المعلومات المتطابقة الواردة من عديد وسائل الإعلام تؤكد أن الجموع التي نفذت عملية اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي بالقوة مساء أمس بالتزامن مع جلسة التصديق على نتائج المجمع الانتخاب، لم تكن جموعا عفوية من أنصار ترامب كما بدا وإنما هي جموع منظمة ضمن جماعة متطرفة صارت شهيرة في الولاياتالمتحدة تدعى جماعة "براود بويز" وهي مجموعة شعبوية ذكوريّة متطرفة ترامبية الهوى تحمل اللونين الأسود والأصفر تنادي بنصرة "العرق الأبيض" ولا مانع لها من ممارسة العنف. والغريب أنّ وسائل إعلام عديدة تناقلت برقيات منذ أمس الأول الثلاثاء عن نية هذه الجماعة "تنظيم احتجاج" بالتزامن مع جلسة الكونغرس يوم الإربعاء، أي أنّ التحسّب والاستعداد للجهات الأمنية الحامية للكونغرس كان متاحا بشكل مبكر، وهو ما يطرح التساؤل عن أسباب الضعف الأمني الذي وجدته الجماعة المتطرفة عند محاولة اقتحامها لمبنى الكونغرس، والدليل على هذه الهشاشة الأمنية أثناء اقتحام مبنى الكابيتول هو أن الاقتحام تم فعلا دون مقاومة قوية. والآن وقد طوى الأمريكيون صفحة سابقةِ اقتحام مبنى الكونغرس من قِبل هذه الجماعة المتطرفة، ويستعدون أيضا لطيّ صفحة ترامب كرئيس مع حلول 20 جانفي الجاري، هل يمكن القول إنّ ترامب إنتهى كرئيس لكن "الترامبية" كموجة غوغائية شعبوية متطرفة مازالت لم تنته والدليل هو وجود جماعات متطرفة مثل "براود بويز" الترامبية الميْزيّة الشعبوية العنيفة المهددة بأن تكون عاصفة بثوابت الديمقراطية الأمريكية الليبرالية الهرِمَة؟ ما دخَلت الشعبوية مشهدا ديمقراطيا إلا وحولته إلى كوميديا سوداء وإلى كابوس قاتم الملامح.