مغاربة يطالبون بمنع سعد المجرّد من إحياء حفلات في بلاده.. ما القصّة؟    نابل : حجز كمية من المواد الكيميائية مجهولة المصدر ومنتهية الصلوحية    حاولوا سرقة متحف الحبيب بورقيبة الأثري...القبض على 5 متورطين    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    هل التونسيون معنيون بالمتحور الجديد للكورونا Flirt؟    الكاف: مهرجان ميو يحتفي بفلسطين    فيضانات تغرق هذه المناطق    وزيرة الأسرة تستقبل وزيرة التّنمية الاجتماعيّة بسلطنة عمان    جمعية المحامين الشبان تودع شكاية في التعذيب وتدعو رئيس الجمهورية إلى الاطلاع على ملف بوزقروبة    القيروان انقاذ طفل سقط في بئر    الإعلامي زياد الهاني يمثل أمام القضاء..    وزارة الفلاحة تدعو الفلاحيين الى القيام بالمداواة الوقائية ضد مرض "الميلديو" باستعمال أحد المبيدات الفطرية المرخص بها    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    كلفة انجاز التّعداد العامّ للسّكان والسّكنى لسنة 2024 تناهز 89 مليون دينار – مدير عام معهد الإحصاء    البنك الأوروبي لإعادة الأعمار وشركة خاصة يوقّعان إتفاقيّة تمويل مشروع للطاقات المتجدّدة بفريانة    آخر كلمات الإعلامي الرياضي أحمد نوير قبل رحيله...رحمه الله    خلال شهر أفريل : رصد 20 اعتداء على الصحفيين/ات من أصل 25 إشعارا    القيروان: الاحتفاظ ب 8 أشخاص من دول افريقيا جنوب الصحراء دون وثائق ثبوت هويّة ويعملون بشركة فلاحيّة    سليانة: توقّعات بتراجع صابة حب الملوك في مكثر    570 مليون دينار لدعم الميزانيّة..البنوك تعوّض الخروج على السوق الماليّة للاقتراض    عاجل/ أمريكا تستثني هذه المناطق بتونس والمسافات من تحذير رعاياها    سيف الله اللطيف ينتقل الى الدوري الهولندي الممتاز    اليوم.. حفل زياد غرسة بالمسرح البلدي    سيدي بوزيد: وفاة كهل وزوجته في حادث مرور    قابس: عدد الأضاحي تراجعت هذه السنة    البرازيل تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم    إتحاد الفلاحة : كتلة أجور موظفي إتحاد الفلاحة 6 مليارات و700 ألف دينار    القصرين: وفاة شاب في حادث مرور    حجز 900 قرص مخدر نوع "ايريكا"..    بعد تسجيل الحالة الرابعة من نوعها.. مرض جديد يثير القلق    حريق بمستودع بين المروج 6 ونعسان    عاجل : الكشف عن مصنع عشوائي لتعليب المنتوجات الغذائية و الأمن يتدخل    اتحاد الفلاحة: أسعار أضاحي العيد ستكون باهضة .. التفاصيل    إسبانيا تمنع السفن المحملة بأسلحة للكيان الصهيوني من الرسو في موانئها    ذهاب نهائي رابطة ابطال افريقيا : الترجي يستضيف الاهلي برغبة تعبيد الطريق نحو الظفر باللقب    كأس أوروبا 2024: كانتي يعود لتشكيلة المنتخب الفرنسي    عاجل : ليفربول يعلن رحيل هذا اللاعب نهاية الموسم    انتخاب تونس عضوا بالمجلس الوزاري الإفريقي المعني بالأرصاد الجوية    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    روعة التليلي تحصد الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة    نجاح الأسرة في الإسلام ..حب الأم عبادة... وحب الزوجة سعادة !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    محيط قرقنة اللجنة المالية تنشد الدعم ومنحة مُضاعفة لهزم «القناوية»    الجزائر تواجه الحرائق مجدّدا.. والسلطات تكافح لاحتوائها    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    غزة.. سقوط شهداء في غارة إسرائيلية على مدرسة    الشرطة الفرنسية تقتل مسلحا حاول إضرام النار في كنيس بشمال غرب البلاد    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    الصحة العالمية.. استهلاك الملح بكثرة يقتل 10 آلاف شخص يوميا في أوروبا    عاجل: لأول مرة: تونس تصل المرتبة الثانية ضمن التصنيف الدولي للبيزبول    وزارة الثقافة تنعى المطربة سلمى سعادة    بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف: الدخول للمتاحف والمواقع والمعالم الأثرية مجانا للتونسيين والأجانب المقيمين بتونس    باجة: باحثون في التراث يؤكدون ان التشريعات وحدها لا تكفي للمحافظة علي الموروث الاثري للجهة    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فريد الباجي : نعم تعاونت مع أمن الدولة من أجل حماية دماء الناس!
