، هذا المرفق الحيوي لكل نهضة عمرانية واقتصادية واجتماعية نرجو ان تكون الرسالة وصلت منّا ومن السيّد الرئيس المدير العام لدى السادة اعضاء مجلس الادارة المحترمين.