سقط عدد من القتلى والجرحى، أمس الجمعة، في تجدد المواجهات بين جماعة الحوثي وقبيلة "دهم"، بمحافظة الجوف، شمالي اليمن، والمحاذية للحدود مع السعودية، بحسب مصادر قبلية وشهود. ووصفت المصادر الاشتباكات، التي دارت بين قبيلة "دهم" في "جبل عفي" بمنطقة "اليتمة" التابعة لمحافظة الجوف، بأنها "الأشد" منذ بدايتها قبل يومين، ومستمرة حتى صباح اليوم السبت. وقالت مصادر قبلية إن مواجهات أمس بين قبائل "دهم" و"الحوثيين" أدت الى مقتل "حسن محسن البعجري" وجرح "علي محمد الصقرا" من قبيلة دهم. وأضاف أن القبائل "استهدفوا مجموعة من الحوثيين بقذيفة أدت الى قتل العديد منهم وطردهم من مواقع أخرى". فيما قال مصدر قبلي آخر إن "المواجهات لا تزال مستمرة بين الطرفين" حتى الساعة 9:00 ت غ من صباح اليوم، مشيرا إلى أن القبائل تمكنت مساء أمس من إحراق ثلاث دوريات تابعة للحوثيين كانت في طريقها من "جبل الظهرة" ، مركز تجمع الحوثيي، والتابع لمديرية "برط العنان"، إلى "جبل عفي" في منطقة "اليتمة"، للمشاركة في الاشتباكات الدائرة هناك، مضيفاً أن "قبائل دهم نصبوا كميناً للدوريات الثلاث وتمكنوا من إحراقها مما أدى إلى مقتل العشرات في صفوف الحوثيين، وهو ما لم يتسن التأكد من صدقيته، كما لم يصدر أي تعليق من جانب الحوثيين. ولم تعقب جماعة الحوثي على هذه الأنباء. وتدور منذ أيام اشتباكات متقطعة بين قبائل "دهم" ومسلحين تابعين لجماعة الحوثي، بعضهم من أبناء المنطقة والبعض الآخر قدم من محافظة صعدة (شمال). وتتهم قبائل "دهم" الحوثيين بمحاولة التوغل داخل محافظة الجوف والسعي للسيطرة عليها، وقال مصدر قبلي إن "الحوثيين لديهم رغبة قوية في السيطرة على مناطق في الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، والممتد من محافظة صعدة شمالاً إلى حضرموت جنوباً مروراً بمحافظة الجوف"، مضيفا أن "السيطرة على منابع النفط تعتبر أيضاً هدفا استراتيجيا لتحركات الحوثي في منطقة الجوف". واعتبر أن "انتصارات الحوثي في كتاف (منطقة في صعدة) فتحت شهيته للعودة مجدداً لمحافظة الجوف، والتي يحارب فيها وعينه على محافظة مأرب النفطية". في السياق ذاته، قال الكاتب والباحث السياسي عبد الناصر المودع إن هذه الاشتباكات بين الحوثيين والقبائل "مؤشر على ضعف الدولة وهشاشتها التي تعيشها اليمن، وتعكس المزيد من من التدخلات الخارجية وتحكمها في الأوضاع داخل اليمن". وأضاف المودع، لوكالة الأناضول، أن هذه المواجهات "أمر طبيعي ومتوقع في ظل هذه الظروف"، متوقعاً أن تشهد البلاد "فتح بؤر جديدة لهذه الصراعات"، كما اتهم السلطة الحالية بأنها "جزء من المشكلة في ظل عدم رغبتها في التدخل الايجابي في منع هذه الحروب". ورأى أن الحوثيين "يشكلون خطراً على القبائل التي قد تكون مدعومة أيضاً من أطراف أخرى"، من دون أن يسمها. واعتبر أن الحوثيين "يسعون للسيطرة على مناطق استراتيجية"، قبل أن يضيف قائلا: "ليس هناك منتصر في مثل الحروب". وتخوض جماعة الحوثي مواجهات في محافظة صعدة ومناطق شمال اليمن، حيث بدأت منذ ثلاثة أشهر المواجهات بين الحوثيين والسلفيين في منطقة "دماج"، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ عام 2010، وأسفرت منذ ذلك الوقت وحتى اليوم عن مقتل ما لا يقل عن 184 وجرح أكثر من 530 في صفوف السلفيين، حسب مصادر سلفية، في حين لا يعلن الحوثيون عادة عن عدد ضحاياهم.