بسجل زاخر بالانجازات والنجاحات، يحتفل البنك الوطني الفلاحي تحت سامي اشراف سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي بالذكرى الخمسين لتأسيسه، متوّجا بمساهمة فعالة في دعم الاقتصاد الوطني واسناد المؤسسة التونسية ومساهمة في رفاهية الاسرة وتنمية الادخار. وقد رفع البنك في رأس ماله من 100 مليون دينار الى 160 مليون دينار وبلغ رقم معاملاته هذه السنة قرابة 427 مليون دينار. وقد رفع السيد المنصف الدخلي، رئيس مدير عام البنك الوطني الفلاحي، خلال ندوة صحفية عقدها بالمناسبة، أسمى عبارات الشكر والامتنان لسيادة رئيس الجمهورية لما أولاه من رعاية شاملة للبنك منذ التغيير، ولما أقرّه ضمن برنامجه الرائد 2009 2014 من خطة طموحة ترتقي بتونس الى قطب للخدمات المصرفية وساحة مالية اقليمية تسهم في جلب الاستثمارات وفي تحقيق نجاعة الاقتصاد الوطني في محيطه الخارجي، كما ثمّن تشجيع السلطات النقدية والمالية والتعاون الوثيق مع مختلف الأجهزة المعنية واشاد بمسيرة البنك وجهود أعوانه وثقة حرفائه والتي ساهمت في المضي قدما في طريق النجاح والازدهار. خمسينية تتزامن مع احتفالات وطنية هامة وقال السيد المنصف الدخلي انه لمن حسن الطالع ان يتزامن الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس البنك الوطني الفلاحي مع اعادة انتخاب سيادة الرئيس، وإحياء الذكرى الثانية والعشرين للتحول، ومرور خمسين سنة عن اعلان الدستور التونسي، كما يمثل هذا الحدث امتدادا لخمسينية البنك المركزي التونسي في نوفمبر من السنة الماضية. وابرز السيد المنصف الدخلي في هذا الصدد انه «منذ تأسيس البنك في غرة جوان 1959، ارتبط تاريخ مؤسستنا ارتباطا وثيقا بتاريخ البلاد التونسية وتنميتها الاقتصادية. وقد تمكنا من تنمية جهازنا المصرفي وتطويره من خلال مواكبة العديد من التشريعات والقرارات التي اتخذت في هذا المجال، ذلك ان التحديث في القطاع المصرفي بدأ منذ الاستقلال وتسارع بشكل ملحوظ بعد تغيير السابع من نوفمبر 1987 بفضل برنامج تأهيل المؤسسات المصرفية واستحداث بينة اكثر تحرر للقطاع المالي مما ساهم في تطوير مداخيل البنك وتوسيع شبكة فروعه». أرقام هامة وقد حقق البنك الوطني الفلاحي نتائج ايجابية مكنته من تثبيت مكانته في النظام المالي، فعلاوة عن الترفيع في رأس ماله، سجل، بين سنتي 2004 و 2008، نمو إجمالي الميزانية بنسبة 5،42 وارتفعت نسبة تعبئة الموارد المتأتية من الحرفاء الى 4،48. فيما ارتفع صافي ايرادات الخدمات المصرفية بنسبة 5،60 وتطور الربح الصافي من 1،3 مليون دينار الى 7،31 مليون دينار. 29 فرعا جديدا وبرج مكاتب وأكد السيد منصف الدخلي ان البنك الوطني الفلاحي يعمل حاليا ضمن خطته 2009 2013 على مضاعفة معدل عائدات صافي الاصول وتحسين مردودية الانشطة وجودة الخدمات المقدمة للحرفاء. كما تتضمن خطة البنك تكثيف شبكة فروعه، وهي أوسع شبكة مصرفية في تونس وتضم حاليا 155 فرعا في كامل تراب الجمهورية ليفتتح 29 فرعا جديدا، وذلك الى جانب اثراء مجموعة من المنتجات (الادخار والتأمين على الحياة والاستثمار والقروض المسندة الى الافراد...) كما سيشرع البنك في توسيع المقر الرئيسي وبناء برج جديد لأيواء جميع مصالحه. ومن جهة اخرى، يواصل البنك مساندة الهدف الوطني الاستراتيجي المتمثل في تحقيق الاكتفاء الغذائي من خلال تلبية مختلف الاحتياجات التمويلية لدعم القطاع الفلاحي بما في ذلك القطاعات ذات الاولوية والتشجيع على الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية، كما يسعى الى تدعيم حصته في قطاعات الصناعة والخدمات بما يتوافق مع التنمية الوطنية، وعلى صعيد التنمية الجهوية، واصل البنك دعم سياسة الدولة الرامية الى خلق فرص الشغل خاصة بالمناطق الداخلية من خلال تمويل مشاريع لفائدة المتخرجين الشبان. نظام معلوماتي حديث ويعدّ توظيف التقنيات التكنولوجية من اهم توجهات البنك اذ ركز برنامجا لتحديث النظام المعلوماتي الفترة 2009 2012 على اساس اقتناء أحدث البرمجيات وتطوير البنية التحتية وتوفير نظم السلامة المعلوماتية لحماية البيانات، ويولي المشرفون على البنك أهمية كبرى لموظفيه من خلال برنامج متواصل للتكوين والرفع من الكفاءة، حرصا على تحسين جودة الخدمات والتفاني في خدمة الحريف.