توجه وزير السياحة والصناعات التقليدية محمد علي التومي مساء الثلاثاء 12 ماي 2020، عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك برسالة للتونسيين على خلفية إلغاء الزيارة السنوية إلى "الغريبة" بجزيرة جربة. وضمن التومي رسالته تمنياته بالشفاء العاجل لسلفه روني الطرابلسي الذي يقيم منذ بداية أفريل الماضي بأحد مستشفيات باريس على خلفية إصابته بفيروس كورونا المستجد. وثمن وزير السياحة دور احتفالات الغريبة في تنشيط الحركة السياحية سنويا، قائلا: "إن نجاح مراسم زيارة الغريبة سنويا يعطي بوادر ومؤشرات ايجابية على نجاح الموسم السياحي في تونس بالنظر إلى الأعداد الهامة للزائرين سنويا والتنظيم المحكم لهذه الزيارة، والتي تساهم في خلق حركية سياحية وتجارية هامة بجزيرة جربة ويساهم كذلك في انتعاشة عديد القطاعات خاصة الفنادق والنقل السياحي والصناعات التقليدية والتنشيط السياحي والمواد الإستهلاكية وغيرها من القطاعات". وأضاف: "جربة، جزيرة الأحلام، أرض النخيل والزياتين، سيعود لها بريقها كوجهة سياحية فريدة بعد انقشاع هذه الأزمة. الحياة ستعود طبيعية في جربة وعلينا أن نعمل جميعا على توفير كل الظروف المناسبة لاستعادة اشعاعها العالمي". وفي ما يلي النص الكامل لرسالة الوزير محمد علي التومي:
"كان من المنتظر أن تشهد تونس، خلال هذه الأيام، إحياء الاحتفالات الرسمية لزيارة معبد "الغريبة" بجزيرة جربة وكان من المنتظر أن تستقبل الجزيرة بالمناسبة أكثر من 7 آلاف زائر خلال هذه الفترة. لكن، وبسبب الأزمة الصحية التي يعيشها العالم جراء تفشي وباء كورونا، تقرر إلغاء هذه الزيارة تطبيقا لمقتضيات الحجر الصحي وحفاظا على صحة وسلامة التونسيين وزوار الغريبة. ونحن في وقت نقاوم فيه هذا الوباء الذي نسأل الله أن يرفعه عنّا، أود أن استغل هذه المناسبة، لأجدد تمنياتي بالشفاء العاجل للصديق روني الطرابلسي وزير السياحة والصناعات التقليدية الأسبق وهو الذي كان ولا يزال أحد أهم المشرفين على إحياء هذه الزيارة بدعم من السلط المحلية والجهوية وكل الأطراف المعنية. وكما هو معلوم، فإن نجاح مراسم زيارة الغريبة سنويا يعطي بوادر ومؤشرات ايجابية على نجاح الموسم السياحي في تونس بالنظر إلى الأعداد الهامة للزائرين سنويا والتنظيم المحكم لهذه الزيارة، والتي تساهم في خلق حركية سياحية وتجارية هامة بجزيرة جربة ويساهم كذلك في انتعاشة عديد القطاعات خاصة الفنادق والنقل السياحي والصناعات التقليدية والتنشيط السياحي والمواد الإستهلاكية وغيرها من القطاعات. زيارة الغريبة، هي حدث ديني وسياحي في الآن ذاته يستقطب الأنظار والاهتمام وطنيا وعالميا. كما أصبح هذا الحدث، خلال السنوات الأخيرة، يشهد إقبال عديد الزوار من ديانات مختلفة ومن عدة بلدان للمشاركة في هذه الزيارة وللإطلاع على أجوائها، وهو ما يبرهن على أن تونس، وكما كانت دوما، أرض تسامح وتعايش وتلاقح الحضارات والديانات وتقدم من خلالها رسالة سلام للعالم. وبعد التحسن النسبي للوضع الصحي ببلادنا وبالنظر إلى المؤشرات الإيجابية التي تم تسجيلها في جزيرة جربة، سعينا إلى توفير كل الظروف لرفع العزلة عنها. وبفضل عزيمة أبناء الجزيرة وتكاتفهم، عادت الحياة مؤخرا إلى المنطقة لاعتبار المكانة التي تحظى بها ليس فقط على المستوى السياحي وإنما على المستويات الإجتماعية والإقتصادية وكذلك الحياتية لسكان الجزيرة ولزوارها. جربة، جزيرة الأحلام، أرض النخيل والزياتين، سيعود لها بريقها كوجهة سياحية فريدة بعد انقشاع هذه الأزمة. الحياة ستعود طبيعية في جربة وعلينا أن نعمل جميعا على توفير كل الظروف المناسبة لاستعادة اشعاعها العالمي. وتستعد جربة هذه الأيام إلى أن تخلّد اسمها ضمن التراث الإنساني حيث تطمح تونس إلى أن تضيف إلى قائمتها بسجلّ التراث العالمي جزيرة جربة باعتبارها الجزيرة الأكبر بشمال إفريقيا والأرض التي انصبغت على مرّ مئات السنين بحضارات عريقة مثل الأمازيغية والقرطاجنيّة والرومانيّة والعربيّة الإسلاميّة لتعكس بذلك فلسفة حياة تكوّنت على مرّ العصور وتجسدت في منازلها التقليدية القابعة في التاريخ، وفي مساجدها العامرة، ومعبد الغريبة وبكل ما تحويه من كنوز تراثيّة ماديّة ولاماديّة والذي حافظت عليه لقرون مديدة. السياح يزورون جربة، التي تم تصنيفها سنة 2019 كثالث أفضل وجهة سياحية عالمية، بحثا عن الاسترخاء والترفيه وجمالية العيش فيها وكذلك بفضل مطارها الدولي ولما تزخر به من فنادق فخمة ذات جودة عالية في الخدمات وبنية سياحية متطورة وامتدادها على أكثر من 100 كلم من الشريط الساحلي، فضلا عن تواجد أكثر من 15 مركزا للمعالجة بمياه البحر تقدم خدمات استشفائية من طراز عال وأنشطة ترفيهية وثقافية وفنية، وزاد من جمالها ذلك الدفء وحرارة الاستقبال والعادات المميزة التي يجدها الزائرون عند "الجرابة". كلها مقومات تساهم في الجذب السياحي وتجعل الزائر يستمتع بكل لحظة منذ أن تطأ قدماه أرض الجزيرة ليعيش الحلم الذي تمناه. #وإلى_لقاء_قريب..."