نشر في حقائق أون لاين يوم 18 - 11 - 2014

في حوار خاص مع موقع حقائق أون لاين يكشف الشيخ فريد الباجي الصراع العقائدي الذي وقع داخل جماعة الدعوة والتبليغ الاسلامية في تونس والتي كان احد قادتها. ويكشف الباجي انه تعاون مع امن الدولة من اجل تعقب التكفيريين الذين لجؤوا الى العنف. وينفي الباجي كل ما له علاقة بقتل فوزي المحمدي أحد شيوخ التبليغ في تونس على خلفية تكفيره.
في ما يلي نص الحوار كاملا:
أقرت محكمة التعقيب بسوسة توجيه تهمة القتل العمد لشخصك في قضية اغتيال أحد شيوخ الدعوة والتبليغ بسوسة فوزي المحمدي، غير أنك كذبت الخبر على صفحتك الرسمية وقلت إن لديك قرائن تغير مجرى القضية لماذا تحتفظ بأدلة براءتك؟
الخبر عار عن الصحة تماما وليس كما أوردته وسائل الإعلام الأمر أنّ دائرة الاتهام أمرت بحفظ القضية لعدة أسباب وأدلّة وجيهة ولما وصل الأمر إلى محكمة التعقيب والتي من المفترض أن تقرّ ما ذهبت إليه دائرة الاتهام من حفظ التهم في حقي . ما أكده لي محاميي حسب ما سمعه وشاهده أن هناك ضغطا سياسيا مورس على حاكم التحقيق من أجل نقض هذا الحكم.
ماذا تقصد بضغط سياسي؟
حسب اعتقادي أنا وليس كلام محامي .. ضغط سياسي من خصومي الذين يرونني خصما سياسيا ويحاربونني علانية وهم سواء كانوا النهضاوييون أو المؤتمر من أجل الجمهورية كذلك حركة وفاء والأحزاب السلفية هؤلاء كلهم استعملوا نفوذهم وعلاقاتهم وضغطوا على حاكم التحقيق لكن هذا لا يضر قانونيا فالمحكمة أقرت بإرجاع القضية إلى دائرة الاتهام لإعادة النظر فيه شكلا ومضمونا ولمزيد البحث والتحقيق.
لكن هناك أربع شهود في القضيّة اعترفوا بأنك من كفّر فوزي المحمدي وأهدر دمه؟
لنعد إلى أصل القضية وهو خلاف كلامي داخل جماعة الدعوة والتبليغ حدث قبل الثورة حين انقسموا إلى مجموعتين . مجموعة النصرة وهي تقول إن الدين يحتاج إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم ومجموعة الاستنقاص التي أن الدين لا يحتاج إلى أحد حتى إن كان الرسول، وبحكم كنت أنا رجل علم ومشهور أنا أنكرت قول أن الدين لا يحتاج إلى الرسول وانسحبت فانسحب معي مجموعة من الأنصار الذين قالوا نحن لا نرضى بهذا الكلام الذي قيل في حق النبي صلى الله عليه وسلّم.
المعركة حدثت في سوسة؟
لا ... انتشر الخلاف في مجالس جماعة الدعوة والتبيلغ داخل تراب الجمهورية حتى تطوّر الأمر إلى ضارب ومضروب. عندها تمّ استدعائي للتحقيق وإيقافي ليلة كاملة في قبو وزارة الداخلية وعلى إثرها سحب مني جواز سفري حتى قيام الثورة وكان التحقيق معي عللوقوف على حقيقة ما يجري داخل جماعة الدعوة والتبليغ.
