قُتل 126 شخصا، غالبيتهم أطفال، في هجوم شنته حركة طالبان على مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور، شمال غربي باكستان. وذكرت قناة "بي بي سي" انه بعد معارك مع قوات الأمن استغرقت ساعات، أعلن الجيش الباكستاني انتهاء الأزمة بمقتل المسلحين وعددهم 6. ويقول الجيش إن غالبية تلاميذ المدرسة، وعددهم 500، قد تم إجلاؤهم. ويبدو أن المسلحين كانوا عازمين على قتل أضخم عدد ممكن من التلاميذ وليس احتجاز رهائن كما كان مُعتقدا في وقت سابق، بحسب شاهزيب جيلاني، مراسل بي بي سي في كراتشي. وقال متحدث باسم المسلحين لبي بي سي إن استهداف المدرسة جاء ردا على عمليات الجيش ضد الحركة. ويسود اعتقاد بأن مئات المقاتلين في صفوف طالبان قتلوا في عملية عسكرية نفذها الجيش في الآونة الأخيرة في شمال وزيرستان ومنطقة خيبر. من جانبها، ذكرت وكالة رويترز ان الهجوم بدأ في الساعة العاشرة صباحا بتوقيت باكستان. وقال عامل في المدرسة إنه شاهد ستة أشخاص يتسلقون الجدران. وأضاف العامل لرويترز "اعتقدنا أنهم أطفال يلعبون لعبة ما. لكن رأينا معهم الكثير من الأسلحة النارية." "بمجرد أن بدأ إطلاق النار، هرعنا إلى الفصول. كانوا يدخلون كل فصل ويقتلون الأطفال." وروى سكان بالمنطقة أنهم سمعوا أصوات صراخ التلاميذ والمدرسين. كما سُمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات فيما كانت قوات الأمن تلاحق المسلحين. وامتلأ المشهد بسيارات الإسعاف التي كانت تنقل المصابين إلى المستشفيات، فيما حلقت طائرات مروحية في السماء. وأغلقت السلطات الطرق الرئيسية في بيشاور. وقالت طبيبة في مستشفى محلي إن الكثير من التلاميذ في "حالة سيئة جدا"، مشيرة إلى إصابة بعضهم بجروح في الرأس. وتجمعت أسر التلاميذ في حالة من الذعر حول المستشفيات للاطمئنان على أبنائهم. وتقع المدرسة بالقرب من مجمع عسكري في مدينة بيشاور القريبة من الحدود الأفغانية والتي شهدت بعضا من أسوأ أعمال العنف أثناء تمرد طالبان المستمر منذ سنوات. وانتقل رئيس الوزراء، نواز شريف، إلى بيشاور، ووصف الهجوم بأنه "مأساة وطنية".