ظاهرة ترنح مكارم المهدية لا زالت متواصلة ومن كثرة تكرارها دقت نواقيس الخطر باعتبار أن الفريق في حالة احتضار ويحتاج الى معجزة لانتشاله من وضعية «الموت السريري « التي قاده إليها بعض هوّاة البطولات الوهمية المتأثرين بشخصيةDon Quichote للكاتب الاسباني M de Cervantès وكذلك أصحاب العقليات البائدة القابعين على أطلال عهد الملوك والسلاطين والبلاطات دون إدراك إفلاسهم على جميع المستويات، وكأن في الأمر مؤامرة تحاك ضدّ لعبة كرة القدم . ضريبة الاخفاق كان السيد «خالد بن يوسف « رئيس اللجنة الوقتية يمنّي النفس بأن يحقق الفريق الإقلاع إنطلاقا من جولة الأحد الفارط أمام نادي قربة إلا أن الضربة كانت موجهة بالنسبة اليه وهو الذي أكد حرصه على تجاوز الوضعية الحرجة من خلال إحاطته بالمجموعة وتوفير مستلزمات النجاح، حيث أثرت الهزيمة المخجلة على وضعه الصحي مما حتّم إقامته بأحدى المصحات الخاصة عسى أن يتعافى من هذه الانتكاسة ونحن نتمنى له الشفاء العاجل. لكن الذي حصل أنه استقال ليلة الإربعاء المضي مسؤولية من ؟ وضعية المكارم هي نتيجة لبعض القرارات الإعتباطية لبعض المسؤولين الذين حادوا عن المسار الصحيح، فأورثوا من أرادوا وشرّعوا 26 من العنوان الخامس للنظام الاساسي النموذجي للجمعيات ، إلا أن هذه المرحلة الإنتقالية تكاد تنقضي (7 ديسمبر) ولا وجود لمؤشرات حول موعد عقد الجلسة العامة الإستثنائية . كما نشير الى أن الفصل 17 من العنوان الرابع يقتضي الإعلان عن فتح باب الترشحات عبر البلاغات الصحفية قبل 15 يوما من إنعقاد الجلسة وهو ما لم يتمّ أبدا (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) . فلماذا هذا الإصرار على تجاوز الخطوط الحمراء والزّيغ عن الطريق السويّ وضرب عرض الحائط بالقوانين ؟ الأكيد أن الرياضة بالمهدية بحاجة ملحة الى الحداثة ومواكبة عهد التغيير . في مهب الريح : مرت أشهر عديدة، والتقرير المالي للموسم الماضي مازال مفقودا ولم تتم المصادقة عليه (ويتشدقون بالشفافية في المعاملات ) فكيف ستتصرف الهيئة المديرة القادمة في الإعتمادات المالية المرصودة من الدولة خاصة وأن إدارة مراقبة المصاريف العمومية لا يمكنها الإذن بصرف هذه المنح إلا بوجود تقرير مالي مستوف لكل الشروط ؟ فسخ عقود : مع تواصل نزيف النتائج السلبية إختار القائمون على شؤون كرة القدم (السابحون ضدّ التيار ) فكّ الإرتباط مع اللاعبين فيصل القنزوعي ومحمد ولد الباي ومهران الدريدي وآداما تراوري (مالي) كما تشير آخر المستجدات الى إضافة «اسكندر الحاج قاسم وفرج ساسي وحسام الدين الخلادي وغيرهم وذلك في انتظار توضيح الرؤية فعملية الإنتداب حساسة ولابد من استثناء بعض الضالعين في هذه النكسة على غرار أحد حراس المرمى وثلة من المحيطين مباشرة بالفريق الأول (والمجراب تهمزو مرافقو )، والذين لعبوا دورا مهما في الإقصاء والإنتدابات . اختيارات خاطئة : إشراف المدرب نبيل بلخوجة على حظوظ المكارم باركناه واستحسناه نظير ما يتمتع به من كفاءة ميدانية وتكوين أكاديمي إلا أن هذا لا ينفي وجود السلبيات Nul n'et parfait على غرار معاملاته الجافة والمحيطة للعزائم تجاه اللاعبين وهو ما جعل الأجواء متوترة وأثرت على المردود الجماعي فخسرت المكارم خدمات اللاعبين «محمد المرايحي ومحمد بوسعدية « بسبب هذا الجفاء في التعامل ، كما أن العديد من الإختيارات الفنية والتكتيكية لم تكن صائبة إضافة الى التعويضات غير الموفقة ، وهذا لا ينفي قيمة المدرب المذكور الذي جمع نقطتين يتيمتين من 18 ممكنة (ستّ مباريات) والمدعو الى مراجعة بعض الأمور . انسحابات بالجملة إضطر أغلب مدربي أصناف الشبان لكرة القدم الى الإنقطاع عن عملهم نتيجة عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية وحالة الفراغ الإداري المتواصلة، الرئيس خالد بن يوسف قبل أن ينسحب بادر بالاتصال بمدرب الأمال لطفي بوخريص للإشراف على الصنف المذكور خلال لقاء الأحد ، مع برمجة لقاء إخباري مع الإطار الفني للشبان قصد تدارس الوضعية إلا أن النكسة الصحية لرئيس اللجنة الوقتية أجلت الموعد.