أوضح القيادي في الجبهة الشعبية زهير حمدي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الاثنين 20 أكتوبر 2014،أنّ الجبهة ترى ضرورة تشكيل حكومة بعد الانتخابات التشريعية على قاعدة معيار الالتقاء في البرنامج السياسي والاجتماعي والاقتصادي وليس على أرضية المحاصصة الحزبية وتوزيع الحقائب الوزارية. وقال حمدي إنّ الجبهة لا تعنيها المناصب فهي تنظر إلى السلطة على أنّها ليست غاية بل هي وسيلة لتحقيق أهداف معينة تلتقي في المشروع الوطني الديمقراطي الاجتماعي الذي ينادي بالعدالة بين الفئات والجهات والدفاع عن استقلالية وسيادة القرار التونسي وضمان الحريات، فضلا عن ارساء دولة الرعاية الاجتماعية المتدخلة في المنظومة الاقتصادية من خلال بعث المشاريع الكبرى وخلق الثورة وتطوير البنية التحتية وفكّ العزلة عن المناطق المحرومة والمهمشة . وشدّد محدثنا على انّ الجبهة الشعبية ستنتظر النتائج التي ستبوح بها صناديق الاقتراع قبل الدخول في حوارات ونقاشات مع الأحزاب القريبة منها في الاتجاه والخطّ العام بغية البحث عن صياغة برنامج مشترك يدور في فلك فلسفتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية من شأنه تقديم حلول لمشاكل البلاد المتراكمة. ولئن أكّد زهير حمدي أنّ الجبهة تختلف بشكل كبير عن أحزاب الترويكا ولاسيما حركة النهضة فإنّه أقرّ بوجود تقاطعات تجمعها وحزب نداء تونس في علاقة بقضايا الدولة المدنية وحقوق الانسان والمسألة الديمقراطية. بيد أنّ حمدي لم يتوان عن ابراز موقف صريح من حزب النداء الذي اعتبر أنّه ليس هناك قواسم مشتركة تجمعه بالجبهة الشعبية خاصة في المشروع الاقتصادي والاجتماعي واصفا حزب الباجي قائد السبسي ب"الليبيرالي". وأضاف أنّ الجبهة الشعبية لا تريد مصادرة المستقبل الذي سيكون محور الصراع فيه في تونس والمنطقة العربية ككلّ بين مشروعين اثنين. الأوّل حسب رأيه هو فاشي ديني يفرّط في السيادة الوطنية ويؤمن بالسوق المفتوح على حساب مصالح الشعب. أمّا الثاني فقد قال عنه إنّه وطني ديمقراطي مدني يقوم على هدف خلق كتلة دولية تتصدى للعولمة المتوحشة وتسعى لارساء العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة مشيرا إلى أنّ الجبهة الشعبية منخرطة في هذا المشروع التاريخي والحضاري الذي تعود جذوره إلى القرن التاسع عشر ابّان ظهور ارهاصات حركة التحديث والاستنارة بالبلاد العربية. وبيّن محدثنا أنّ الجبهة الشعبية بصدد مراكمة التجربة من أجل المضي قدما في تشكيل قوة سياسية كبرى تجمع كلّ الأطراف المؤمنة بالمشروع الوطني الديمقراطي الاجتماعي في حزب كبير قادر على تجسيد طموحات فئات واسعة من المجتمع مشيدا بتجربة العمل الجبهوي الذي يحصل لأوّل مرّة في الوطن العربي بعد النجاح في تجميع مناضلين وتيارات وأحزاب من مشارب فكرية مختلفة من قوميين ناصريين وبعثيين ويساريين من جميع التلوينات علاوة عن المستقلين، حسب تعبيره.