يهدد الإسلاميون في الجزائر بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المنتظرة في افريل 2014، للضغط على السلطة من اجل الحصول على ضمانات بأن تتم العملية الانتخابية بشفافية و نزاهة و حرية، غير انه و بالنظر لمختلف الانتخابات التي عرفتها الجزائر منذ التعددية الحزبية، فان احزاب التيار الإسلامي تشارك في آخر المطاف لتزيين الواجهة و بعد الحصول على ضمانات مصلحتية كوعود بمنحها مناصب وزارية او دبلوماسية كسفراء أو قناصلة بالخارج، الأمر الذي يجعل التهديد بالمقاطعة غير مجدي سواء لدى السلطة او الشارع. لكن الانتخابات الرئاسية التي تستعد لها الجزائر في افريل 2014، و ما سبقها من احداث بدءا بمرض الرئيس بوتفليقة وظهور الصراع الخفي الى العلن بين الرئاسة و جهاز الاستخبارات، وايضا التجاذب بين الداعين لتجديد الثقة في الرئيس الحالي للاستمرار في السلطة وترشحه لعهدة رابعة كما هو حاصل مع الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني الذي اعلن امينه العام عمار سعداني اليوم عن دعم الحزب لترشح بوتفليقة والرافضين لاستمراره في الحكم لسبب او اخر، و يتقدمهم الحليف السابق للسلطة من التيار الاسلامي حركة مجتمع السلم المحسوب على الاخوان المسلمين بزعامة عبد الرزاق مقري، الذي يبحث رفقة احزاب المعارضة من الديمقراطيين و الاحرار والاسلاميين على مرشح اجماع او توافقي في مبادرة لم تحقق اهدافها لحد الساعة. و باتت مختلف تشكيلات التيار الاسلامي في الجزائر تعيش حالة من الغموض والضبابية فيما يتعلق بالمشاركة في الرئاسيات المقررة في افريل 2014، او مقاطعتها، حيث انه انتقلت قيادات الأحزاب الإسلامية في الجزائر عبر مختلف الندوات الصحفية و التصريحات الإعلامية الى التهديد بورقة المقاطعة في وجه السلطة، و لاستبيان الامور فتحت " حقائق اون لاين" موضوع مشاركة الاسلاميين من عدمه، بالاتصال مع الأحزاب الاسلامية في الجزائر، لمعرفة موقفها من الرئاسيات و مدى قدرتها على تنفيذ تهديداتها بمقاطعة الاستحقاق و هل سيستمر البحث عن تحقيق اهداف مبادرة الرئيس التوافقي؟. و اكد حزب العدالة و التنمية الذي يتزعمه عبد الله جاب الله، و على لسان عضو مكتبه الوطني لخضر بن خلاف، أن العدالة و التنمية لم يحمس بعد أمر من الرئاسيات بسبب حالة الغموض التي تعيشها الساحة السياسية، و قال ان المقاطعة احد الخيارات التي سيدرسها مجلس الشورى وفي حال وجد أن اللعبة الانتخابية مغلقة، خاصة و ان زعيم الحزب عبد الله جاب الله عبر سابقا عن عدم رغبته في الترشح، و اوضح فيما يتعلق بمرشح وفاق، ان الحزب يرحب برجل إجماع تتوفر فيه شروط معينة، و انه من غير المستبعد أن يساند مرشحا خارج التيار الإسلامي. من جهته، تمسكت جبهة التغيير لزعيمها عبد المجيد مناصرة الوزير السابق في حكومة الجزائر تحت مظلة حركة مجتمع السلم قبل انشقاقه، و على لسان المكلف بالاعلام، إدريس ربوح، بمبادرة الوفاق الديمقراطي و المرشح التوافقي الذي تتوفر فيه جملة من الشروط على رأسها أن يلتزم بحكومة توافقية، و ينظم انتخابات تشريعية و محلية مسبقة، و يصلح الدستور، كما يعمل على ترقية المصالحة الوطنية، و لمح الى امكانية اتخاذ قرار مقاطعة الانتخابات الرئاسية. و في السياق، قال تكتل الجزائر الخضراء الذي يتكون من حركة مجتمع السلم بقيادة عبد الرزاق مقري، و حركة النهضة لفاتح ربيعي، و حركة الاصلاح لزعيمها جهيد يونسي، انه رغم رفض عدد من أحزاب المعارضة لميثاق الإصلاح السياسي، الا أنها لم تفقد الأمل في إيجاد مرشح إجماع لدخول سباق الرئاسيات القادمة، و تابع أن التوجه الأكبر داخل التكتل الأخضر يسير نحو مرشح إجماع من خارج التيار الإسلامي، غير أن المقاطعة خيار مطروح، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، خاصة ان التعديل الحكومي و اعلان الحزب الحاكم عن ترشيحه و دعمه للرئيس الحالي للجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، يؤكد ان اللعبة محسومة مسبقا.