حسمت الجامعة التونسية اختياراتها في خصوص المدرب الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم حيث تم الاتفاق على قائمة أولية تضم خمسة مدربين كما هو معلوم حيث تم اقتراح ثنائي تونسي هو سامي الطرابلسي مدرب السيلية القطري والمنذر الكبير المدير الرياضي للنادي الإفريقي. إضافة إلى الاسمين المذكورين فقد تم اقتراح ثلاثي يحمل الجنسية الفرنسية ويتألف من روجي لومار مدرب النجم الرياضي الساحلي وهيرفي رونار مدرب سوشو الفرنسي إضافة إلى جاك سانتيني المشرف على فريق "أف سي باريس" الفريق الهاوي بالعاصمة الفرنسية. الاختيار على الخماسي المذكور يعود إلى أسباب مالية بدرجة أولى فملفات بعض الأسماء التي عرضت على أنظار المكتب الجامعي عبر الوسطاء ووكلاء الأعمال لا يمكن التفاوض بشأنها. أزمة مالية تبقى الأزمة التي تعاني منها الجامعة التونسية لكرة القدم حجر عقبة في طريق التعاقد مع أحد الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم ناهيك أن المكتب الجامعي كان بصدد تعيين مدرب تونسي تبقى تكلفته في المتناول في ظل رفض وزير الرياضة السابق تقديم الاعتمادات الكافية. وفي هذا السياق أسرت بعض المصادر من المكتب الجامعي ل"حقائق أون لاين" أن اللقاء الذي جمع وديع الجريء رئيس الجامعة بصابر بوعطي وزير الرياضة قد أثمر وعدا وزاريا يتراوح بين 800 ألف دينار ومليون دينار بعنوان الإطار الفني للمنتخب. الجلسة بين رأسي الهيكلين نتج عنها الاستغناء عن بعض الأسماء التي سقطت مباشرة على غرار الهولندي رود غوليت أو الايطالي جيوفاني تراباتوني خاصة وهو الذي طلب الحصول على جراية شهرية تناهز 300 ألف دينار تقريبا بحسب ما أكده لنا أحد أعضاء المكتب الجامعي وهو مبلغ يعني آليا استحالة التفاوض. أما رود غوليت فقد طلب الحصول على مداخيل سنوية تتجاوز المليوني دينار وبالتالي كان من العسير الخوض في ملفه ليتم تجاوزه في الاجتماع الذي انعقد يوم أمس. سانتيني الأوفر حظا بالنظر إلى اللائحة الأولية يمكن التأكيد أن أول المرشحين لتدريب المنتخب هو الفرنسي جاك سانتيني الذي يعيش أسوأ فترات مسيرته التدريبية ناهيك أنه صار مدربا لفريق هاو في العاصمة باريس وذلك بعد أن ظل عاطلا عن النشاط لفترة طويلة. سانتيني الذي تلقبه الصحافة الفرنسية بالرجل الغامض يبدو قريبا من خلافة رود كرول فهو مرحب بالقدوم إلى تونس ومتحمس لقيادة منتخبها أولا للعودة إلى دائرة الأضواء بعد أن لفه النسيان وثانيا أن العمل بيننا قد يكون فرصة لإنقاذ مسيرته التي تعيش موتا سريريا. ولعل الطريف في المسألة هو أن الفرنسي رفض في سنة 2008 عرض الطاهر صيود لتدريب المنتخب حيث أصر على أن يكون مساعده فرنسيا فضلا عن الاختلاف بخصوص موعد المباشرة ليعيد التاريخ نفسه بعد ست سنوات لكن بتواضع أكبر من الفرنسي سببه تردي مستواه وتدني سمعته في عالم المدربين. مسيرة سانتيني يملك سانتني سجلا حافلا حيث يعود له صناعة نجم أولمبيك ليون الذي توج معه ببطولة فرنسا موسم 2002 بعد موسمين ناجحين دعي في أعقابهما إلى خلافة روجي لومار المبعد بعد نهائيات كأس العالم في ذات السنة. مسيرته مع منتخب فرنسا تعد الأبرز في تاريخ منتخب الديكة إذ حقق معه 22 انتصارا و4 تعادلات وهزيمتين في 28 مباراة آخرها أمام منتخب اليونان (بطل تلك النسخة). الفني الفرنسي رحل عن المنتخب الفرنسي ليحط الرحال بتوتنهام الأنقليزي لكنه لم يعمر طويلا بعد أن أجبرته الخلافات مع المدير الرياضي للفريق على المغادرة بعد 13 لقاء فقط ليعود أدراجه إلى فرنسا وتحديدا على رأس نادي "أ جي" أوكسار. مغادرة سانتيني لأوكسار كانت بداية نهايته تدريبيا بما أن تحوله إلى الدوري اليوناني عاد به إلى الخلف ليكونه حنينه إلى الديار من جديد أين تولى خطة المساعد في فريق "أر سي لونس" قبل أن يدخل عالم البطالة بعد تجربة تطوعية بستة أشهر في فريق سانت اتيان توقفت في جوان 2011. أبرز تتويجات الرجل الغامض هي كأس الرابطة الفرنسية 2001 وبطولة فرنسا 2002 مع ليون وكأس القارات مع المنتخب الفرنسي فضلا عن تتويج بجائزة أفضل مدرب فرنسي تلك التي تسندها فرانس فوتبول. الكوكي في الانتظار رفض نبيل الكوكي محلل برنامج التاسعة سبور عدة عروض محلية وخارجية كذلك رغم أنه غير ملتزم مع أي ناد فيما تشير بعض المصادر إلى أنه تلقى وعدا من أحد أعضاء الجامعة بالتواجد ضمن الإطار الفني للمنتخب الوطني. الكوكي قد يكون أبرز المرشحين للعمل إلى جانب جاك سانتيني خصوصا أن تجربته كمدرب تسمح له بلعب دور ضمن الإطار الفني ناهيك أنه درب ثلاثة من أعرق النوادي التونسي هي النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي والملعب التونسي فضلا عن تجربة خاطفة في الجزائر منيت بالفشل. الحسم على الصعيدين لم يتم بعد لكن بحسب ما تسرب إلينا من كواليس اجتماعات يوم أمس فإن النية تتجه لتعيين سانتيني مدربا أولا والكوكي مساعدا له.
