فجّرت حكومة مهدي جمعة مفاجأة مدويّة نزلت كالصاعقة على أهالي جهة صفاقس وكلّ المتابعين للشأن الرياضي في تونس بعد أن قرّرت رفض مطلب ترشح عاصمة الجنوب لاحتضان الالعاب المتوسطية لسنة 2021. وقد وصف رئيس اللجنة الوطنية الاولمبية التونسية محرز بوصيان في تصريح لوات هذا القرار بالخطير لأن رفض ترشيح المدينة جاء بعد أن كانت اللجنة الوطنية قد أقرته وكذلك بلدية صفاقس وبعد أن التزمت به الحكومة السابقة وتمت مكاتبة وزارة الاشراف في شأنه في عهد الوزير السابق طارق ذياب الذي دعم هذا الترشح. وتعلّلت حكومة جمعة بأنّ الجهة غير جاهزة لاحتضان هكذا تظاهرات كبرى في ظلّ عدم توفر مدينة رياضية عصرية. ويرى المدافعون عن هذا الترشح أنّ هذه التظاهرة قد تمثل فرصة حقيقية للنهوض بجهة صفاقس وقيام الدولة والسلطة المركزية الحاكمة بانجاز ولو نزر قليل من الوعود التي طالما كانت المدينة الرياضية أحد أبرز عناوينها. وتشكو مدينة صفاقس على غرار جلّ الولاياتالتونسية نقصا كبيرا على مستوى التجهيزات والبنية التحتية بفعل التهميش والاقصاء الذي عانت منه طوال دولة الاستقلال. ولم يرافق العطاء الاقتصادي والثقافي والرياضي والعلمي-البحثي الذي قدمته الجهة للبلاد نسق تنموي يليق بحجم التضحيات والمقدرات التي توفرها صفاقس لصالح الناتج الداخلي الخام وللحراك المالي والاستشماري والموارد الجبائية التي تتنزع منها سنويا. وحول هذا القرار الصادم، قال النائب بالمجلس التأسيسي عن الجهة شكري يعيش في تصريح لحقائق أون لاين إنّ اقصاء عاصمة المدن المهمشة ولاية صفاقس هو قرار جائر سيحرم تونس برمتها من احتضان حدث جدّ هام من شأنه الترويج للسياحة وللبلاد كوجهة استثمارية مؤكدا أنّ التبريرات التي قدمتها حكومة جمعة واهية وتنمّ عن عدم وجود رغبة من قبل السلطة المركزية في تنفيذ وعودها تجاه ولاية لم تجن سوى السراب والأكاذيب. وأضاف أنّ قرار رفض ترشيح صفاقس لاحتضان الالعاب المتوسطية جائر ويكرسّ منطق "الحقرة" المنتهج حيال الولاية منذ أوائل فترة بناء دولة الاستقلال متسائلا هل بهذه الطريقة تكافئ الجهة على الشهداء والتضحيات والمناضلين والكفاءات التي وهبتها لتونس على مدى التاريخ المعاصر مذكرا بالدور الذي لعبته المدينة في الحراك الشعبي ابان الثورة لاسيما يوم 12 جانفي يوم الاضراب العام التي نظمه الاتحاد الجهوي للشغل والذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر نظام بن علي. وأشار إلى أنّ قرار الحكومة خلّف حالة من الاحتقان والاستياء في جهة صفاقس لافتا النظر إلى أنّه سيكون القطرة التي ستفيض الكأس. وشدّد على أنّ ما صدر عن حكومة جمعة يثبت عدم تخلص الدولة من رواسب الماضي في علاقة بولاية صفاقس التي تحتاج إلى هكذا تظاهرات بغية النهوض بها تنمويا ومن ثمة تستفيد معها الولايات المجاورة لها باعتبار الترابط الاقتصادي والاجتماعي والخدماتي. وقال إنّه سيلتقي يوم الجمعة 25 جويلية رئيس الحكومة مهدي جمعة في التأسيسي صحبة عدد من نواب جهة صفاقس قصد اثنائه عن هذا القرار الذي وصفه بأنّه ضد ارادة الشعب داعيا الى ضرورة توفر الارادة السياسية من أجل تجاوز العراقيل والمطبات التي مازالت تحول دون حصول عاصمة الجنوب على حقها المشروع في نصيب من التنمية. يذكر أنّ رفض دعم الترشح تزامن ومن المفارقات مع يوم عصيب عرفته صفاقس وأحباء نادي المكان حيث جدت أحداث تدافع وحالة من الغضب بسبب قلّة التذاكر المتوفرة لمتابعة لقاء هذا السبت الذي سيجمع أبناء المدرب الوافد الجديد على "جوفنتس العرب" فيليب تروسيه والترجي الرياضي التونسي نتيجة طاقة الاستيعاب الضعيفة لملعب الطيب المهيري التي لاتليق حتّى بناد ينشط في الرابطة الثانية فمابالك حينما يتعلق الأمر بجمعية تراهن على الالقاب سنويا محليا وقاريا واقليميا تمثّل ولاية مليونية من الناحية الديمغرافية.. والصورة التالية تغني عن أي تعليق!
