تزخر بلادنا بموروث نباتي وحيواني ضخم وفي إطار المحافظة على هذا المخزون وحسن إستغلاله إنتظم لقاء إعلامي بولاية باجة لتثمين هذا الموروث من خلال إبراز الدور الهام الذي يضطلع به البنك الوطني للجينات في المحافظة على سلالات من الاغنام التي هي في طور الانقراض وقد توجهت الاعلان بالسؤال الى السيد منور الجمالي المدير العام للبنك الوطني للجينات لمزيد البحث في هذا الموضوع أفادنا السيد منور الجمالي خلال هذا اللقاء بدور البنك الوطني للجنات في المحافظة على الموارد النباتية والحيوانية والكائنات الدقيقة المحلية وخاصة النادرة منها والمهددة بالانقراض على غرار سلالة الصقلي الصردي وسوداء تيبار هذه السلالة الوحيدة من نوعها في شمال إفريقيا مختصة في الحليب والتي تقلصت أعدادها بصفة كبيرة في منتصف التسعينات حتى أنها أصبحت مهددة بالاندثار وهو ما دفع الى تكوين مجمع مربي سلالة الصقلي الصردي في سنة 2003 وإصدار تشريعات تشجيعية لفائدة «نعجة الحليب» وأفضى التعاون بين مؤسسات البحث العلمي وهياكل التنمية مع المجمع الى العودة الى تربية هذه الاصناف التي كانت في السابق غير مربحة (اللتر الواحد يقدر ب 700 مليم) في حين تحول هذا الواقع الصعب الذي كان يعيشه المربين الى واقع ناجح أصبحت فيه اليوم نعجة الحليب مربحة لما يربيها يقدر اللتر الواحد حاليا ب 1570 مليم) ونسجت السلالة الثانية (سوداء تيبار) على نفس منوال الصقلي الصردي. إسترجاع الحبوب التونسية من بنوك أجنبية توصل البنك الوطني للجينات الي جمع 27 ألف عينة من الموارد الجينية المحلية المختلفة تمثل فيها الحبوب 64 ٪ والاعلاف 17 ٪ وقد تم إسرتجاع 4 آلاف عينة من الحبوب والاعلاف التونسية من بنوك جينات أجنبية وعمل البنك على إكثار هذه العينات وتوصيفها المظهري والجيني وتم في سنة 2009 - 2008 إكثار البذور لعدد 6356 عينة من الحبوب المحلية بمحطة التجارب بوادي باجة في إطار إتفاقية مبرمة بين البنك الوطني للجينات والمعهد الوطني للبحوث الزراعية وتوصل البنك من خلال عمليات الاكثار الى إعادة 21 صنف من القمح. ماذا عن التوصيف الجيني توصل البنك الوطني للجينات الى التعرف على جينات من الاصناف المحلية للقمح الصلب وذلك من خلال التوصيف الجيني ل 184 صنف وهو ما يسهل عملية ترتيب أصناف القمح الصلب المحلي إعتمادا على صفاته المظهرية والجينية ومن بين أصناف القمح المتوفرة نجد عجيلي، محمودي، سباعي وغيره من الاصناف العديدة. يبقى في الختام التأكيد أن العمل على المحافظة على الموروث الجيني هو في نهاية الامر حفاظا على أمننا الغذائي الذي بات يشكل تحديا كبيرا سواء على المستوى الوطني أو الدولي