مدنين: صدور أحكام بالسجن مع النفاذ العاجل ضد 5 متهمين في ما يعرف ب'' فاجعة جرجيس ''    غدا السبت: 76 مكتب بريد مفتوح    144 مليار دولار مبادلات سنوية.. الدول العربية تعزّز تعاونها مع اليابان    لم شمل طفلة فلسطينية بعائلتها في تونس    الرابطة الأولى: تشكيلة النادي الإفريقي في مواجهة الملعب التونسي    الرابطة الأولى: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الأخيرة لمرحلة تفادي النزول    الحجاج يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية    عطلة العيد: وزارة الدّاخلية ومرصد سلامة المرور يقدّمان توصيات لمستعملي الطّريق    حوادث/ 6 وفايات خلال 24 ساعة..    هام/ برنامج استثنائي لأكثر من مليون شخص يستخدمون وسائل النقل العمومي خلال فترة العيد    مترشحة للبكالوريا تبلغ 92 عاماً...و هذه قصتها    اعتمادات ب 6 مليار دينار لتأهيل جديد لقطاع النسيج    عيد الاضحى : هؤلاء ممنوعون من أكل اللحوم    كانوا يعتبرون أنها استشهدت : عائلة فلسطينية في تونس تحتضن ابنتها    الكويت: اعتقالات إثر مقتل 50 عاملاً أجنبياً في حريق    عاجل/ وفاة 6 اشخاص جراء أمطار غزيرة وانهيارات أرضية بهذه المنطقة..    الشركة الجهوية للنقل بنابل تتسلم 4 حافلات رفاهة جديدة    وزير الشؤون الاجتماعية يشدّد من جنيف على ضرورة تكيّف النظام متعدد الأطراف مع المتغيرات    دورة نوتنغهام للتنس: أنس جابر تواجه اليوم المصنفة 139 عالميا    الكشف عن الموعد الجديد لمباراة أنس جابر و ليندا فروهفريتوفا و برنامج النقل التلفزي    استثمارات ب 1.6 مليار دينار.. الطريق تفتح أمام مشروع طاقي تاريخي    وكالة النهوض بالصناعة : تطور ب31،8 بالمئة في الإستثمارات الأجنبية المباشرة    مسؤول بشركة النقل بين المدن يدعو إلى الحجز المسبق على خطوط محطة باب سعدون تفاديا للاكتظاظ    الحشّاني يتّجه الى ايطاليا للمشاركة في قمّة مجموعة السّبع    يوم التروية.. حجاج بيت الله يتوافدون على مشعر منى    4 تلميذات يتغيّبن عن امتحان البكالوريا بسبب النقل: هذا ما صرّحت به وزيرة التربية    عاجل : التحذير من زلزال قوي سيضرب 3 دول متوسطية    طقس اليوم الجمعة    البنك الإفريقي للتنمية يمنح تونس قرضا بقيمة 53 مليون دينار: التفاصيل    السعودية: لا حج بدون تصريح و'درون' تلاحق المخالفين في رحاب المملكة    السعودية تتخذ إجراءات إضافية لحماية الحجاج من الحر الشديد    التوقعات الجوية اليوم الجمعة    عاجل/ رئيس الدولة يكلّف رئيس الحكومة بتمثيل تونس في قمة مجموعة السبع    قضية ختان الإناث تدفع بلينكن للاتصال برئيس غامبيا    لا يدخل الجنة قاطع رحم    تصل إلى 72 درجة.. الصحة السعودية تحذر الحجاج من خطر ارتفاع حرارة الأسطح بالمشاعر المقدسة    كرة اليد.. لؤي مخلوف يطلق النار على مسؤولي النجم ويوجه لهم اتهامات خطيرة    بعد أكثر من 20 ساعة: السيطرة على حريق مصفاة نفط في شمال العراق    تكليف ربيعة بالفقيرة بتسيير وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية    الصحة السعودية تحذر الحجاج من أخطار التعرض لارتفاع حرارة الأسطح بالمشاعر المقدسة    معبر رأس جدير.. عطب في المنظومة الاعلامية من الجانب الليبي يعطل حركة الدخول الى تونس    فظيع في