اعتبر رئيس قائمة الجبهة الشعبية عن دائرة نابل2، فتحي الشامخي، ان النتائج شبه النهائية للانتخابات التشريعية والتي تفيد بحصول الجبهة على المرتبة الرابعة ب12 مقعداً، نتيجة دون المأمول إلا أنها ليست سيئة باعتبار أنها تمكنها من تكوين كتلة برلمانية. وأضاف الشامخي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2014، ان ما برز خلال هذا الاستحقاق هو صعود حركة نداء تونس التي لم تكن موجودة في انتخابات 2011، موضحاً ان هذا الأمر يعكس رأياً عاماً مازال يغلب عليه الطابع المزاجي. وبيّن ان التونسي اختار من سينوبه في البرلمان القادم بالاعتماد على أمور لا تمسّ عمق المواضيع التي تهمه كالفقر والبطالة والصعوبات الاقتصادية، قائلاً انه عند التصويت ركّز التونسي بشكل مفرط، وإن كان محقاً، على مسألة الأمن ومقاومة الإرهاب. وأردف بالقول ان عملية وادي الليل الأخيرة كان لها تأثير كبير في اختيار التونسيين الذين صوتوا لنداء تونس لاعتقادهم بأنه ضمانة لمقاومة الإرهاب وإعادة الأمن مضيفاً ان هذا ما يفسر حصوله على غالبية الأصوات. وأكد محدثنا ان الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية لم يكن لها وزن كبير عند عملية التصويت مشيراً إلى ان التونسيين قد يتفاجؤون في وقت لاحق على هذا المستوى عند تدهور القدرة الشرائية وتفاقم الصعوبات الاقتصادية. وحول إمكانية التحالف مع نداء تونس في الحكومة المقبلة، أبرز فتحي الشامخي ان التحالف "على البر والتقوى" كمبدأ فكرة جيدة وإذا تمّ التحالف على ما فيه خير لتونس فلا مانع من ذلك، مستدركاً بالقول ان الجبهة لن تتحالف مع أي جهة إذا كان في ذلك ضرر أو إساءة للشعب التونسي. وأعرب عن اعتقاده بأنه نظراً إلى مضمون برنامج النداء، فسيكون من الصعب على الجبهة ان يقع التحالف بين الطرفين مؤكداً ان غاية الجبهة الشعبية هي التخفيف من عبء التونسي وتحسين مستوى معيشته. وشدد الشامخي على أن المسألة الأساسية ان يقع تغيير المنطق السائد الذي يعتمد على السوق الخارجية والتركيز عوضاً عن ذلك على السوق الداخلية وتحسين القدرة الشرائية للمواطن مؤكداً ان النمو الاقتصادي يجب ان يستند إلى القدرة الشرائية حيث ان المواطن إذا كان دخله محدوداً فلن يقدر على تحريك السوق وبالتالي سيعجز أصحاب المشاريع عن تشغيل الموظفين والدفع لهم، وفق تعبيره. وختم بالإشارة إلى انه رغم النتيجة التي جاءت دون المأمول للجبهة، فإن حضور نواب عنها سيمثل صوتاً للمحرومين والكادحين في مجلس نواب الشعب، لافتاً النظر إلى ان الشعب التونسي سيتسنى له، بعد حصول الجبهة الشعبية على 12 مقعداً، لأول مرة أن يمتحن نواب الجبهة ويضعهم على المحك، معرباً عن أمله في أن لا يخيبوا آمال المواطنين.