قرر مكتب الرابطة الوطنية في اجتماعه يوم أمس أن يستدعي لاعبي النادي الإفريقي زهير الذوادي وسيف الأحول ومهاجم الترجي الرياضي محمد علي المهذبي ليمثلوا أمام أنظار لجنة التأديب قصد الاستماع إليهم في ما نسب لهم من أقوال وأفعال ذات علاقة بدربي العاصمة الذي جمع يوم الأحد الماضي فريق باب سويقة بنادي باب الجديد. الرابطة اكتفت بتوجيه الدعوة إلى اللاعبين ولكن قبل الاستماع إليهم أطل علينا أحد الخبراء القانونيين أو أحد المحامين لينوبها في معاقبة اللاعبين حيث اعتبر أن ما نسب إلى حارس الإفريقي الشاب يستوجب عقوبة بست مباريات على خلفية ما اعتبرها "حركة لاأخلاقية" تجاه جماهير الترجي الرياضي وذلك حسب الفصل 44 من قانون العقوبات. الخبير القانوني أضاف أن زهير الذوادي يجب أن يعاقب أيضا بخطية مالية بألف دينار اعتمادا على الفصل 50 من قانون العقوبات الذي يجيز تسليط عقوبات على خلفية تصريحات إعلامية. فيما دعا الرابطة إلى معاقبة محمد علي المهذبي بخمس مباريات وخطية مالية تقدر ب 1000 دينار بسبب الحركة التي صنفها "غير الأخلاقية" تجاه خالد القربي. وفسر الخبير دعواته العقابية وفقا للفصل الثامن الذي يجيز للرابطة التونسية لكرة القدم المحترفة معاقبة لاعبين أو مسؤولين على خلفية حركات حتى وإن لم يسجلها الحكم في ورقة المباراة. ولئن لا نشك في صدق نوايا السيد الخبير إلا أنه بدا لنا قد أخطأ الرمي والعنوان فانخراطه في تصفح جدول العقوبات يعد تعديا على حرمة الرابطة و مسا من استقلالية قراراتها وتوجيها لها حيث قد يكون سقط في فخ استسهال الأمور ليقوم بسقطة لم نتعودها منه. الرابطة استدعت اللاعبين لتستمع إليهم ثم يعود إليها النظر في الموضوع سواء بالعقاب أو غض الطرف وهنا لا بد من الاستنجاد بالسوابق لنفسر سقطة الخبير حيث لا بأس من أن نشير إلى أن الرابطة قد استدعت بغداد بونجاح بعد لقطته في مباراة النجم الساحلي ونادي حمام الأنف في مباراة الذهاب بملعب سوسة وعرضته على لجنة التأديب ثم قررت عدم معاقبته كما أن نفس الإجراء اتبع مع ثنائي الترجي الرياضي أحمد العكاشي وعنتر يحيى وثلاثي النادي الإفريقي عاطف الدخيلي وحمزة العقربي ومراد الهذلي في بلاي الموسم الفارط ولم تتم معاقبتهم رغم مثولهم أمام لجنة التأديب بسبب التصريحات؟ ولسائل أن يسأل لماذا سمح الخبير القانوني (الذي نتغاضى عن ذكراسمه احتراما له) بأن يخطئ بهذا المقدار؟ خصوصا وهو يعي جيدا أن تصنيفه للقطة التي أتاها سيف لحول على أساس أنها "لااخلاقية" هو تصنيف قانوني وبالتالي فهو يعد قد اتخذ حكما يعد سابقا لأوانه وفيه توجيه للرابطة بأن تنزل باللاعب العقاب الذي اقترحه وفقا لقراءته الشخصية وهو الأمر الذي ينسحب على وضعية لاعب الترجي الرياضي كذلك.. كما أن اعتباره تصريحات الذوادي في بلاتوه التاسعة مع الزميل حيدر الشارني من قبيل التصريحات المستوجبة للعقاب سقطة ثالثة لأن للرابطة سوابق لم تعاقب من أجلها كما سبق وأشرنا. لسنا ندافع عن أحد . فمن أخطأ عليه أن ينتظر تسليط العقاب عليه حتى يكون عبرة لمن يعتبر ولكن احترام الهياكل وعدم المس من صدقيتها واجب جماعي والأولى أن يأتي المثال من القانونيين قبل غيرهم وهم الذين وجب تذكيرهم بالتزام الحياد وعدم الانسياق وراء القراءات الذاتية التي من شأنها أن تزيد من حدة الصراعات في الساحة الرياضية فالذات يجب أن تذوب في جسد المجموعة وحب البروز يجب أن يخفت أحيانا ليترك مكانه لرجاحة العقل..