لكن أنا أخبرت الأمن أنّني كفّرت القول لا الشخص وعالجت هذه المسألة في كتاب خصّص للغرض وأوضحت فيه أنني عندما أقول هذا لا يجوز الاستنقاص من قيمة النبي فهذا لا يعني أن نطبّق أحكام القضاء من تكفير وإعدام. وأوضحت للأمن أن العنف الذي يجري لا أدري ما مصدره وتعهدت بإخبارهم إن تبيّن لي شيئا.بعد فترة تبيّن لي أنّ جماعة تلقّب باليعقوبيّة نسبة إلى قائدها اليعقوبي وهو فار الآن، هذا الشخص اتخذ تلاميذ من جماعة النصرة بمن فيهم زهير القبودي الشخص الموقوف في قضية اغتيال المحمدي والذي وجّه لي تهمة التكفير والتحريض على القتل وانشقوا عني وكفّروني بتهمة أنني متساهل مع الذين يسبون الرسول صلى الله عليه وسلّم.
عندها أعلمت السلطات الأمنية بوجود هذه الطائفة المتشدّدة الي اتخذت العنف منهجا وحذّرتهم منها. هذه الجماعة وبقيادة الزبير اليعقوبي أبرز أركانها كفّرني وثبت لدى باحث التحقيق عداوته لي بعد أن أشهرها.
يعني أنت تقول ببطلان التهمة الموجهة لك بناء على عداوة الزبير اليعقوبي؟
تماما والشخص الثاني الموقوف في قضية الحال أنكر أمام قاضي التحقيق معرفته بي أصلا...
بقي شاهدان في القضية ؟
لا أعلم بوجودهم .. ما أعلمه أنه قبض على اثنين فقط وثالث فار، بالنسبة للشهود لدي المئات بينما ليس لديهم أيّ شاهد، ثم إن المراقبة الهاتفية أثبتت ألا اتصال لي بهم من قبل الثورة .. وحاكم التحقيق في القرجاني أطلعني على اتهام القبودي الشاهد ضدي، من أنني في نظره أفتي بجواز شرب الخمرة...
لحظة أنت تنقلنا من قضية سوسة إلى التحقيق معك في القرجاني؟
توصّلت إلى إقناع الأمن أن منهجي سلمي كما كنت خلال الثورة وبعدها في ذات الإطار لما تيقّن الأمن من بطلان ادّعائهم طلبوا مني مساعدتهم على كشف الأطراف التي تدعو للعنف عندها أخبرتهم أنّه إن كان هناك عنف فمصدره الطائفة اليعقوبية وذكرت لهم الأسماء هههه فأنا من ساعد الأمن في القبض على المجرمين وبحكم أنني مساعد على التحقيق ذهبت إلى قاضي التحقيق وبيّنت له من يدعو إلى الشر ومن يدعو إلى السلم وانتهت المقابلة بسلام .. سلام
كيف تحولت إلى متّهم؟
بعد ثلاثة أيام تلقيت اتصالا هاتفيا من قاضي التحقيق بسوسة ووطلب مني الحضور فذهبت دون مرافقة محام، الأمر المفاجئ وأنا في طريقي إلى سوسة أجد أخبارا تداول بأن فريد الباجي متهم بالقتل والمشاركة فيه
لما وصلت إلى سوسة وأنا تحت حماية أمنية وجدت مظاهرة ضدي أمام المحكمة وتدخّل الأمن بكثافة لحمايتي حتى تمكنت من مقابلة قاضي التحقيق في بهو المحكمة فقال لي : لقد وجّهنا إليك تهمة القتل والمشاركة فيه بعد التحريض ... استغربت هذا السلوك واستنكرت أن يوجه لي تهمة دون أن يحقّق معي أو يستمع لأقوالي .. فطلب مني المغادرة قائلا : امشي على روحك
"امشي على روحك" يعني تركك قيد السراح؟
أنا نفسي ذهلت وسألته أتتهمني بالقتل وتتركني سراحا ؟ ألم يخبرك قاضي التحقيق أن هؤلاء الموقوفين الذين شهدوا ضدي تربطني عداوة بهم ولا يعترفون بي
ماكان ردّه؟
قال لهذا تركتك طليقا وأسرّ لي بالقول إنّه يوجد ضغط إعلامي وسياسي على شخصي وأضاف : عديد الأطراف تتدخل في موضوعك .. أخطاني برا دبر محامي
هذا الحديث في سوسة وأنتم وقوفا؟
والله وقوفا لم يترك لي المجال حتى للجلوس
ماذا حصل لاحقا؟
قدّمت آلاف الوثائق تثبت أنني حذّرت قبل الثورة من هذه الطائفة التي تحرّض على العنف
ألم تكفّر أي شخص؟
أنا قلت من سبّ الرسول فقد كفر لكن لا يجوز قتله وكتبت هذا أصلا في كتاب لأنني لا أؤمن باستعمال العنف إلا في إطار القانون والقضاء. وبينت في مؤلفي هذا أن من ينتهج العنف هم جماعة النصرة اليعقوبية.
