أكد رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة ان من أولوياته إيصال البلاد إلى انتخابات نزيهة وشفافة قبل نهاية السنة الجارية موضحاً في هذا الإطار ان ما يسعى إليه فريقه الوزاري هو توفير مناخ سياسي أمني اجتماعي مستقر، ويستدعي بالضرورة وضعاً اقتصادياً ملائماً. وأشار جمعة في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط الصادرة اليوم الأحد 18 ماي 2014 إلى وجود بعض المشاكل على غرار رابطات حماية الثورة وغيرها من القضايا المنصوص عليها في بنود خارطة الطريق مشدداً على أنه سيعمل على حلّها بطريقته الخاصة. وفي ما يتعلّق بالملف الأمني، قال ان رؤيته كانت واضحة في محاربة الإرهاب مبيناً ان الشعب التونسي لا يعرف هذه الظاهرة ومتفق على محاربتها ومؤكداً انه ستبقى مجموعة من الإرهابيين إلا أنه سوف تتمّ مواجهتها. وبالنسبة للوضع الاقتصادي، اعتبر رئيس الحكومة ان الإصلاح الاقتصادي يتطلب التحرك بهدوء والقيام بتحليل ودراسات مشيراً إلى أن الوضع أصعب مما يبدو عليه، ومضيفاً في الوقت نفسه أنه لا يحبذ استعمال كلمة كارثي باعتبار ان الاقتصاد حقق 2% إلى 3% من النمو وهذا لا يعدّ كارثياً خصوصاً مع الأزمات الأمنية والسياسية والاجتماعية. وأوضح ان أكثر الأمور التي أثرت في الاقتصاد هي المالية العمومية، والتي تعاني من عجز كبير لافتاً النظر إلى أنه نتيجة الضغوطات الاجتماعية الكبيرة اضطرت الحكومة في السابق لزيادات في الوظيفة العمومية لامتصاص الغضب لكن الإنتاج لم يكن يتطور بنفس النسق. وأردف قائلاً ان ما واجه الحكومات السابقة هو أنها التزمت بدفع الرواتب دون أن يكون لديها مصادر التمويل، فلم يكن أمامها إلا الاقتراض وهذا ما وقع لثلاث سنوات متواصلة، لكن التساؤل: إلى متى يمكننا التمادي في هذه السياسة وفق تعبيره، مؤكداً أن الوقت قد حان لتحمل مسؤولياتنا. وحول إيقاف الزيادات في قطاع الوظيفة العمومية، أفاد مهدي جمعة بأنه أعلن عن هذا الإجراء بعد شهر من تسلّم منصبه موضحاً انه ارتأى ان البلاد تحتاج إلى إصلاحات اليوم قبل الغد الأمر الذي دفعه إلى الإعلان عن الحوار الوطني للاقتصاد رغم ردود الفعل المتباينة حوله. وعلى صعيد آخر، شدد رئيس الحكومة على أنه لن يترشح للرئاسة مفيداً بأنه مكلّف بمهمة تسيير البلاد نحو انتخابات تُكون حكومة مستقرة ومن ثمّ يريد العودة إلى عائلته. وختم جمعة بالقول ان تونس أرض منفتحة ويحلو العيش فيها وهي اليوم أكثر أمناً، وتزخر بفرص الاستثمار وميزتها أنها في تقاطع مفترق نحو ثلاثة اتجاهات: ما بين أوروبا، لأنها أول شريك في شمال أفريقيا، ونحن جزء من العالم العربي الإسلامي.. إنها الأرضية المثلى للاستثمار، على حدّ تعبيره.