شهر الصيام هو شهر التدريب على الصبر والتحمّل ومقاومة الشهوات إضافة الى أنه شهر راحة الجهاز الهضمي وتهذيب النفس ولكن الملاحظ خلال شهر رمضان أن هناك إقبالا كبيرا الى حدّ اللّهفة على كل ما لذّ وطاب تحت ذريعة أن نفس الصائم تشتهي كل شيء يراه في المحلات أو يشتمّ رائحته في الشوارع وعند الإفطار تراه ينقض على الأكل دون أن يدرك أو يعي بأن الأكل دفعة واحدة يسبب له ضررا ويعرّض جهازه الهضمي للهلاك. ولمعرفة نظام غذائي صحي مناسب لشهر رمضان ولتجنّب هذه المشاكل الصحية اتصلنا بالأستاذ عبد المجيد عبيد مختص في التغذية بالمعهد الوطني للتغذية. وقد أكد لنا أن معظم الصائمين لا يتقيّدون بالعادات الغذائية السليمة حيث يعمد الأغلبية الى الإفراط في تناول الدهون والسكريات مما يتسبب عادة في السمنة وما يصاحبها من اضطرابات فينبغي للصائم أن يراعي الحدود المعقولة في مائدة الإفطار حيث أن المبالغة في الطعام تعرض الجسم الى إتساع الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي وهذا يؤدي الى إصابة الصائم بالغثيان بعد الإفطار ويصبح في حالة خمول شديدة لذا ينصح بضرورة إتّباع سلوك غذائي صحي وسليم ويؤكد أيضا على ضرورة توزيع الوجبات على 3 مراحل وهي كالآتي : الإفطار والعشاء والسحور ويجب أن تكون هذه الوجبات من غذاء متنوع ومتوازن يشتمل على اللحوم والخضر والفواكه والحبوب والمواد النشوية وكذلك الحليب ومشتقاته. الإفطار وينصح الأستاذ عبد الحميد عبيد عند الإفطار بأن يبدأ الصائم بشيء خفيف لإعطاء المعدة فترة استعداد لإستقبال الطعام وممكن البدء مثلا بعدد من حبات التمر أو شرب الماء أو الحليب أو العصير ثم ينتقل الى تناول «الشربة» التي يجب أن تكون «جارية» وقليلة الدهون ثم نعطي للمعدة فترة زمنية للراحة التي تمتدّ من نصف ساعة الى ساعة ونصف. العشاء ثم تأتي مرحلة العشاء والذي من الضروري أن يكون من مشتقات الحبوب كلأرز والكسكسي والمقرونة كما ينصح بالإبتعاد عن المقليات علما وأن هناك طرق بسيطة فبدلا من قلي البريكة يمكن أن تحمرّ في الفرن بقليل من الزيت وأن يتمّ التخفيض من المعجنات والفطائر لأنها تحتوي على نسبة نشويات عالية كما أكد على ضرورة شرب الماء بكمية لتر ونصف مقسّمة بين الإفطار والسحور. السحور يؤكد الأستاذ عبد الحميد عبيد على أهميّة وجبة السحور وتكون وجبة مكمّلة لوجبة الفطور لسدّ الحاجيات الغذائية للجسم وأكد على أنه من الأفضل تأخير وجبة السحور لتمكين الجسم من الإستفادة من المواد الغذائية لأكبر قدر من ساعات النهار لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة. ومن جهة أخرى أكد على أن تتكون وجبة السحور من أطعمة نشوية وسكريات مثل المسفوف بالغلّة والبسيسة والعصيدة وأيضا الخبز مع الحليب ومشتقاته