في الوقت الذي كان فيه أصحاب �الفيلا� منشغلين بأعمالهم خارجا كان أعوان فرقة الشرطة العدلية بصفاقس المدينة يمشطون الطرقات والشوارع لإلقاء القبض على اللص الذي عمد التسلل إلى منزلهم بواسطة التسور والخلع في وضح النهار والاستيلاء على ثلاث �صاغات� ذهبية و مبلغ مالي هام، وقبل تفطنهم للسرقة كان المتهم في قبضة المحققين يخضع للأبحاث تفاصيل القضية وحسب المعلومات الأولية المتوفرة لدينا تفيد أن المتهم كهل يناهز سنه ال53 عاما، من ذوي السوابق في السرقة خصوصا، يعمل في مجال نقل البضائع، وهي المهنة التي استغلها بحكم تنقله بشكل يومي على متن شاحنته من نوع �ايسيزي� بين الأحياء السكنية لترصد البيوت الخالية من سكانها، ثم العودة إليها ليعمد بواسطة � أراشكلو� إلى خلع بابها أو إحدى نوافذها وعبرها يدلف داخلا و يستولي على ما خف وزنه وغلى ثمنه. ونجح في الفرار هذا السيناريو الإجرامي الذي تكرر في أكثر من مناسبة كانت آخرها �فيلا� واقعة بمنطقة البستان بصفاقس، يبدو أن المتهم وأثناء نقله لحمولة إلى إحدى المحلات هناك لفت انتباهه مسكن مجاور بدت له الحركة فيه شبه منعدمة، فترصده وراقبه لبرهة من الزمن للتأكد من خلوه من أصحابه، وما إن قطع شكه باليقين حتى عجل بالتسلل إليه بعد تسوره وخلعه ليستولي من داخله على ثلاث �صياغات� ذهبية تناهز قيمتها ال6 آلاف دينار وعلى مبلغ مالي يقارب ال1500 دينار. لكن بمغادرته المكان ونطه من فوق السياج الخارجي �للفيلا� تفطن إليه شابان كانا مارين صدفة على متن سيارتيهما من أمام ذلك المحل المستهدف، فحاولا ملاحقته واقتفاء أثره غير أنه تمكن من الإفلات من قبضتهما، ليجد نفسه وجها لوجه أمام صاحب وسيلة نقل أخرى تطوع هو الآخر لملاحقته بعد أن حاول قطع الطريق أمامه، لكن المتهم نجح في تضليله والفرار منه باندساسه في زحمة الطريق. في وقت قياسي في الوقت الذي استكان فيه المتهم إلى نجاحه الموهوم وترسخ في ذهنه أنه صار بمأمن من تلك الملاحقات، فوجئ بمطاردة أعوان فرقة الشرطة العدلية بصفاقس المدينة له والذين فور تلقيهم البلاغ من شاهد العيان الأخير الذي تمكن من التعرف على ملامحه وتسجيل الرقم التسلسلي للوحة سيارته �الايسيزي� سخروا جميع مجهوداتهم لإلقاء القبض عليه، ليتمكنوا وبحرفيتهم المعهودة من إيقافه في وقت قياسي وحجز أداة جريمته أي �أراشكلو�ومبلغ مالي تناهز قيمته ال750 دينار قبل تفطن أصحاب �الفيلا� إلى عملية السرقة التي استهدفت بيتهم في غيابهم. وباقتياده إلى مقر الفرقة وإخضاعه للتحقيقات نزع المتهم إلى الإنكار التام نافيا عن نفسه التهمة الموجهة إليه رغم تعرف شاهد العيان الأخير عليه، لتتم إحالته إثر ذلك على النيابة العمومية في انتظار مثوله أمام العدالة لتقول في شأنه كلمتها الأخيرة.