كنّا يوم أمس قد انفردنا بنشر خبر عودة الثلاثي ماهر الحداد ومراد الهذلي وهتان البراطلي إلى مباشرة التمارين مع الفريق الأوّل قبل أن تنقضي فترة العقوبة التي سلطها عليهم مجلس التأديب. أمر يمكن اعتباره خرقا لما أفرزه مجلس التأديب رغم أنّ يوسف العلمي رئيس فرع كرة القدم بالفريق نفى في اتّصال هاتفي جمعه ب"حقائق أون لاين" صباح اليوم السبت 21 سبتمبر حديث الخرق مؤكّدا أنّه قرار جماعيّ من الهيئة تبنّى طرح مصلحة الفريق وراعى ظروف التخفيف على اللاعبين الذين أثبتوا طيلة اسبوعين أنّهم استوعبوا الدرس على حد تعبيره. العلمي كان حاضرا في الحصة التدريبيّة التي دارت صباح اليوم في حدود الساعة التّاسعة بحديقة المرحوم منير القبايلي حيث جمعته محادثات جانبيّة مع الثلاثي العائد كل على حدة قبل أن يلتحقوا بزملائهم عند انطلاق الحصة. قوبعة يستنجد بالرياحي بعد تداول الخبر الذي نشرناه حول عودة المبعدين قام مراد قوبعة بابلاغ سليم الرياحي بالقرار الذي اتّخذه مؤكّدا له أنّ مصلحة الإفريقي اقتضت أن يعيد الثلاثي المعاقب ، خصوصا أنّ الفريق سيلاقي النادي الصفاقسي بطل الموسم الماضي في مواجهة نارية في الافتتاح وهو ما يجعل الفريق في حاجة إلى الانتفاع بخدماته. قوبعة احتمى بالتبريرات الفنية بحثا عن تأمين نفسه خصوصا أنّ تداول خبر كسر قرارات مجلس التأديب جلب تعاطفا كبيرا لمهدي الغربي ورفّع من حدّة الغضب تجاهه سيما أنّ حديث الحرب الباردة بين حزب الحديقة وحكومة البحيرة لم يعد خافيا على أحد. الرياحي اتّصل بالغربي يوم أمس و طلب منه تطبيق "العفو الرياضي" طالما تقتضي المصلحة العامّة ذلك ثمّ سيكون الحساب مؤجّلا إلى المركاتو الشتوي الذي ستتم فيه الغربلة وهو ما استجاب له نائب الرئيس. مكسب جديد يمكن التأكيد أنّ مراد قوبعة يبقى سيّد القرار في الإفريقي وأنّه لا يمكن أن يفتى في أمر دون العودة إليه وهو ما تأكّد صباح اليوم حين باشر الثلاثي المبعد التمارين مع زملائه. قوبعة تحكّم دائما في سير الأحداث في حديقة المرحوم منير القبايلي وهو الذي يحظى بثقة سليم الرياحي ناهيك أنّه تسبّب سابقا في استبدال أربعة رؤساء لفرع كرة القدم في ظرف لا يتجاوز 10 أشهر كان آخرهم صالح الثابتي. الحرب الباردة لا يمكن اليوم أن ينكر أيّ عضو في الهيئة المديرة الصراع الدائر بين الثلاثي الذي يتمتّع بالدعم الجماهيري (يوسف العلمي ورشيد الزمرلي ومهدي الغريب) وثلاثي فوروم البحيرة (مراد قوبعة ومجدي الخليفي وحامد مبارك). هذه الحرب باتت معلومة لدى الجميع وليّ الذراع في عودة المبعدين عن الفريق الأول لم يكن اول حدث بل يمكن التأكيد أنّه تواصل لمجموعة من الأحداث أكّدت أنّ حلف الحديقة لا وزن له في الفريق. المواجهة بين الطرفين انطلقت منذ بداية الحسم في المركاتو خلال الأسابيع الأخيرة منه وتحديدا عند استقدام موسيلو والجالية الغانية حيث استأثر جماعة البحيرة بهندسة الصفقات رغم أنّها كانت ملفا يدخل ضمن مهام الغربي والعلمي. مجلس التأديب ترأسه مهدي الغربي وهندس قراراته مراد قوبعة قبل أن يعود ليخرقها من جديد الأمر الذي هزّ صورة الغربي ومكانته في الفريق في انتظار ما ستسفر عنه الأيّام القليلة القادمة ، خصوصا أنّ رئيس فرع السباحة السابق كان قد لوّح بالاستقالة إن تمّ خرق ما أفرزه مجلس التأديب.