قولك من سبّ الرسول فقد كفر أليس هذا بالتكفير الصريح؟
لما يقول العالم هذا فعل كفر لا يعني أنه يجب تطبيق الحكم على الشخص القائل لأن هذا من اختصاص القضاء.. وأنا بقولي هذا إنما أحذّر الناس فقط كأن أقول لا تسبوا الله فإنه كفر لكن لا يجوز لي أن أقول إنّك كافر. ومن رحمة الله بي أن ألهمني وأنا تحت ضغط الدولة أن كتبت كتابي لتبيان هذه المسألة والذي كان أحد أدلّة براءتي
ألم تتوجه في إحدى المجالس السرية لجماعة الدعوة والتبليغ بسوسة إلى فوزي المحمدي بالقول : أنت كافر ولا تستاب؟
لم أكن أعرف فوزي المحمدي شخصيا ولم أعرف صورته إلا بعد الثورة فربما حضر مثل الآلاف من تلاميذي حين كنا نجتمع سريا لحلّ المسألة وقد أكون توجهت له بتبيان وحكم شرعي وطلبت منه ومن غيره من جماعة النصرة بعدم التصادم مع المتنقصة
وهذا ثابت ومحرّر في ملفات أمن الدولة. أنا طالبت بأن تقاطعوا حتى لا تتقاتلوا لأنني ضد العنف. ثم وضعت تحت ما يسمى بالإقامة الجبريّة لكن العنف استمرّ وبحثت فيه حتى كشفت منبته فحرّض... فحذّرت منه لأنهم يستغلون العلم في غير محلّه ويستعملون العنف ولي الشرف أنني كنت محاربهم قبل الثورة وبعد الثورة وأني كنت من وراء القبض على هؤلاء القتلة ومازلت أساعد في القبض على البقية.
كيف تساعد؟
هاته الطائفة التي تدعو للعنف كانوا ينسبون أنفسهم إلى جماعة الدعوة والتبليغ وينسبون أنفسهم إلي فأنا كشفتهم وطردتهم
كيف كشفتهم؟
عندما أدعو الناس إلى الالمحبة والرحمة وعدم استعمال العنف ثم إثر ذلك أجرجر منقبل أمن الدولة في الليل وتحت الأمطار وأنا حاف وعار أمام أمي للتحقيق معي
متى حدث هذا؟
هذا قبل الثورة وعدة مرات وضعت تحت المراقبة بتهمة أن جماعتي تستعمل العنف وأنا أقف وراءهم .. عندها قمت بتحريات مع أتباعي وكشفت هذه المجموعة لأمن الدولة.
يعني تعاونت مع أمن الدولة؟
طبعا تعاونت معهم وكشفت هذه الطائفة لأن مهمتي كرجل علم أن أحمي دماء الناس وأعراضهم وأموالهم ودينهم لذلك أنا فرح أن القضية ستعود للباحث الابتدائي حتى تزداد الأمور وضوحا وسأطالب بملفات أمن الدولة.
شيخ فريد هلا أوضحت لنا توقيت بدء تعاونك مع أمن الدولة قبيل خلافك مع شق المستنقصة من جماعة الدعوة والتبليغ أم بعده ؟
اتصلت بأمن الدولة عندما ظهرت هذه الجماعة التي تكفرني لأنني لاأتخذ العنف منهجا مثلهم خاصة أن هذه الطائفة نسبت نفسها إلي زورا وهم اليعقوبية
يعني كنت على اتصال بأمن الدولة قبيل حدوث الاغتيالات ؟
نعم قبل حدوث الاغتيالات وقبل الثورة تحديدا أنا كشفت هذه الطائفة وهدا ما لا يعرفه أولياء فوزي المحمدي ولا يعرفه أنصاره.
بل هم بناء على هذا يتهمونك ويؤكّدون أنك اندسست وسطهم من قبل أمن الدولة؟
لا لا أبدا أنا كنت تحت التحقيق وتحت مراقبة أمن الدولة أتظنين أن التعامل معهم بهذه السهولة؟
إذن هلّا أوضحت لنا كيف كنت تحت مراقبة أمن الدولة وتمكنت من حضور هذه الاجتماعات السرية؟
هي سريّة ..