منوبة.. الاحتفاظ بصاحب " كُتّاب " عشوائي لشبهة الاعتداء الجنسي على طفلة    رهانات الصناعات الثقافية والإبداعية في الفضاء الفرنكفوني وتحدياتها المستقبلية محور مائدة مستديرة    165 حرفيا ومهندسا داوموا على مدى 10 أشهر لحياكة وتطريز كسوة الكعبة المشرفة    كتاب.. لاهوت التعدّدية الدّينية ل عزالدّين عناية    الرابطة 1 - الترجي الرياضي على بعد نقطة من حصد اللقب والاتحاد المنستيري من اجل تاجيل الحسم للجولة الختامية    الكاف: تقدّم هام في مشروع تعبيد الطريق المؤدية الى مائدة يوغرطة الأثرية وتوقعات بإتمامه خلال شهر جويلية القادم    وزارة التربية تتثبّت من معطيات الأساتذة النواب خلال الفترة من 2008 الى 2023    المرسى: بسبب خلاف في العمل...يترصد نزوله من الحافلة ليقتله طعنا    مرضى القصور الكلوي يستغيثون اثر توقف عمل مركز تصفية الدم بمستشفى نابل    رابطة المحترفين تقاضي الفيفا بسبب قرار استحداث كاس العالم للاندية 2025    مفتي الجمهورية: "هكذا تنقسم الاضحية في العيد"    الرابطة المحترفة الاولى: الجولة الختامية لمرحلة تفادي النزول    البرازيل تتعادل مع أمريكا قبل كوبا أمريكا    بعد استخدامها لإبر التنحيف.. إصابة أوبرا وينفري بمشكلة خطيرة    «غفلة ألوان» إصدار قصصي لمنجية حيزي    صابر الرباعي يُعلّق على حادثة صفع عمرو دياب لمعجب    شيرين تصدم متابعيها بقصة حبّ جديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم السياحي بمهرجان الزيتونة بالقلعة الكبرى: عروض فلكلورية وإشعاع للموروث المحلي (صور)
نشر في حقائق أون لاين يوم 21 - 12 - 2018

هي سنّة حميدة دأب منظمو مهرجان الزيتونة الدولي بالقلعة الكبرى على انتهاجها، فاليوم السياحي هو ركن قار من أركان هذا المهرجان الذي يطفئ هذه السنة شمعته الثامنة والثلاثين في ظل سنة سياحية استثنائية بكل المقاييس. اليوم الرابع للمهرجان كان يوما مميزا خصوصا مع قدوم أعداد غفيرة من أبناء الجهة ومن خارجها الى فضاء المدينة الزهراء التي احتضنت يوم 20 ديسمبر 2018 فعاليات هذه التظاهرة.
الساعة تشير الى الثامنة والنصف صباحا. فضاء المدينة الزهراء، هذا الفضاء الترفيهي الذي يقع على تخوم مدينة القلعة الكبرى، يستعد لاستقبال زواره القادمين من كل حدب وصوب. فضاء دأب على حلول ضيوف من أماكن عدة لكن هذا اليوم يعتبر استثنائيا. الأعلام واللافتات معلقة هنا وهناك والترتيبات الأمنية تسير بخطى حثيثة لتأمين موكب وزير السياحة الجديد، روني الطرابسي.
الحركة مازالت خفيفة نسبيا اذ مازالت الاستعدادات لم تكتمل لانطلاق هذا العرس السنوي الذي تعيش على وقعه هذه المدينة الساحلية المتأصلة في التاريخ بموروثها الثقافي والحضاري والفكري. عارضون أصيلو القلعة الكبرى وآخرون قادمون من مختلف أنحاء الجمهورية قدموا لعرض منتوجاتهم الحرفية والتعريف بها لدى أهالي القلعة الكبرى. اليوم السياحي هو فرصة أيضا لتلاقح الفنون والتقاليد والعادات وتبادل الخبرات والتجارب.
النسمات الباردة نسبيا أعطت شحنة كبيرة للعارضين حتى يستعدوا أيّما استعداد لاستقبال حرفائهم خاصّة أن مكان العرض هو عبارة عن منحدرات نجح مصممو هذا الفضاء الجميل في تحويله الى مكان بديع وجميل وقابل لتنظيم التظاهرات والعروض بمختلف أنواعها.
