تقدم طارق بوشماوي بطلب إلى الجامعة التونسية لكرة القدم من أجل تمكينه من التمثيل التونسي لدخول سباق الانتخابات الخاصة برئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف". طلب يبدو أنه لن يحظى بالاستجابة من قبل المكتب الجامعي باعتبار أن رئيس الجامعة وديع الجريء ينوي الترشح لعضوية المكتب التنفيذي للهيكل القاري.
والتقى بوشماوي قبل أيام بوزير الشباب والرياضة كمال دقيش حيث حصل منه على وعد بدعم ملفه وتوفير كل السبل من أجل قيادته إلى خلافة الملغاشي أحمد أحمد.
تحركات بوشماوي يبدو أنها لن تثمر شيئا بما أن رئيس الجامعة مصر على مزيد التقدم في سلم المسؤوليات صلب الهيكل القاري بما أن ما ناله منذ رئاسته للجامعة في 2012 إلى اليوم لم يعد يلبّي طموحاته.
ترشيح وحيد
لا يمكن للجامعة التونسية لكرة القدم أن تسند أكثر من ترشيح في ما يتعلق بانتخابات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم المزمع إجراؤها في مارس 2021 حيث تنص قوانين "الكاف" على حصرية التمثيل لشخصية وحيدة ولمنصب وحيد.
ويبدو أن الجريء قد حسم موقفه بالترشح لعضوية المكتب التنفيذي وبالتالي فإن الترشيح الوحيد سيعود إليه.. موقف يعني آليا سحب البساط من تحت أقدام طارق بوشماوي الذي قد يجد نفسه خارج أروقة الهيكل القاري لأول مرة منذ سنوات عديدة.
وسبق للجريء أن أكد في تصريحات عديدة على أن سنة التداول تقتضي إلغاء احتكار التمثيل التونسي وتنويع الخبرات في إشارة واضحة إلى بوشماوي وفي تعبير صريح عن نواياه كمرشح جديد لتونس.
الجريء ومنصب الرئاسة
أكد وديع الجريء في مناسبات عديدة أنه ينوي الترشح لرئاسة "الكاف" مرجئا الحسم القطعي في موقفه إلى موعده.. واتبع رئيس الجامعة سياسة اتصالية ذكية أبقى معها الغموض قائما إلى غاية الرمق الأخير في انتظار قراره النهائي.
وتؤكد الأخبار التي بحوزتنا أن الجريء قد تخلى نهائيا عن فكرة الترشح لرئاسة "الكاف" تماشيا مع تصريحاته السابقة التي قال فيها إنه لن يتقدم لمنافسة الملغاشي أحمد أحمد في صورة إذا ما قرر تقديم ترشحه لخلافة نفسه.
ويبدو أن الملغاشي قد حسم موقفه بالترشح وهو ما جعل الجريء يعدل من سقف طموحاته وينزل إلى طلب الترشح لعضوية المكتب التنفيذي للكاف أو ربما يكون ذلك هدفه من البداية باعتبار أن الحديث عن رئاسة الكاف يبدو صعبا لرجل لم يحظ بمسؤوليات كبيرة صلب الهيكل القاري ولا تدعمه لوبيات قوية كما كان الأمر مع الملغاشي عندما نجح في اسقاط الكاميروني عيسى حياتو.
هل يتحالف الجريء وأحمد أحمد؟
يمثل طارق بوشماوي رقما مهما في الخارطة الكروية الإفريقية فقد مكنته السنوات التي قضاها صلب "الكاف" و"الفيفا" وتواجده المستمر بمصر من نسج علاقات مهمة صلب "الكاف".
وتشير الأخبار القادمة من محيط بوشماوي إلى أنه ضمن الحصول على ثقة 26 دولة افريقية وأنه لا يزال بانتظار وثيقة الترشيح من جامعة الجريء ليواصل حملته التي أطلقها مبكرا.
وفي الأثناء يبدو أن اعتزام الجريء عدم منافسة أحمد أحمد واقتصار طموحه على عضوية المكتب التنفيذي قد يكون عنصرا مهما من شأنه أن يقود إلى تحالف بين الرجلين تكون فيه الاستفادة مشتركة.
فالجريء يطمح لعضوية المكتب التنفيذي وهو طموح مشروع من شأنه أن ينهي صداعا مزعجا للمغاشي بما أن تقديم رئيس الجامعة لترشحه سيقصي بوشماوي وبالتالي فسيكون ذلك بمثابة الهدية للرئيس الحالي للكاف.
وعلى امتداد سنوات خبرنا فيها الجريء فإنه يمكن التأكيد أنه لن يدخل سباقا فرضيات الهزيمة فيه هامة وبالتالي سيسعى إلى تهيئة الأرضية اللازمة للنجاح وبالتالي فقد يكون اختياره لعضوية المكتب التنفيذي رسالة للمغاشي أحمد أحمد الذي قد يتلقفها كهدية من السماء بما أنها ستقصي خصما مباشرا في سباق الرئاسيات.
وتبقى فرضية التحالف بين الجريء وأحمد واردة بقوة فالتوازنات الحالية تفرض تحالفات من شأنها أن تنتهي بحصول كل طرف على مراده وهو أمر منطقي في سباق تحكمه الكواليس والمصالح.