يعني انت نجحت في الافلات من أنظار أمن الدولة رغم مراقبتهم الشديدة لك؟
ايه ... لا ... هذا سؤال جيد، سأشرح لك: لما اشتد الضغط علي في فترة ما من التحقيقات وخاصة بعد نومي ليلة في قبو الداخلية، الأمور تغيّرت قلت لهم أنتم تحاسبونني وتراقبون بيتي وتحركاتي وهاتفي فلماذا لا تعطونني فرصة الاجتماع بالطائفتين: النصرة والمستنقصة لتهدئة الأجواء ومعرفة ما الذي يحدث. فأمهلوني أسبوعا
ألم تكن صفقة مقابل تحرّرك وحمايتك؟
صفقة لمعرفة من يقف وراء العنف؟ ونعم الصفقة وأتشرّف بذلك ولو سنحت لي الفرصة سأكرّرها لكشف أي طرف يحرّض على العنف.
ما الذي يسمح لجهاز أمني بإعطائك هذا الهامش من الحرية؟
لأن التهم موجهة إلي أساسا .. لأنني أنا المشهور على أساس قولي بكفر سب الرسول صلى الله عليه وسلّم، فكل عنف يحدث سينسب إليّ، إذن سأدخل إلى السدن لذلك علي أن أدافع عن نفسي ومن حقي أن أدافع عن نفسي. قلت لهم كيف تسجنوني دون أن أعرف ما الذي يحدث في تونس من العنف المتبادل بين الجماعات وأنا ممنوع من التحرّكز
اسمح لي شيخ فريد لتلخيص الأحداث منطقيا: الجهاز الأمني استدعاك لتمثل أمامه كمتهم بالوقوف وراء أحداث عنف وبالتحريض على القتل حتّى فطلبت منهم التعاون معهم لتكشف أن أطرافا أخرى هي من تنتهج العنف ولتثبت ألا علاقة لك بهم وواصلت حضور مجالس هذه الجماعات وطردت طائفة من تلاميذك استغلوا قول التكفيري ؟
نعم ونجحت في ذلك.
هذا ليس زرعا داخل جماعة الدعوة والتبليغ؟
ليس زرعا أنا شيخهم أنا كنت مستشارا لدى جماعة الدعوة والتبيلغ التي كانت تنشط تحت تساهل من أمن الدولة حتى انشقوا وظهر العنف والتقاتل فانفصلت عنهم.
ثم بعد الثورة؟
تواصلت التحقيقات وكلّما استدعيت طلبت من المحققين الاطلاع على ملفات أمن الدولة ومددتهم بالأسماء وأبرزهم زهير اليعقوبي ونصبت الكمائن حتى تم الإيقاع بهم والقبض عليهم فاعترفوا بجريمة القتل بل واعترفوا أيضا أن فريد عدوهم لأنهم يتساهل مع من يستنقص من قيمة رسول الله.
فالبديهي لا وجود لقضية وتمت تبرئتي لكن طلبوا مني أن ألزم بيتي ... أنا في الخمس سنوات الأخيرة أمرني جهاز أمن الدولة بملازمة بيتي.
مازلت ممنوعا من السفر؟
لا لا.
لا نراك تسافر؟
مهتم بالشأن الداخلي وأركّز جهودي عليه.
أليس من الغريب أنّك تركّز اهتمامك في الشأن الداخلي التونسي على محاربة التكفيريين وأنت المتهم في قضايا تكفيرية ومازالت هذه القضايا تلاحقك؟
ليست القضايا التكفيرية التي تلاحقني وهناك فرق بين الحكم القضائي وبيان المسألة الشرعية التي أوضحتها كتبي.
بالنسبة لك فوزي المحمدي ..
يقاطعني
:
ليس كافرا ولا يجوز تكفيره لكن اليعقوبية من شق النصرة اعتبرته من المتناقصة وهي من كفرته وقد تبرّأت منهم بالدليل والوثائق لأنهم يستعملون العنف.
أين هاته الأدلة والوثائق؟
سلمتها لأمن الدولة، ولذلك أنا أطالب باستخراج ملفات أمن الدولة؟
كيف لم تعد محكمة التعقيب إلى هذه الملفات وأصدرت حكما في حقك؟
لماذا؟ هذا ما أعلمني به الباحث الابتدائي في سوسة أنّه لديه كل البراهين والوثائق على عداوة اليعقوبي لي.