التراث القلعي يشد الانتباه
لم يخف منظمو هذا اليوم السياحي اعتمادهم هذه التظاهرة أساسا للترويج للموروث الثقافي والتقليدي لمدينة القلعة الكبرى. ضيوف المهرجان اكتشفوا من خلال بعض العروض الفلكلورية وعروض الأزياء نماذج حية من اللباس الأصيل في القلعة والذي مازال يعتمد الى حد الآن في المناسبات والاعراس حسب قول إلهام بوغدير وهي مديرة فريق "Ilham Show Team" ومقدمة عروض أزياء، جاءت خصيصا لتقديم اللباس التقليدي القلعي في هذه التظاهرة.
وعن أنواع اللباس تقول إلهام المصحوبة بفريق من الشابات الجميلات اللواتي توشحن بحلل وملابس جميلة تعكس ثراء المخزون التراثي لمدينة أبت أن تبتعد عن أصالتها وعاداتها:" هناك التخليلة الحمراء وهي أهم لباس ترتديه العروس الى اليوم وهي متكونة من "مريول فضيلة" و"الحزام الرجالي" و"القفية" و"العصابة" وهي تلبس أيضا في احتفالاتنا مثل "الحنة الصغيرة" و"السابع" وهي تدل على البهجة".
وتضيف إلهام التي قدم فريقها عرضا متميزا بحضور وزير السياحة روني الطرابلسي الذي أثنىبدوره على حسن التنظيم وثمن الاختيارات الصائبة لفقرات هذا اليوم السياحي: "هناك كذلك "التخليلة الكموني" وتلبس في الأيام العادية عموما من طرف كبار السن. كما توجد "التخليلة الزرقاء" وهي تلبس عادة للتعبير عن انعدام الفرح وكانت ترتديها النساء الأرامل عموما".
وتتابع إلهام بوغدير في عرض أنواع الباس التقليدي: "مفاجأتنا هذه المرة هي تقديم أقدم "تخليلة" وهي "التخليلة الصوف" ذات القناع المنسوج والقابل للصباغة مع "المنشف الهلالي" الذي يعتبر رمز الأصالة للمرأة القلعية". ولم تخف إلهام أسفها من تلاشي عملية حياكة المنتوجات والملابس التقليدية بحكم التطور الحاصل في المجتمع وعزوف النساء عن تعلم هذه الحرفة لأسباب عدة.
ولعل ما يحسب لهذه التظاهرة كذلك هو اجتهاد الساهرين عليها في البحث وجلب كل منتوج أو رمز من رموز الأصالة في هذه المدينة المحافظة نسبيا. إذ بمجرد المرور عبر فضاءات المدينة الزهراء بالإمكان التعرف بسهولة على مواد أولية ووسائل خاصة بجني الزيتون ورحيه وتخزينه بالطريقة التقليدية مثل "الأصابع" و"الصرافة" و"الخيش" و"القلبة" و"البرميل" و"الجرة" و"البتيّة". وبحكم اسم المهرجان فقد ظل موضوع الزيتونة هو الطاغي على كل المعروضات الموجودة مثل "الزحافة" وهي عبارة عن وسيلة تقليدية تصنع من "الفخار" توقد فيها النار عبر "دسها" بأعواد الزيتون أو "الفيتورة" التي يتم جلبها من المعاصر التقليدية في موسم جني الزيتون تحديدا.
وتستعمل "الزحافة" للطبخ وتسخين الماء للاستحمام واعداد الصابون العربي الذي يستعمل في صناعته أيضا زيت الزيتون وقلي "المقروض العربي" المحشو بالتمر أما "الطابونة" التي يتم ملؤها بالحطب المتكون خصوصا من أعواد الزيتون نظرا لجودته وبطء احتراقه فهي تستعمل لإعداد خبز القمح والشعير والملثوث بالتمر وتسخين "الفلفل الأحمر" في موسم "العولة" صيفا لتسهيل عملية رحيه وكذلك اعداد "الهريسة المشوية" و"البطاطا المرفوسة".
