أصبح لسلطان الغلة حضورا فعالا في عالم التجميل بفضل الإمكانيات الكبيرة لتحويله إلى عدة منتجات أضفت سحرا خاصا على «ربة البيت» حتى أن بعض الصحف العالمية أطلقت عليه تسمية «الذهب الأخضر». وهو بالفعل ذهب أخضر لما يوفره للمرأة من فرص استخراج المرهم والصابون والشامبو نظرا للزيوت التي يمكن استخلاصها من نواة الهندي. وهو أيضا ذهب أخضر لما يوفره من رب وعصير بيولوجي. ولا تقتصر منتجاته عند هذا الحد بل تتجاوزها إلى ما أبعد من ذلك نظرا للقيمة الغذائية التي يتوفر عليها التين الشوكي والتي حاول مهرجان «الهندي» المنتظم مؤخرا بمعتمدية بوعرقوب من ولاية نابل تسليط الضوء على تفاصيلها «الإعلان» حاولت من جهتها تبين مختلف منتجات التين الشوكي وأيضا الاستعمالات الطبية والصيدلية لهذه الثمرة ... البديل إمكانيات تحويل «الهندي» في المستقبل كبيرة جدا على حد تعبير السيد عماد التايب مدير المهرجان وهو ما جعل أهل الاختصاص يحرصون على تثمين القيمة الإضافية لسلطان الغلة لمزيد تشجيع الفلاحين على الإقبال على زراعته في معتمديه بوعرقوب المتميزة بالتين الشوكي الأملس.وتجدر الإشارة أن معتمدية بوعرقوب تنتج سنويا قرابة 3200 طن من الهندي الأملس على مساحة 400هك وتصدر بين 12 و15 طن في السنة. وتعيش معتمدية بوعرقوب على وقع البحوث العلمية من أجل تثمين استعمالات الهندي فلم تعد زراعة الهندي من الزراعات الموجهة بالأساس إلى التغذية الحيوانية أو استعماله سياجا نباتيا حول بساتين الغلال أو الاكتفاء باستهلاكه طازجا. إن للتين الشوكي استعمالات عديدة تُشجع بصفة مكثفة وبأحدث التقنيات الزراعية دون تكاليف كبيرة بل إن زراعته خيار سليم بالنسبة لصغار الفلاحين من أجل التخلص من التكاليف الباهظة لزراعة القوارص والكروم إذ يعتبره السيد عماد التايب بديلا للحفاظ على المداخيل خاصة أمام نقص المياه الباطنية بالإضافة إلى أن نسبة مردودية الهندي في الهكتار مهمة جدا بالمقارنة مع العنب مثلا. في هذا السياق كان لمهرجان التين الشوكي دورا هاما في إثبات القيمة الاقتصادية لهذه الثمرة من عدة جوانب تناولها أخصائيون في إطار ندوة علمية تمحورت حول واقع أفاق قطاع زراعة التين الشوكي ببوعرقوب والهدف من هذه التظاهرة هو تشجيع أهالي الجهة على غراسة هذه النبتة والاستفادة من فوائدها المتعددة من خلال إبراز قيمتها الغذائية والعلاجية. القيمة الغذائية أثبتت التحاليل الكيميائية أن ثمار الهندي غنية جدا بالسكريات المتكونة أساسا من سكر العنب وسكر الثمار والفيتامينات والأملاح ف100غ من الثمار تحتوي على 8غ قلوكوز وفروكتوز و22 ملغ فيتامين «س». بالإضافة إلى أن ثمار الهندي متميزة عن الثمار الأخرى بارتفاع نسبة الألياف في 100غ ب5غ وهو ما يجعل الهندي مُنشطا للكبد ومفيدا لمرضى السكري ويساهم أيضا في امتصاص الكولسترول كما أن الهندي مضادّ للتقرحات. يتكون التين الشوكي أيضا من 46 ملغ من الكالسيوم و183 مغ من البوتاسيوم. ولكل هذه المكونات أهمية بالغة في إدرار الحليب بالنسبة للمرضعات. تركيبة الهندي الغذائية تسمح له كذلك بمعالجة السمنة والدوالي ومعالجة الشيخوخة اذ تستعمل زيوت نواة الهندي كأقنعة تساعد على حماية خلايا الجلد من التآكل والشيخوخة. سلطان الغلة على الطاولة من «الضلفة» الى الأزهار إلى النواة إلى الثمرة لا شيء يمكن الاستغناء عنه على الطاولة حسب البحث الذي قام به عدد من الباحثين التونسيين والذي وضّحوا من خلاله إمكانية استخراج الفارينة والتي تستعمل في طبخ خبزة نواة الهندي. بالإضافة الى استخراج ملوّن طبيعي يستعمل في تلوين اللحوم. كما يمكن استعمال الضلفة في السلطة الى غيرها من الاستعمالات الأخرى التي يعمد إليها أكبر المطاعم في أمريكا وهو مايسعى الباحث التونسي الى تكريسه بغاية حسن استغلال الثروات الطبيعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي على جميع المستويات. وبادر الأخصائي التونسي باستخراج عصير الهندي الذي سيقوم بترويجه في الأسواق العالمية بتسمية «سافن وايز» وهو مازال في طور دراسة السوق وإعداد الأرضية الملائمة لترويج المنتوج. ولاستعمالات التين الشوكي مجالات أخرى تتفرع ولا تتوقف عند نقطة ما بل تتجاوزها بقدر قدرة الباحث على التصرف فيما تتيحه غلال تونس. ونعود إلى التأكيد على تسمية الذهب الأخضر لسلطان الغلة الذي كلما حضر كانت فوائده كبيرة للإنسان والحيوان. وبالنسبة للحيوان فإضافة الى دوره كعلف فانه مفيد للحيوان في الصحراء أوفي وقت الجفاف نظرا لاحتوائه على نسبة مرتفعة من المياه. إذ تبلغ كمية الماء في 100غ 84.5 غ بذلك يمكن للحيوان أن يكتفي بعلف الهندي لمدة طويلة دون شرب الماء. الجودة جودة الثمرة تبقى مرتبطة بمدى حمايتها من بعض الافات التي تهددها مثل ذبابة الغلال التي تتسبب في تعفن وسقوط اليرقات والقشريات التي تتمظهر في انتشار مادة قطنية على الاضلاف توجد تحتها حشرات صغيرة تمنع النمو الطبيعي للاضلاف. بالإضافة إلى البكتيريا التي تغير لون الاضلاف من الأخضر الى الأسود فتتعفن أيضا وتسقط. ومن حسن الحظ أن سلطان الغلة يظلّ في تونس الذهب الأخضر