أصدر الصحفي السويسري Beat Stauffer كتابه الجديد الذي جاء نتيجة بحث ميداني دام قرابة سنتين في بلدان المغرب الكبير. واختار هذا الصحفي تسمية كتابه بعنوان "المغرب العربي: الهجرة والبحر الأبيض المتوسط"، كي يتطرق إلى محاور تتعلق بأزمة الهجرة من بلدان شمال إفريقيا إلى الضفة الأخرى من المتوسط.
ويرى Beat Stauffer الذي يعتبر من أبرز الصحافيين الأوربيين المختصين منذ سنوات في الشأن المغاربي، أن الدول المغاربية الخمسة تشكل نوعًا من الحاجز المزدوج للحدود الجنوبية لأوروبا في الصحراء وعلى ساحل البحر المتوسط. فهي من ناحية تمنع الهجرة الجماعية لمواطنيها إلى أوروبا، ومن ناحية أخرى تمنع هجرة الأشخاص من دول جنوب الصحراء الكبرى الراغبين في الهجرة. ويشير صاحب الكتاب أن أوروبا تحتاج إلى تعاون وثيق مع البلدان المغاربية للسيطرة على الهجرة غيرالنظامية. لكن هذا الأمر مثير للجدل من الناحية السياسية ويحتوي على العديد من المعضلات. كما طالب في كتابه بأن تكون لسياسة الهجرة طابعا عمليا يأخذ في الاعتبار مصالح دول المغرب العربي والساحل وكذلك مصالح أوروبا.
ويروي الكاتب في المحور الثاني من الكتاب تفاصيل استقدام العمال من شمال إفريقيا قبل عشرات السنين إلى البلدان الأوروبية الصناعية، مشيرا إلى التغييرات التي شهدها هذا النوع من الهجرة حيث صار الشبان المغاربة يغامرون بحياتهم من أجل الظفر بحظوظ الوصول إلى أوروبا والحصول على الإقامة بشكل قانوني للحصول على عمل وتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية التي عاشوها في بلدانهم الأصلية.
وركز في بحثه بخصوص تونس على تحقيقات ميدانية في عدة مدن في وسط وشمال البلاد وتتبع حركة الراغبين في خوض مغامرة الهجرة غير النظامية إلى أوروبا.
كما نجح Beat Stauffer في الوصول إلى منظمي هذا النوع من الرحلات وإجراء مقابلات حصرية تضمنت شهادات حية أثرت الكتاب. ولم يكتفي الكاتب بسرد تفاصيل هجرة الأشخاص من البلدان المغربية وإنما طرح تساؤلات صارت محاور عدة ندوات تناقش ظاهرة الهجرة على غرار رغبة الأوربيين في إقامة مراكز إيواء في تونس أوغيرها من بلدان شمال إفريقيا.
نذكر انّ Beat Stauffer صحفي سويري ولد سنة 1953، درس العلوم الأساسية والتاريخ الحديث في جامعة زيوريخ. يعمل منذ سنة 1988 كصحفي مستقل لفائدة عدة مؤوسسات إعلامية أوروربية أبرزها السويسرية.
