يلاقي المنتخب الوطني لكرة القدم الليلة شريكه السنغالي في صدارة ترتيب المجموعة السابعة في مواجهة تندرج ضمن حسابات الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015 بالمغرب.. مباراة مهمة للمنتخب لكنها ليست مصيرية باعتبار أن السباق يبلغ اليوم منتصفه فيما لا يزال منتهاه بعيدا لذلك فإن النتيجة جد مطلوبة لكنها ليست الأهم.. حسابيا فإن عدم الانهزام في موقعة داكار يعني أن المنتخب قد وضع تقريبا نصف قدم في المغرب باعتبار أن صاحبي المركزين الأول والثاني عن كل مجموعة سيرافقهما أفضل صاحبي مرتبة ثالثة إلى النهائيات.. وبرصيد سبع نقاط (حصاد قد يتعزز لاحقا) يكون النسور قد ضمنوا بنسبة عالية العبور إلى المغرب للمشاركة في النسخة الثلاثين ل"الكان".. قلنا إن النتيجة ليست مهمة باعتبار أن حساب النقاط يخدم مصلحة عناصرنا الوطنية إلى غاية اللحظة لكن يبقى الأهم من وجهة نظرنا هو أن لا ينهزم نسورنا في داكار بل يا حبذا لو تكون عودتهم إلى المسنتير مظفرة بنقاط المقابلة.. العودة بنتيجة إيجابية من شأنها أن تعزز من نجاح الاستثمار في الجيل الحالي على أمل الارتقاء إلى صدارة الأحداث في القارة السمراء ذلك أن منتخبنا لا يملك لاعبين مهاريين فقط بل إن أغلب عناصره تمر بفترات زاهية مع نواديها وهو أمر نادر الحدوث في المنتخب.. المنتخب يملك مجموعة من أفضل اللاعبين في كل الخطوط حيث يتوفر اللاعب البديل في كل مركز من الملعب بل أن الناظر إلى بنك البدلاء يخلص إلى أن الرصيد البشري الحالي هو الأفضل منذ سنوات طويلة.. فأن يكون على بنك البدلاء بن شريفية الحارس الأفضل إفريقيا في المواسم الأخيرة إضافة إلى لاعبين في قيمة خليفة والمساكني والشرميطي وناطر والميكاري وغيرهم.. فذلك لا يمكن أن يكون إلا دلالة على صحة المنتخب وقوته.. وبالحديث عن مناقب المنتخب لا يمكن أن نتجاهل البلجيكي جورج ليكانس الذي على الرغم من أن سجله ليس حافلا إلا أنه فنيا يعد مدربا مميزا ولعل في تكوينه للجيل الحالي للمنتخب البلجيكي مؤشر على تكرار التجربة مع تونس التي تملك في الجيل الحالي أفضل منطلق للاستئناس بما أنجز مع زملاء ايدين هازارد.. لأجل ذلك فإن غالبية جماهير المنتخب الوطني تنتظر الليلة نسخة تونسية مهيبة الركن تبسط نفوذها على منتخب سنغالي يدخل المواجهة منقوصا من أبرز خمسة "أسود تيرنغا".. الجيل الحالي على الرغم من قيمة عناصره من الناحية الفنية إلا أنه يبقى بحاجة إلى الثقة بالنفس وبالإمكانيات لأن المنتخب السنغالي لا يفوقه في شيء من الناحية الجماعية وأيضا الفردية لذلك فإن عدم الانحناء في داكار أولى خطوات العودة إلى السيادة في القارة السمراء.. الحلم بتكرار نصر 2004 يبدو شرعيا في ظل ما يحققه المنتخب الحالي غير أن مشوار الألف ميل يبدأ من الخطوة التي ستنجز الليلة فلو يعود زملاء الرائع البلبولي بالنصر من السنغال فمن المؤكد أن منتخبنا سيكون على أول طريق غزو الأدغال..