كما أن المتجول بين ثنايا هذا الفضاء المخصص للتعريف بعادات القلعة الكبرى سيلفت انتباهه وجود نساء في أعمار مختلفة يقمن بإعداد "العولة" مثل الكسكسي و"المحمص" و"الكعابر". بجوارهن اخريات يقمن ب"النقال" وهي عبارة عن عملية "ترطيب وتسريح أو تمشيط" الصوف بوسائل تقليدية مثل "القرداش" المصنوع من اللوح وأسنان حديدية يتم ترصيفها بعناية شديدة. هذا الصوف يتم تحويله في مرحلة أخرى الى خيوط و"طعمة" تستعمل لحياكة الملابس التقليدية مثل "العبانة والفراشية والبرنوس والقشابية والمناشف" بأنواعها و منتوجات أخرى تقي حامليها قساوة فصل الشتاء. ويتم استعمال المنسج المتكون من "سدايتين" و"قائمتين" وقصبات لتسريح الخيوط وتثنيتها بالإضافة الى "الرخام" والخلال" لتوضيب "الطعمة" ورصها.
المنتوجات القلعية لم تكن الوحيدة الموجودة في هذه التظاهرة التي تحولت الى ملتقى سياحي كبير بل هناك منتوجات تقليدية أخرى أصر مصمموها على القدوم خصيصا للترويج لها. من بين هؤلاء ايمان التي قدمت من القيروان للتعريف بمنتوجها المتمثل في أدوات تقليدية مصنوعة من السعف والفخارو"اللانة" (Laine). وتستعمل هذه المواد للزينة والديكور أساسا. تقول ايمان التي قضت 24 سنة في حياكة لباس الأفراح ثم سعت لخوض تجربة جديدة "اصريت ان استعين بمواد أولية من القيروان تحديدا وأن اخوض تجربة جديدة. أشعر اني قادرة على الخلق والابداع وهو مجال بالإمكان تطويره واعتقد ان الآفاق مفتوحة بالنسبة لنا للمحافظة على هذه الحرفة".
منى، مختصة في التزويق على الفخار عبرت عن أملها في ان تلاقي هذه الحرفة الصدى الذي تستحقه. تقول منى: "أسعى الى ترويج منتوجي بصفة منفردة لأن الاقبال غير جيد من قبل المحلات المختصة في بيع مثل هذه المنتوجات." ولم تخف منى اعجابها بهذه التظاهرة التي مكنتها من الالتقاء بحرفيين من اختصاصات مختلفة.
تتقاسم المكان مع منى الشابة يسرا شوشان، قدمت من قصيبة المديوني تحديدا لعرض عطورات من نوع خاص جدا. الروائح الذكية التي انبعثت من هذا المكان تجعل المار يقبل دون تردد لاكتشاف سر التركيبة التي أفرزت هذه الرائحة. تقول يسرا التي عبرت عن رضاها التام عن مشروعها الذي يدر عليها مردودا محترما: "ما يميز منتوجي هو عدم احتوائه على أي مكون كيميائي. هو منتوج بيولوجي بحت. تركيبته تتكون من مواد محلية وأخرى مستوردة خصيصا". وبحسب يسرا التي تمتلك محلا لبيع العطورات فإن كل تركيبة تقوم باعدادها يتم المصادقة عليها من طرف أحد المخابر المختصة حتى تصبح قابلة للترويج. وتعتمد يسرا مكونات طبيعية مثل "الفليو" وعود القرنفل والاكليل والزعتر والنعناع وغيرها.
منتوجات جديدة
محمد علي الرويسي، متقاعد جاء من مدينة المهدية ليقدم منتوجاته الحرفية وهي عبارة عن تحف ومجسمات بأحجام مختلفة صنعت من الجبس. التف من حوله مجموعة من الأطفال والشباب الذين توافدوا فرادى وجماعات الى فضاء المهرجان. يقول محمد علي: "هدفي هو إرضاء الأطفال الذين يمثلون جزءا لا يتجزأ من هذا الفن. أقوم فقط بإعداد المجسمات في حين أعطي الفرصة للأطفال حتى يلونوها حسب رغباتهم وأذواقهم. وهذا ما يميز هذا النوع من المنتوج الذي أقدمه". وهذا الحرفي الذي يتعامل كثيرا مع دور الثقافة والشباب من خلال إعداد مجسمات كبيرة الحجم يتم عرضها في هذه الفضاءات مقابل بعض المال، يعتبر هذا الفن هواية.
