في خطوة تماهى فيها التجديد وحفظ الذاكرة الإذاعية بالعزف على أوتار الحنين، أحدثت وحدة الاتصال بالإذاعة التونسية خلية للإنتاج الرقمي والبودكاست بعثت عبرها الروح في انتاجات إذاعية رسخت في المخيال التونسي. انطلاقا من الرغبة في مجاراة التطورات التكنولوجية وصناعة المحتوى الرقمي في المجال، بزغت فكرة الخلية لتكون القاطرة نحو نفض الغبار عن المخزون السمعي للإذاعة وإستعادته بحلّة جديدة. والاعمال التي شرعت المنصة في عرضهافي مستهل السنة الحالية، جزء من الذاكرة ومن التاريخ ووثائق سمعية شاهدة على مرور فنانين بالإذاعة التونسية جيث تركوا رصيدا فنيا تباهي به. موسيقى ومسرح ودراما، بعض من ملامح الإنتاجات التي وجدت لها صدى لدى الجمهور الذي يحمل داخله حنينا إلى الماضي الجميل، مائة وثمانون عنصرا بمواصفات البودكاست و مثلها بمواصفات الفيديو لليوتوب جذبت إليها أكثر من مليون متصفّح. رحلة عبر الزمن، يستعيد فيها الجمهور رمضان قبل عقود، رحلة تثير الحنين في نفوس من عايش تلك السنوات وتداعب فضول من بلغه حديثها دون أن يتابعها ليتوقف الزمن عند نقطة يلتقي فيها أكثر من جيل. مادة نادرة ومغرية بالمتابعة، برامج وحوارات قديمة ومسرحيات وأغان إذاعية ومسلسلات كان النجاح عنوانها خلال السبعينات على غرار السلسلة الاذاعية الفكاهية "شناب" للمخرج حمودة معالي والتي تم بثها سنة ثلاثة وسبعين وتسعمائة وألف وتواصلت على امتداد خمس سنوات، بالإضافة إلى حكايات عبد العزيز العروي، و"الهندي المقشر"، و"رحمانة". بالإضافة إلى العزف على أوتار الحنين تسعى خلية الإنتاج الرقمي و البودكاست التي تتكون من صحفيين وتقنيين يؤمنون بالتجديد إلى صناعة محتوى رقمي جاد ومنسجم مع أهداف المرفق العمومي. وفي إنتاجاتها تراعي الخلية التنويع على مستوى الأنماط الصحفية والمجالات المستهدفة لتفضي النتيجة إلى ملامح ووثائقيات على غرار، الجرافيتي : ملحمة ألوان تخترق صمت الجدران، اقلاع برنامج لادماج المساجين في الحياة الإجتماعية والاقتصادية، تونس 88... إبداع يعانق الحلم، بورقيبة في مرايا المبدعين، بالإضافة إلى حوارات مع الممثلين غانم الزرلي وعزيز الجبالي والمنشد احمد جلمام تعرضها الإذاعة التونسية على منصة Spotify وعلى صفحتها الرسمية على موقع التواصل فايسبوك وقناة اليوتوب.