شيخ فريد أنت تدور في نفس الحلقة اليوم هناك حكم أقر توجيه تهمة القتل العمد إليك بناء على إفادات أربع شهود؟
لا يوجد هذا تخريف.. لو ان محكمة التعقيب أقرت حكم دائرة الاتهام بثبوت ضلوعي في القتل، لانتهى الأمر وكان ينبغي أن تقبض علي على الفور، لكن ليس من صلاحيات دائرة التعقيب قانونا إصدار حكم يخالف ما أصدرته دائرة الاتهام بل هي نقضت ورفضت الحكم الابتدائي الذي برّأني وأمر بحفظ القضية ما يعني أن القضية سيعاد فتحها لمزيد البحث والتحقيق وما يترتب عليه قانونيا : القضية تعود إلى الصفر.
بالنسبة لك لا يوجد حكم قضائي ضدك يثبت أنك شاركت في القتل العمد وحرّضت عليه؟
لا يوجد وما صدر وليس من صلاحيات محكمة التعقيب توجيه تهمة القتل العمد لي ما دامت دائرة الاتهام لم تقر حكم الإدانة بحكم ثبوت العداوة بيني وبين اليعقوبي الذي تراجع عن أقواله واتهمني في طور لاحق من التحقيق فمحكمة التعقيب هي لم تصدر بل نقضت الحكم بالبراءة
ما دمت بريئا لم تشكو من التوتر ومن ضغط هذه القضيّة عليك؟
لأن حاكم التحقيق الابتدائي أقرّ بوجود ضغط سياسي مورس عليه ومورس على محكمة التعقيب أيضا
لماذا اتهمت نور الدين البحيري وزير العدل الأسبق في حكومة الترويكا الأولى؟
لأنه بحّر وزارة العدل والفساد الذي استشرى في وزارة العدل والنيابة العمومية لم يقم به التكاري وبن علي في ثلاث وعشرين سنة ... الفساد استشرى لدرجة أن شخصا من أنصار الشريعة يمسك بالسلاح ويظهر علنا على التلفاز محرّضا على العنف وحاملا كفنه ثم يطلق سراحه وأنا لمّح لي قاضي التحقيق في سوسة أن هناك من يسعى لإدخالي السجن بأي طريقة.
أنت أيضا لك تقارب مع أطراف سياسية وتبحث عن ذات الغطاء الأمني والسياسي؟
تعرف أنا ذهبت إلى مقر نداء تونس مرة وذهبت إلى مقر حركة النهضة أكثر من ذلك وأيضا مقر حزب المؤتمر في إطار تحركي كمؤسس مركز دراسات الأمن الشامل واجتمعت مع كل رؤساء الأحزاب لتبيان استراتجية الأمن الاستباقي، نداء تونس لم يدعوني لأي اجتماع له أو حفل انتخابي وما شاركت في حملته الانتخابية وأتحدى أن يأتوني بصورة لي مع قياديي نداء تونس في حملتهم الانتخابية
بلقائك براشد الغنوشي ألم يكن بإمكانك أن تطلب منه تخليصك من هذا الدفع من القيادات التي ذكرتها والتي ترغب بالزج بك في السجن؟
طرحت الموضوع طبعا.
وماذا كان رده؟
الغنوشي قلت له جماعتك متعبيني، فأجاب أنا بيدي تاعب منهم.
معقول؟
والله العظيم لأنه هو يدعو الى المصالحة الوطنية وإلى التنازلات وأنا مثله لذلك قال لي المصلحة الوطنية تقتضي مني تحمل هذا الأذى وقال لي هذا أمر طبيعي أن أتحمّل أنا هذا الضغط وأن تتحمله أنت أيضا من أجل الوطن.
يعني الشيخ راشد لم يعطيك حلا لربط كما يقال رغم أنّه كان قادرا بكلمة أن يدعو بقية القيادات على الانضباط مع معرفتنا بطبيعة هذه الحركة الإخوانية؟
لا ليس صحيحا أن حركة النهضة منضبطة داخليا، أنا على اطلاع بحجم التنازلات التي قدّمها راشد الغنوشي وهو حجم كبير وبراغماتيا وهو لمصلحة تونس مما لا شك فيه، لكن القاعدة غير راضين عن ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.