غير بعيد، تعرض الشابة هالة بلطيفة منتوجاتها الفريدة من نوعها. أوان بلورية في أحجام وأشكال مختلفة "Terrariums" تم توضيبها بشكل متناسق تشد الناظرين بلمعانها وخصوصا بنوعية النباتات التي وضعت داخلها على غرار نبتة الصبار الجميلة. تختلف الأحجام وتتنوع النباتات ولكن تناسق الأوعية مع النباتات والمكونات التي بداخلها أضفى على هذا المنتوج رونقا خاصا. خليط من التراب والرمل في لون القهوة وحصى بعضه يتلألأ لاحتوائه نسبة من الكوارتز وبعضه الآخر ذي لون قاتم مثل المكونات الرئيسة لهذا المنتوج.
هالة خريجة معهد الفلاحة اختارت بعث هذا المشروع الرائد والمتفرد. تقول هالة التي تشارك لأول مرة في هذا التظاهرة: "منتوجي هو عبارة عن مجموعة من النباتات التي لا تحتاج الى عناية خاصة. هي بطيئة النمو وعادة لا تحتاج الى مكان كبير لتنمو به. هي تتأقلم مع الفضاء الموجودة به ويمكن اعتمادها للتزويق والزينة أو تقديمها كهدية في بعض المناسبات".
السياح يشيدون بالمهرجان
مع تقدم عقارب الساعة تتوافد أعداد كبيرة من الزائرين وخصوصا من السياح القادمين من دول مختلفة خصوصا ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وانقلترا. هذه الوفود السياحية جاءت بالتنسيق مع بعض النزل الموجودة في جهة سوسة كما جرت العادة. "ميشال"، سائح ألماني قدم أكثر من مرة الى بلادنا. يقول ميشال بلغة فرنسية طليقة "هذه زيارتي الثالثة الى هذا المهرجان وأنا جد سعيد لأني آتي في كل مرة لاكتشاف شيء جديد من التراث والفلكلور في هذه المدينة". بالنسبة لميشال فإن فضاء المدينة الزهراء الذي يزوره للمرة الأولى "فضاء جميلا جدا وهو منبهر بهذا المكان الرائع والخلاب". ولعل ما زاد في انبهار ميشال هو الطقس الربيعي الجميل الذي كان ملائما لمثل هذه التظاهرات التي تمت كل فقراتها في الهواء الطلق وأمام جماهير فاق عددها كل التوقعات وترجمت نجاح هذا العرس السياحي الهام.
جمال المكان الذي تحيط به الخضرة من كل مكان بفضل وجوده في قلب غابة الزيتون التي زادها نزول الأمطار بكميات وافرة في الفترة الأخيرة اخضرارا ولمعانا ساهم بقسط لا بأس به في جلب انتباه كل الحاضرين واستحسانهم. "أدلبار" هو سائح ألماني آخر لم يخف اعجابه بالتنظيم المحكم وبحفاوة الاستقبال الذي لقيه من قبل الساهرين على هذا العرس الثقافي والسياحي. يقول "ادلبار" بكل حماس وبلغة انقليزية صعبة الفهم نسبيا: "ما يميز هذه الاحتفالية هو اختيار هذا الفضاء الجميل الذي يتماشى مع نوعية الأنشطة والعروض".
العدد الهائل من السياح القادمين الذين عبر بعضهم عن اعجابهم بمختلف العروض، قد استحسنوا أيضا عملية تشريكهم في الاحتفالات من خلال عرض الأزياء الذي شاركت فيه بعض السائحات الوفيات لجوهرة الساحل وكذلك مسابقة الرقص وغيرها.
أثبت اليوم السياحي مرة أخرى أنه عماد من أعمدة مهرجان الزيتونة الدولي بالقلعة الكبرى وقد سعى القائمون عليه برئاسة الشابة سامية الوسلاتي مديرة المهرجان الى توفير كل الظروف للحفاظ على ديمومته واستمراريته.
ولعل من أبرز مزايا هذه التظاهرة التي التأمت في فضاء طبيعي أنها تسوق لمنتوج سياحي مطلوب اليوم بإلحاح من قبل السائح الأجنبي وهو السياحة الايكولوجية او السياحة الخضراء. وهو ما أكده وزير السياحة الذي عبر عن اعتزام وزارته التركيز على هذا المنتوج وايلائه المكانة التي يستحقها كبديل فعال وضروري للسياحة التقليدية مع المحافظة، حسب قول روني الطرابلسي، على السياحة الشاطئية وتدعيمها باعتبارها ركيزة أساسية للسياحة في بلادنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.