«بعد أكثر من سنتين على ثورة الكرامة، لم تسترجع تونس الثقة اللازمة للخروج من أزمتها. فالوعود تأخر تنفيذها والبطالة ارتفعت نسبها…والآلة تتعطل مما صعبّ من الحياة اليومية للمواطن أكثر فأكثر». تصريح للسيد الياس الجويني لا يمكن التوقف عند حدود كلماته بل هو اعتراف كامل بفشل الحكومة في اخراج البلاد من كسادها. حول هذا الوضع استضافت الغرفة التونسية-الفرنسية للتجارة والصناعة أصدقاءها لفطور الصباح للنقاش حول محور :«الاقتصاد في تونس: الواقع والآفاق» وذلك صباح الثلاثاء 7 ماي 2013 من الساعة 8.15 الى الساعة 10.30 في نزل قولدن توليب المشتل. فكل يوم يمر، يكون خطوة جديدة في اتجاه البلاد نحو المجهول. فالاقتصاد التونسي اليوم في وضعية جد حرجة والبلاد في الاتجاه نحو توديع نسب نموها التاريخية. وهذا القول ليس لرجل اقتصاد او لهيئة سياسية او اقتصادية ولا حتى لمنظمة اجتماعية ولا لوسيلة اعلام بل هو اعتراف للسلطة نفسها. فبعد ان وضعت كمؤشر نسب التنمية ب 3.5% سنة 2012 و4.5% سنة 2013، يبدو ان هذا الرقم لن يتجاوز ال 2.7% و3.5%. فالمؤسسات الدولية خفضت من الترقيم السيادي لتونس مما جعل البنك الافريقي للتنمية يؤكد أنه واذا تواصل الامر على هذا المستوى بالنسبة لتونس فإنها ستجد نفسها في مرتبة بين 10 أسوأ اقتصاديات افريقية. ومثل هذا الوضع يحتّم الاسراع بالتفكير في سياسة اقتصادية جديدة. وهو ما سيتطرق اليه السيد الياس الجويني نائب رئيس جامعة باريس- دوفين المكلف بالبحوث ورئيس مؤسسة دوفين وذلك على طاولة النقاش المنتظرة صباح الثلاثاء. الياس الجويني: ثراء مهني وأكاديمي الياس الجويني، أستاذ جامعي ،صاحب جائزة افضل اقتصادي شاب لسنة 2005 بالاشتراك مع استر دوفلو، حائز على المرتبة الاولى في مناظرة التبريز في الرياضيات سنة 1987، متخرج من المدرسة القومية للادارة الفرنسية وحائز على دكتوراه في الرياضيات المطبقة سنة 1989 من جامعة باريس1 حيث اشتغل في البداية استاذا محاضرا وهو في سن ال24 ثم استاذا في الجامعات وهو في سن ال27 بعد ان حصل على التأهيل للاشراف على البحوث (HDR). اشتغل كذلك استاذا في جامعة IPEST تونس، وفي المدرسة الوطنية للاحصاء وادارة الاقتصاد (باريس) وفي معهد بوليتكنيك باريس وفي جامعة Stern School of Business بنيويورك. التحق الياس الجويني بجامعة باريس دوفين سنة 2000 التي تحمل فيها عديد المسؤوليات منها الادارة العامة لمعهد المالية سنة 2003 الى جانب الاشراف على ادارة الماجستير في التصرف. كما أنشأ و ترأس الماجستير في الصيرفة الاسلامية ويشغل منصب نائب رئيس المجلس العلمي لجامعة باريس دوفين منذ سنة 2005 ويترأس مؤسسة دوفين منذ سنة 2011. كما يتولى التنسيق العلمي لجامعة «أوروبلاس» للمالية وهو كذلك عضو في المعهد الجامعي الفرنسي. تمت تسميته سنة 2006 عضوا في المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا لدى الرئيس الفرنسي وفي سنة 2007 حصل على كرسي ضمن مؤسسة المخاطر ليلتحق سنة 2008 بمجلس التحاليل الاقتصادية لدى الوزير الاول الفرنسي. تم بعد الثورة الاستنجاد به في حكومة محمد الغنوشي الانتقالية ليكون وزيرا لدى الوزير الاول مكلفا بالإصلاح الاقتصادي والاجتماعي قبل ان يغادر الحكومة اثر استقالة محمد الغنوشي. وعرف الياس الجويني ببحوثه المعمقة في مجال الرياضيات والاقتصاد والمالية. فبعد بحوث ودراسات حول نظرية التوازن العام، اهتم الجويني بنموذجية الاسواق المالية معتمدا على الابعاد الاقتصادية والمالية وايضا على اختصاصات أخرى على غرار علم النفس وعلم الاجتماع… وقد تم تناول دراساته حول تكلفة المبادلات وحول تباين المعتقدات في الاسواق المالية في مختلف البحوث والكتب الاكاديمية. حول دوفين تونس دوفين تونس مؤسسة جامعية خاصة للتعليم والبحوث. تأسست في اكتوبر 2009.. من أهدافها التكوين الأولي والتكوين المستمر للإطارات العليا القادرة على الاستجابة لمتطلبات المنافسة الدولية. وترتكز الجامعة على الشراكة مع جامعة باريس-دوفين التي تساهم بخبرات ومعارف اطارها التدريسي – الباحث وكذلك بحسن التسيير الجامعي المميز خاصة في مجالات الانضباط. وتعمل الجامعة في نفس الوقت على احترام المعايير الجامعية التونسية وكذلك البيداغوجيا المعتمدة من قبل مؤسسات دوفين. لذلك لا يحصل طلبتها على شهادة جامعية تونسية وطنية فحسب بل يحصلون كذلك على شهادة جامعية من باريس-دوفين. وتركز الجامعة بالخصوص على محورين أساسيين للتعليم وهما: الاقتصاد والتصرف من جهة والرياضيات والاعلامية من جهة أخرى.