أكّد الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي المستوري القمودي أنّ قرار الاضراب يومي 14 و15 ماي الجاري لا رجعة فيه باعتبار غياب بوادر انفراج مع سلطة الاشراف بعد أن أدار وزير التربية فتحي الجراي ظهره للمطالب النقابية المشروعة وأمعن في مغالطة الرأي العام لتأليبه على المعلّمين عبر اختلاق المغالطات وتقديم معطيات مجانبة للحقيقة والتعنّت خلال الجلسات التفاوضية التي باءت بالفشل. وأوضح القمودي في لقاء مع حقائق أون لاين اليوم الاثنين 12 ماي 2014 أنّ أهم المطالب المطروحة على طاولة التفاوض مع الوزارة تتلخّص أساسا في منحة مشقة المهنة التي تقدّر بحوالي 180 دينارا بصفة شهرية و تنظير المعلّمين الاول من خريجي المعاهد العليا،فضلا عن الدعوة لحلحلة ملف المعلّمين النوّاب استنادا إلى آليتي الامتحان المباشر والانتداب وفقا لملفات تدرس من قبل لجان مشتركة. وكذلك ضرورة توحيد المسار المهني المرتبط بالترقيات المهنية. وكان وزير التربية قد عبّر في تصريحات اعلامية عن استنكاره لهذا الاضراب المزمع تنفيذه في بحر الاسبوع الحالي متوقعا أنه لا يجدي نفعا طالما ليست هناك نيّة في التقدّم ايجابيا من قبل الطرف النقابي.كما صرّح بأنّ التفكير في اضراب اداري خلال فترة الامتحانات يعدّ خطّا أحمر لا يمكن المساس به وفق موقفه المعلن. وقال محدثنا إنّ الوزارة تنكرت ل 5 مطالب ممضاة منذ مدّة رافضة بذلك تفعيلها والالتزام بمضمونها المتفق عليه مع وزراء سابقين داعيا الاولياء إلى تفهّم التحركات النضالية للمعلّمين من أجل استرداد كرامتهم وحقوقهم المسلوبة. واعتبر انّ قطاع التعليم الاساسي هو من أكثر القطاعات تهميشا مستغربا اقصاء العاملين فيه من الزيادات المتمخضة عن المفاوضات الاجتماعية. وأشاد الكاتب العام الجديد لنقابة التعليم الأساسي الذي خلف الطاهر ذاكر ، بعد أن خيّر هذا الاخير تسليم المشعل بطريقة توافقية على خلفية بلوغه سنّ التقاعد ، بالمجهودات المبذولة من قبل المربين في المدارس حاثاّ إياهم على مواصلة نهج التفاني والاخلاص في أداء واجبهم المهني رغم الصعوبات الكأداء التي تعترضهم بصفة يومية. ودعا مكونات الاطار التربوي المنضوي صلب النقابة إلى رصّ الصفوف والسعي لانجاح الخطوة النضالية المرتقبة والتي ستمتدّ على مدى يومين سيخصّص اليوم الاولّ منها لاضراب حضوري بالمدراس. فيما سيكون الثاني موجها لتحرّك سلمي في المندوبيات الجهوية بالنسبة للمناطق البعيدة مع تنظيم وقفة احتجاجية على الساعة العاشرة صباحا أمام مقر وزارة التربية بتونس العاصمة بالنسبة للمعلّمين المتواجدين في تونس الكبرى والجهات المجاورة لها على غرار بنزرت والشمال الغربي والوطن القبلي. وجدّد عزم المعلّمين على استكمال السنة الدراسية في أحسن الظروف منتقدا في الان ذاته تعاطي وسائل الاعلام مع ملّف المفاوضات بين الوزارة والنقابية التي شدّد على انّها مقصاة من المنابر الحوارية خاصة في التلفزة الوطنية التي تكتفي باستضافة وزير التربية دون تشريك الطرف النقابي في النقاشات حسب تعبيره. وأعرب عن امتعاض المعلّمين من سياسة اللامبالاة التي ينتهجها الوزير فتحي الجراي الذي هو حاليا متواجد خارج حدود الوطن في زيارة غير معلومة وغير مبّررة لا سيما والقطاع يعيش على وقع حالة من الاحتقان وهو ما جعله يتخبّط في مشاكل جمّة الامر الذي ينذر بأنّه قد بات على كفّ عفريت حسب تعبيره. وأفاد أنّ النقابة ماضية في التصعيد في ظلّ عجز الوزير عن إدارة التفاوض جرّاء افتقاده لأبسط القواعد والآليات وانعدام معرفته بمشاغل القطاعيين مشيرا إلى عزم المربين خوض اضراب اداري في قادم الأسابيع. وختم المستوري القمودي حديثه بتوجيه رسالة إلى الاولياء الذين هم بدورهم يشتغلون في قطاعات أخرى ولهم مطالب نقابية على غرار المعلّمين وفق قوله،مؤكدا أنّ التلاميذ هم في نهاية الامر أمانة في رقاب الاطار التربوي الذي لن يتوانى قيد أنملة في الالتزام بواجباته ورسالته النبيلة.