دوّن عدنان منصّر مدير الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي يقول منذ قليل عبر صفحته الفايسبوكية ما يلي: .."النزاع" بين الهايكا وبعض مالكي وسائل الإعلام الخاصة الذي طفا إلى السطح مجددا في الأيام الأخيرة أعطى دليلا جديدا على أن هناك جهات استمرأت عدم الخضوع للقوانين، وأنها لا تزال تعتبر نفسها فوق ما تقرره الهيئات الدستورية. كل هذا يبدو طبيعيا، وهو أمر قابل للنقاش في تفاصيله وإلى النهاية. رأس المال يكافح من أجل امتيازاته ولو ضد القوانين، هكذا كان الأمر دائما. المخجل أخلاقيا والخطير ديمقراطيا أن تنساق أحزاب ورموز سياسية وراء مبررات رأس المال وتنحاز إليه ضد قوانين صاغتها بنفسها وهيئات انتخبتها أو صادقت عليها في المؤسسات المنتخبة. هذا نموذج جديد عن انعدام الشجاعة الأخلاقية والنفاق السياسي المفضوح والفاضح. في الديمقراطيات الحقيقية ينحاز السياسيون للقانون، وإذا كان ظالما فإنهم يسعون لتغييره في الهيئات التي أنتجته. في أنظمة لوبيات المال والإدارة، يختار السياسيون الانحياز لذوي الصوت الأعلى، تلافيا لأذاهم. أي سقوط أخلاقي هذا الذي وضع فيه بعض الساسة أنفسهم؟ ومن سيصدق احترامهم للقوانين عندما سيصدعون بخطاباتهم رؤوس الناس؟ هناك احترام لهم يتلاشى تحت وطأة التنازلات غير الأخلاقية، ولكنهم لا يرون أي أذى يحدثونه بالديمقراطية التي يدعون بناءها. ستذهب بعد زمان طال أو قصر مشاريع وأشخاص وفصول، ولكن خزي الانتصار لرأس المال ضد القانون سيبقى عالقا بهم إلى الأبد !".