في السنوات الثلاثة الأخيرة راهنت التلفزة التونسية( إعلام عمومي) على إنتاجات لفتت إليها الأنظار من ذلك ثلاثية المخرج الأسعد الوسلاتي "مايسترو" و"الحرقة" و"الحرقة.. الضفة الأخرى" وسلسلة "كان يا ما كانش" لعبد الحميد بوشناق. وفي ما يخص الدراما تعرض القناة الوطنية في هذا الموسم الرمضاني مسلسل "حرقة" (جزء ثان) الذي يصور مأساة الهجرة غير النظامية وسلسلة "كان يا ماكانش"(جزء ثان) التي تنقد الواقع على طريقتها، وهي إنتاجات وإن تباين الآراء بخصوص بعض تفاصيلها إلا أنها شدت إليها المشاهد التونسي الذي كان قد هجر الإعلام العمومي إلى الخاص في أكثر من موسم رمضاني. وإن كانت عمليات سبر الآراء ونسب قياس المشاهدة التي تقفز من الحين إلى الآخر لا تخلو من هوامش الخطأ فإن بعض العينات في محيطنا أو التفاعلات في مواقع التواصل الاجتماعي قد تثبت لنا قدرا من صحة الطرح القائل بعودة المشاهد التونسي إلى متابعة الانتاجات الجديدة للوطنية وسط حديث عن مجهود القائمين عليها. وهذه السنة كسبت التلفزة التونسية الرهان بالإنتاجات التي عرضتها والتي حققو أيضا نسب مشاهدة تجاوزت السبع ملايين وهو ما يعكس حرس المشاهد التونسي على متابعة حلقات "حرقة" و"كان يا ماكانش" على أمل أن تكون هذه الإنتاجات لبنة أولى نحو مشاريع درامي أخرى تروي بعضا من تاريخ تونس وواقعها. فإلى اليوم لم تنتج التلفزيون التونسية أي عمل درامي عن شخصية مؤثرة في تونس أو عن حقبة تاريخية بعينها أو حتى عن الراهن بما فيه من اغتيالات سياسية وعمليات إرهابية، (إن وجدت بعض الأعمال فهي نادرة وكان فيها التاريخ محورا دراميا عابرا). وفي سهرة تتويجات أحسن الأعمال الدرامية حازت التلفزة الوطنية على عشر جوائز عن إنتاجاتها وهي أفضل سيناريو مسلسل حرقة لعماد الدين الحكيم، وأفضل سلسلة كان يامكانش لعبد الحميد بوشناق، وأفضل صورة لربيع المسعودي عن مسلسل حرقة، وأفضل ممثلة واعدة ميساء ساسي عن الحرقة، وأفضل مونتاج أحمد بن كريديس الحرقة، وأفضل صوت سامي الغربي ومحمد كنكان عن الحرقة، وأفضل ممثل واعد مالك بن سعد عن دوره في الحرقة، وأفضل مخرج لسعد الوسلاتي عن مسلسل حرقة، وأفضل عمل درامي مسلسل الحرق، أفضل عمل قدم صورة ايجابية للمرأة ونظمت إذاعة الشباب بالتعاون مع الإذاعة الوطنية سهرة مسابقة الأعمال الدرامية في دورتها السابعة، أمس الأربعاء، لتعلن لجنة التحكيم برئاسة السينمائي محمد دمق عن الفائزين في مختلف المجالات الفنية. وتتكون لجنة التحكيم من المخرج محمد دمق (رئيس اللجنة) والدكتورة في السمعي البصري لمياء قيقة والموسيقى سامي بن سعيد والصحية المختصة في الشأن الثقافي شادية خذير ومدير التصوير محمد المغراوي والمونتير رئيس كريم حمودة ومهندس الصوت محسن الفريجي والممثل نعمان حمدة. وللسنة الثانية على التوالي تنظم إذاعة الشبابفي إطار إختيار أفضل الأعمال الدرامية التونسية الرمضانية مسابقة أفضل عمل درامي يقدم صورة إيجابية للمرأة بالشراكة مع الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات. وتتكون لجنة تحكيم هذه الجائزة من الحقوقية يسرى فراوس والإسلامي مختار الخلفاوي وعضو الهيئة المديرة للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات سمر سحيق.
