نظّم الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري يوم الخميس الفارط ندوة للنظر في أشغال الدورة الممتازة للمجلس المركزي وذلك بمقر الإتحاد بإشراف السيد مبروك البحري رئيس الإتحاد ورؤساء الإتحادات الجهوية وبحضور عديد الإطارات والمسؤولين المعنيين بالقطاع الى جانب عدد هام من الفلاحين وتمّ خلال اللقاء استعراض نتائج الموسم الفلاحي الفارط والتركيز على الصعوبات والإشكاليات التي مسّت بعض المنتوجات وعلى ضوء ذلك وضع المشاركون جملة من المقترحات والتدابير العملية الكفيلة بتأمين استغلال أكثر نجاعة وجدوى للمستغلات الفلاحية. وفي مفتتح اللقاء أكد السيد مبروك البحري على ضرورة حسن استغلال هذا الموسم لاسيّما بعد نزول الغيث النافع في بعض الجهات بالبلاد والأخذ بعين الإعتبار الإحتياطات اللازمة لتجاوز النقص في بعض المواد الإستهلاكية حيث قاربت بعض المنتوجات للموسم الفارط كميات الإستهلاك الوطني مما أثر على عمليات التصدير. نقص في إنتاج بعض المواد وبيّن رؤساء الإتحادات الجهوية الإشكاليات التي شهدها الموسم الفارط في عديد المنتوجات منها منتوج البطاطا الذي إتّسم بتقلص في الإنتاج (160 ألف طن) بسبب نقص المساحات المبذورة المقدرة ب9 آلاف هك مقابل معدل 11 ألف هك خلال السنوات العادية مفسرين هذا النقص أساسا بعزوف المنتجين عن تعاطي انتاج البطاطا على إثر ما شهده الموسم الفصلي 2008 من تدهور للأسعار الى مستوى دون كلفة الإنتاج. وقد تمّ خلال الموسم الحالي برمجة مخزون استراتيجي ب45 ألف طن بسعر 400 مي للكلغ لم يتوفر منه سوى 16700 طن نظرا لتقلص الإنتاج منها 1200 طن من قبل المجمع المهني المشترك للخضر وقد تمّ تحديد الأسعار في أسواق الجملة مما جعل الفلاحين لا يقبلون على تزويدها خاصة وأن مستوى الأسعار خارج هذه الأسواق أرفع. هذا بالإضافة الى ما شهده انتاج الطماطم وعلى سبيل المثال فقد بلغ الإنتاج 115 ألف طن من معجون الطماطم وهو دون البرمجة التي تبلغ 155 ألف طن طماطم ثنائي التركيز، وقد تعرّض رؤساء الإتحادات لأسباب هذا التراجع العائد الى ظهور حشرة تصيب الزراعة وتلحق أضرارا كبيرة بها وهي حافرة الطماطم مبرزين أن الوضع متفاوت الخطورة من جهة الى أخرى وهو أكثر حدّة في نابل وسيدي بوزيد والقيروان. ومن بين المنتوجات التي سجلت بعض التراجع والتي وقع تداولها في الجلسة قطاع الصيد البحري حيث سجّلت الصادرات في المنتوجات البحرية خلال السبعة أشهر الأولى من سنة2009 انخفاضا ب٪16 من حيث الكمية و٪8 من حيث القيمة. التدابير والإجراءات المتّخذة وتفاديا لكل هذه النقائص في عديد المواد والمنتوجات الفلاحية أشاد المشاركون في اللقاء بعديد التدابير التي من شأنها أن تجعل الموسم الجديد ملائما وناجحا ومن بين هذه الإجراءات القيام بحملات تحسيسية لفائدة الفنيين والمنتجين بالجهات حول حشرة حافرة الطماطم حيث قام الإتحاد في هذا الإطار بإعداد معلقة حول الحشرة تتضمن : النصائح الفنية اللازمة تمّ إصدارها في 10 آلاف نسخة وزّعت بكامل الجهات المنتجة للطماطم علما وأنه تمّ رصد 5 ملايين دينارا للتصدي لهذه الحشرة. كما وقع تكليف المجمع المهني المشترك للخضر بإقتناء 60 ألف كبسولة فيرومونية تمّ توزيعها على الزراعات المحمية والمساحات الفصلية بمعدل كبسولتين في الهكتار الواحد، مع إقرار دعم لفائدة المنتجين في حدود ٪50 من مصاريف شراء الكبسولات على أن لا تتعدى قيمة المنحة الجملية 300 دينار في الهكتار أما بالنسبة للدعم الخاص بثمن الأغشية الواقية من الحشرة فقد بلغ ٪30 وهي أغشية ضرورية لتجهيز البيوت للزراعات البدرية. وفي إطار التحضيرات بمناسبة عيد الإضحى لسنة 2009 وفي خضمّ التراجع الطفيف لقطاع اللحوم الحمراء فقد أكد السيد مبروك البحري أنه قريبا يتمّ الإنتهاء من إحصاء المتوفرات من الأضاحي لمجابهة حاجيات عيد الإضحى وذلك من قبل مصالح وزارة الفلاحة والموارد المائية