يوجد ببلادنا حاليا نحو 45 حماما معدنيا يعتمد أساسا على المياه الجوفية الساخنة والتي تصل حرارتها الى 75 درجة وإستقبلت إحدى هذه الحمامات الطبيعية وتحديدا حمام الزريبة بزغوان نحو المليونين و 500 ألف زائر سنة 2001 وتتميز مياه هذه الحمامات بصفات نادرة وفوائد صحية حيث أن الإقبال عليها ما فتئ يتزايد من سنة الى أخرى. «الاعلان» قامت بجولة بحمام الزريبة فكان التحقيق التالي: يقع حمام الزريبة في مرتفع جبل وهو يستقبل كلا الجنسين ويحتوي على أحواض فيها المياه الساخنة وتوجد إقامات للزائرين خاصة وأن الوافدين من عدة مناطق ورغم الفوائد الكثيرة التي تعرف بها مثل هذه الحمامات إلا أن التسعيرة ظلت منخفضة مقارنة بالحمامات العادية وتعالج هذه الحمامات عدة أمراض كالروماتيزم وأمراض الحلق، الأذن والحنجرة وأمراض النساء فنسبة الملوحة تساهم في إمتصاص آلام الظهر وتعالج المفاصل ويرى البعض الآخر أن المعالجة بالحمامات المعدنية هي علاج تكميلي لبعض العلاجات الجراحية فهناك من يجري عملية جراحية ثم يقوم بالاستحمام بهذه المياه لأن نسبة الملوحة تساهم في شفاء الجرح وبالاضافة الى العلاجات المتعارف عليها من روماتيزم وأمراض الجهاز التنفسي والامراض الجلدية.. فإن مياه هذه الحمامات تساعد على التخلص من التوتر والارهاق ويزداد زوار حمام الزريبة في العطل وخاصة عطلة الشتاء حيث تكثر آلام العظام والروماتيزم بالاضافة لهذه العلاجات هناك علاجات تجميلية عن طريق البخار الذي يقدم عديد الفوائد للبشرة من خلال تنقيتها وتنظيفها دون إستعمال أي مواد كيميائية. السباحة العلاجية وحمام الزريبة بزغوان هو واحد من حلقة تساهم في تدعيم النسيج السياحي ببلادنا إذ يوجد قرابة 45 حماما تتوزع على كامل تراب الجمهورية على غرار حمام مدينة الحامة بقابس الذي تصل درجة حرارة مياهه الى 70 درجة مائوية وتتراوح نسبة ملوحتها بين 3 و 4 غرامات في اللتر الواحد وهي كغيرها من الحمامات تتميز بإنخفاض التسعيرة التي تصل الى 500 مليم ومن أهم الامراض التي يمكن معالجتها آلام الظهر والمفاصل وأمراض الأنف والحنجرة الى جانب تخفيض الوزن من خلال حمامات البخار التي تتوفر بها وأفادتنا بعض المصادر أن التركيبة البيوكيميائية للماء المعدني جعلت هذه الحمامات تجابه المنافسة العالمية من خلال إستقطاب السائح الاجنبي إذ تشير بعض المصادر ممن تحدثنا اليهم أن القطاع يشهد تطورا على مستوى الكم والكيف لتلبية حاجيات الزائرين الذين يبحثون عن الافضل نظرا لتنوع زوارهم من مواطنين تونسيين وأجانب خاصة أمام تزايد عدد المرضى المصابين بالروماتيزم وأمراض الجهاز العصبي وقد إلتقينا في حمام الزريبة بزغوان بالسيد الحبيب 56 سنة يقول أنه أصيب بجلطة سنة 2005 وقد خلفت له نسبة إعاقة بنسبة 75 ٪ لكنه اليوم يواظب على زيارة حمام الزريبة الذي ساعده على إسترجاع نشاطه. أما السيدة عائشة فهي تزور حمام الزريبة لمداواة آلام الظهر وقد وجدت فوائد كبرى بهذا الحمام وهي تقيم من حين لآخر بالشقق المهيئة للزوار. وهذه الشقق تستقطب حوالي 800 ألف زائر وتوفر 500 ألف دينار سنويا. إلا أن الزوار الذين إلتقيناهم في هذا الحمام تذمروا من ضيق الغرف بالاضافة الى أن أبوابها تفتح على الجميع فعند الخروج من أحواض المياه لا يوجد مكان للاستراحة ويبرر البعض الآخر هذا الامر بأنّ الحمام «عربي» وليس محطة إستشفائية وهو بحاجة الى تظافر الجهود حتى يصبح قبلة سياحية كبرى نظرا لقيمة مياهه الكبريتية التي قال لنا بعض ممن إلتقيناهم أن هذه النوعية من المياه هي خاصية يتميز بها حمام الزريبة دون غيره وقد ينصح بها الأطباء لمرضاهم. فحمام الزريبة إضافة الى عديد الحمامات المعدنية الاخرى على غرار الحامة، قربص، بنت الجديدي، حمام بورقيبة... هي أماكن تساهم في معالجة عديد الامراض مثل أمراض الحلق، الاذن والحنجرة، إلتهاب الرحم، الجهاز العصبي، الروماتيزم وبطرق متنوعة فنجد الحمامات المائية، الحمامات الطبية- والحمامات البخارية.