للمرة الثانية على التوالي يكتوي الترجي الرياضي بنار الهزيمة في افتتاح دور المجموعتين من دوري أبطال إفريقيا حيث انحنى الليلة زملاء معز بن شريفية بنتيجة هدفين مقابل واحد أمام وفاق سطيف الجزائري بعد أن كان قد انهزم في الموسم الفارط في لواندا أمام ريكرياتيفو دي لوبولو الأنغولي بهدف يتيم. الوفاق السطايفي حقق الليلة أول انتصار ضد الأحمر والأصفر بعد أن عجز عن ذلك طيلة السنوات الأخيرة بين دوري أبطال العرب وكأس رابطة أبطال إفريقيا وكأس شمال إفريقيا حيث كان نادي باب سويقة إما يخرج منتصرا أو متعادلا.. وبعيدا عن منطق الحسابات يمكن التأكيد أن الترجي الرياضي خسر مباراته من على بنك البدلاء بعد أن فشل رود كرول في قراءة المنافس فضلا عن سوء توظيفه للرصيد البشري الذي يتوفر على ذمته فدون مبالغة يملك الفني الهولندي رصيدا بشريا لم يتوفر لغيره حتى في موسم التتويج بدوري الأبطال مع نبيل معلول.. كرول خير الإبقاء على الكاميروني تيري ماكون إلى جانبه مقابل تغيير مركز إيهاب المباركي من ظهير أيمن إلى متوسط ميدان دفاعي وذلك لتعويض خالد المولهي المتغيب بداعي الإنذار الثاني.. مدرب الترجي الرياضي بالغ في العناد وفي صراعاته مع الفرنسي سيباستيان ديسابر وإلا ما كان ليغير مركز المباركي في وقت كان من البديهي أن يعول على الكاميروني ماكون ولكن يبدو أن عناده يمر لديه قبل مصلحة الفريق. كرول أصر على إحباط ماكون فقد أمره مع انطلاق الشوط الثاني بالقيام بالحركات الاحمائية كأول اللاعبين دون أن يعول عليه ناهيك أنه عول على المساكني والغرسلاوي رغم أنهما توجها بعده لإجراء التسخينات.. تغييرات كرول لسد شغور الغياب الذي خلفه احتجاب المولهي وخاصة هاريسون أفول كانت سيئة للغاية ومعها ظهر الضعف على مستوى الخط الخلفي للترجي الرياضي فقد كان دفاع الفريق مكشوفا أمام لاعبي الوفاق في ظل عجز المحيرصي والمباركي على لعب دور الدور الذي كلفا بالقيام به. دفاع الترجي كان متقدما عن معز بن شريفية بنحو 30 مترا تقريبا وفي غياب الفاعلية عن خط الوسط كان من الطبيعي أن يقع المدافعون في الأخطاء وهو ما حصل مع محمد بن منصور وسامح الدربالي في مناسبات عديدة قبل في أعقابها الفريق هدفين وكاد أن يتكبد هزيمة أثقل لو لا معز بن شريفية. جماهير الفريق كانت قاسية للغاية مع المدافع محمد بن منصور وقد تكون محقة في ذلك خاصة في الهدفين اللذين قبلهما الفريق لكن الحقيقة أن الترجي الرياضي ما كان لينهزم لو قام كرول بتوظيف اللاعبين في أماكنهم ومنح الفرصة لمن يستحقها وهو في نظرنا السبب وراء هزيمة نادي باب سويقة الذي يبقى مطالبا باستيعاب الدروس التي تنطلق من وضع حد لغرور رود كرول على الفريق وفلسفته العقيمة..
