حسم حمدي المدب رئيس الترجي الرياضي اختياراته الإدارية المتعلقة بفرع كرة القدم وتحديدا بصنف الأكابر حيث منح صلاحية التفاوض مع اللاعبين المزمع تجديد عقودهم إلى الفرنسي سيباستيان ديسابر الذي وقعت تسميته في منصب منادجر عام بعد أن كانت الصفة التي تم استقدامه بها مديرا فنيا.. وفي المقابل عهد إلى المدرب الهولندي رود كرول بتحديد احتياجاته من اللاعبين سواء الذين سيتم الاستغناء عن خدماتهم أو الذين سيتم انتدابهم في الصائفة القادمة. الأمور إلى حدود هذا المستوى تبدو عادية خصوصا أن ديسابر وكرول يملكان الأهلية الكافية للقيام بالمهام التي تم إسنادها إليهما فهما على درجة عالية من الاحترافية والكفاءة الفنية لتقييم حاجيات الترجي الرياضي البشرية للفترة القادمة إلا أن تمكينهما من هذه الصلاحيات اعتبره البعض سحبا تدريجيا للبساط من تحت قدمي رياض بنور رئيس فرع كرة القدم بصورة مشابهة لما حدث مع بادين التلمساني منذ سنوات حينما دفعه نحو الاستقالة بعد تهميشه. حمدي المدب سبق أن عين منذ أسابيع الشادلي بن سليمان رئيسا للقطب الرياضي فلم يفوت الوافد الجديد الفرصة ليؤكد في أول تصريحاته أنه الرجل الثاني في نادي باب سويقة بعد رئيس النادي.. ورغم عدم التداخل في المهام بينه وبين رياض بنور إلا أن هذا التصريح وصف بأنه استفزاز مباشر لبنور الرجل الفاعل في أجواء الترجي الرياضي والرجل الثاني فعليا بعد حمدي المدب قبل أن يتدحرج إلى مرتبة أخرى قد يحددها بنفسه لاحقا. وحتى لا نتهم بالمغالاة وباصطناع أزمة في الأحمر والأصفر وجب التشديد على أن ملف تجديد العقود هو من صميم صلاحيات رياض بنور ومهامه في الفريق كما أن تحديد الانتدابات كان يتم عبره ومن خلاله ما عدا الفترة التي أشرف فيها نبيل معلول على المقاليد الفنية للفريق حيث يذكر الجميع حدة الخلاف بين الرجلين بسبب تكفل "الكوتش" بملف الانتدابات الأمر الذي اعتبره بنور تعديا على مهامه. رئيس فرع كرة القدم بالترجي الرياضي سبق أن انسحب لفترة قصيرة منذ أشهر احتجاجا منه على وضعيته في الفريق بعد أن ساءت علاقته بحمدي المدب رئيس النادي الذي يبدو أنه اضطر لإعادته حتى لا يتأثر الترجي بانسحابه المباشر خصوصا أنه كان متكفلا بجميع المسائل الخاصة بفرع كرة القدم. المدب سعى إلى تكليف عبد الستار المبخوت بخطة الناطق الرسمي وانتدب الشادلي بن سليمان ثم سحب تدريجيا صلاحيات رياض بنور ليوزعها على الفنيين الهولندي والفرنسي.. لكل ذلك صار السؤال عن حقيقة دور بنور في الفريق مشروعا وهو الذي بات وجوده صوريا على ضوء مجالات تدخله التي باتت محدودة إن لم نقل هامشية باعتبار أنها لم تعد تتجاوز حدود مرافق للفريق الأول. مصير رياض بنور يبدو مشابها لما عاشه بادين التلمساني الذي انسحب عقب مباراة الخماسية الشهيرة أمام مازيمبي الكونغولي في نهائي دوري أبطال إفريقيا ثم عاد ليظهر لفترة وجيزة استقال بعدها بصفة رسمية ليبقى محبا للفريق ومتابعا له لكن خارج الهيئة المديرة بعد أن كان نائبا للرئيس. رياض انسحب ثم عاد لكن تواجده في الفريق لم يعد بنفس الثقل والقوة خصوصا مع تلاشي صلاحياته وتضاؤل دوره في الفريق أمام تعاظم أدوار الشادلي بن سليمان وسيباستيان ديسابر ورود كرول وبالتالي صار التساؤل عن فرضية مغادرته من جديد ملحا داخل أسوار حديقة المرحوم حسان بلخوجة.. فهل يشهد رياض بنور نفس مصير بادين التلمساني؟ نسأل وننتظر..