يُحيي العالم في 30 ماي من كل سنة "اليوم العالمي لمرض التصلب اللويحي" أو "التصلب المتعدد"، ويجمع هذا اليوم كل المهتمين بهذا المرض على مستوى العالم ليتشاركوا القصص المتعلقة به ونشر التوعية ومناصرة كل فرد متأثر بالتصلّب المُتعدِّد ودعمه. يدور موضوع اليوم العالمي للتصلّب المُتعدّد في الفترة الممتدَة من 2020 إلى 2023 حول علاقات التواصل. عن التصلَب.. التصلّب اللويحي المُتعدِّد (MS) هو واحد من أكثر الأمراض الشائعة التي تُصيب الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي). واليوم، يتعايش ما يقارب 2.8 مليون شخص حول العالم مع التصلّب المُتعدِّد.
التصلّب المُتعدِّد هو عبارة عن حالة التهاب ناتجة عن زوال مادة الميالين وتلفها، وهي مادة دهنية تقوم بحماية الأعصاب.
في حالات التصلّب، يُؤثر فقدان الميالين على الطريقة التي تستخدمها الأعصاب لتوصيل النبضات الكهربائية من وإلى الدماغ.
قد تشمل الأعراض عدم وضوح الرؤية، وضعف الأطراف، والشعور بالتنميل، وعدم الثبات، ومشاكل في الذاكرة والإرهاق.
ويصيب هذا المرض الإنسان في عمر ما بين 20 - 40 عامًا، وفق بعض الدراسات التي أشارت أيضا إلى أنه يصيب النساء بشكل أكبر من الرجال.
وقام الاتحاد الدولي للتصلّب المُتعدِّد (MSIF) وأعضاؤه، سنة 2009، بإطلاق أول يوم عالمي للتصلُّب اللويحي المُتعدِّد. ويقوم الاتحاد بحملات في مختلف أنحاء العالم من خلال ممثلين موجودين في الهندوتونس وسلوفاكيا وأيرلندا والأرجنتين وإسبانيا والمملكة المتحدة واليونان واستراليا والولايات المتحدةالأمريكية.
مركز التصلب اللويحي بمستشفى الرازي الأول عربيا وافريقيا تمَ تركيز مركز التصلب اللويحي بمستشفى الرازي بمنوبة سنة 2018، ويُعتبر الأول من نوعه على المستوى الوطني والعربي والإفريقي. يُوفَر المركز الإحاطة والخدمات وتقنيات التعامل والتقصي المبكر لمرض التصلب اللويحي. ويُعدَ هذا المركز من الإنجازات الصحية المهمة في مستشفى الرازي بمنوبة أحد أهم الأقطاب الصحية في تونس.
وتعد تونس 3500 مصاب بمرض التصلب اللوحي وأكثر من 10 آلاف مصاب بالتهابات الجهاز العصبي المختلفة.
ويقتصر علاج التصلب اللويحي على الحدَ من تطور المرض والتخفيف من حدَة الأعراض المصاحبة له، حيث لا وجود لدواء يشفي المريض نهائيًا إلى اليوم. وللتعايش مع التصلب اللويحي ينصح الأطباء بضرورة تقبَل المرض وعدم إنكاره.
كيف يتداخل النفسي بالعُضوي؟ كل منَا يسير في الحياة وفق درجة معيَنة من القناعة بقدرة معيَنة، وهذه القدرة يصنعها المريض بنفسه عن طريق قبول مرضه. حيث أكَد الدكتور والخبير النفسي أحمد الأبيض وجود علاقة جذريَة بين الجانب النفسي والعضوي في الإنسان. هذه العلاقة تُؤثر إيجابيا أو سلبيا على المريض حسب تعاطيه مع مرضه.
واعتبر الأبيض أنَ مرض التصلَب اللويحي يأتي لعدَة أسباب على رأسها الغضب والاكتئاب، وتعبيرات ذلك تُؤثَر على المريض جسديا. مُنوَها إلى أنَ من لا يتقبَل مرضه سيُؤثَر ذلك سلبا على نفسيَته وطاقته في مقاومته.
فجهاز المناعة يقوى بقدر ما يعيش المريض في بيئة سليمة يجد فيها المحبَة والتقدير، وبالتالي فإنَ الجانب المعنوي الذي يجعل الإنسان يتقبَل مرضه هو الأهم في التصلَب اللويحي.
أخيرا، وجَه الدكتور نصيحة بضرورة تقبَل المريض وضعه والتعايش مع مرضه وإيجاد طريقة لكيفيَة التلذَذ بما لديه. "نتعافى بابتسامة"..