قدّم السيد محمد بن عبد الله المدير العام لوكالة النهوض بالصناعة، الاستراتيجية الصناعية لتونس الى حدود سنة 2016 في ندوة صحفية إلتأمت بمقر الوكالة بحضور المديرين المركزيين مبيّنا أهداف ومكوّنات الحملة الترويجية للإستراتيجية وقال السيد محمد بن عبد الله المدير العام لوكالة النهوض بالصناعة إن تونس تعتبر أول بلد جنوب متوسطي يدخل منطقة التبادل الحرّ مع الاتحاد الاوروبي وهو أول بلد كذلك مصدّر صناعي للإتحاد الاوروبي وباعتبار مؤشّر القدرة التنافسية فهو يتصدّر قائمة بلدان جنوب المتوسط لسنة 2010/2009. كما أن انتصاب أكبر عدد من المؤسسات الصغرى والمتوسطة يجعل من تونس أول بلدان جنوب المتوسط من حيث احتوائها على مؤسسات أجنبية على ترابها. وتحدّث مدير عام الوكالة عن النسيج الصناعي التونسي الذي أكد على أنه يكتسي أهمية كبرى في الإستراتيجية الصناعية وبأنّ هذا النسيج في تصاعد مستمر وبأن نسبته يجب أن تبلغ ٪40 في 2016 ويجب أن يتميّز بقدرة تنافسية هامة بالاعتماد على برامج الجودة خاصة إذا ما وضعنا بعين الإعتبار تقدّم مشاريع البنية التحتية واللوجستية من خلال تعزيز شبكة هامة من الطرقات على غرار إيصال الطريق السيارة الى جندوبة ويظهر ذلك جليّا من خلال المطارات في بلادنا الذي وصل عددها 7 قبل استكمال أشغال مطار النفيضة ومن خلال الموانىء التجارية الذي بلغ عددها7. وصرّح السيد محمد بن عبد الله ان الاستراتيجية الصناعية تعتمد على الاقطاب التنموية الصناعية وعلى القرب الجغرافي من أوروبا وعلى إستهداف الاسواق الجديدة (بالنسبة لتونس) كما تركّز على توفير المهارات والكفاءات وهي «الثروة التي لا تنضب» على حدّ تعبير المدير العام. وأكد المدير العام في هذا الصدد أن ٪4 من السكان في تونس هم من الطلبة وهي نسبة تقارب نسب الطلبة في البلدان المتقدمة وأن بلادنا تحتوي على أكثر من 140 مركز تكوين مهني وقد بيّنت التجربة جدوى كفاءات التكوين خاصة في خضم الازمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم مؤخرا. وستعتمد الإستراتيجية الصناعية على التجديد على جميع المستويات وعلى شراكة الربح المتبادل بين تونس والاتحاد الاوروبي خاصة وأن نسبة الشراكة تفوق ٪65 من قيمة المبادلات. وسيتّم التركيز على تطوير التصدير والإستثمار والتحكّم في التصنيع من جميع النواحي أي من حيث المنتوج والتعليب وعدم الإعتماد على المناولة. وترتكز الإستراتيجية الصناعية على الإبتكار والتجديد والتصوّر والبحث لرسم مكانة وتوجهات وإمكانيات تونس والإنفتاح على ليبيا والجزائر لكونها أسواق مهمّة جدا لا بدّ من استغلالها. كما بيّن المدير العام أنه تمّ تحديد أهداف كمية ونوعية على مستوى الجودة والنمو والتنوّع والتخصيب من خلال الأنشطة ذات القيمة المضافة العالية كالميكاترونيك والبيوتكنولوجيا والبيئة والتركيز على الأنشطة الواعدة كالإلكترونيك والبلاستيك التقني والسيارات وقطع الطائرات وتكنولوجيا المعلومات والإتصال وعلوم الأحياء. ومن خلال القطاعات الكلاسيكية على غرار النسيج والصناعات الغذائية ومشتقات الفسفاط والكهرباء ومواد البناء. أمّا عن القطاعات ذات الأولوية في آفاق 2016 فهي الصناعات الميكانيكية والكهربائية والنسيج والملابس وتكنولوجيات المعلومات والاتصال. وتحدّث مدير عام وكالة النهوض بالصناعة عن الحملة الترويجية للإستراتيجية الصناعية وقال إنه تمّ إعداد المستندات الدعائية المكتوبة وإنجاز شريط قصير وومضات إشهارية وإعداد موقع واب خاص بالحملة والقيام بحملات تحسيسية لفائدة المهنيين مع تكوين مجموعة من الكفاءات في مجال تبليغ أهداف الحملة وتنظيم ملتقيات في البلدان الأوروبية