دعا العربي القاسمي عضو مجلس شورى النهضة-أعلى سلطة تقريرية في الحزب بين المؤتمرين- من أسماهم مناضلي ومناضلات الحركة إلى عدم التخلي عن المترشح للدور الثاني من السباق الرئاسي محمد المنصف المرزوقي بعد أن أوصلوه إلى جولة الحسم في طريق المنافسة على منصب الرئاسة في قرطاج. وشدّد القاسمي في مقطع فيديو نشره على حسابه الفايسبوكي اليوم الخميس على أنّ أنصار النهضة ومناضليها صنعوا الحدث في الدور الأوّل من الرئاسية وكذّبوا كلّ التوقعات من خلال التصويت المكثف للمرزوقي الذي حلّ في المرتبة الثانية بنسبة هامة تفوق 30 بالمائة على مقربة من منافسه الباجي قائد السبسي. وأضاف أنّ المرزوقي ليس ملاكا ولكنّه المرشح الأفضل للدفاع عن الديمقراطية وليس من الأخلاق التخلي عنه بعد أن تمّ ايصاله إلى هذا الدور الحاسم من السباق الرئاسي. وكانت قيادات أخرى من الحركة مثل الامين العام السابق المستقيل حمادي الجبالي وزعامات تاريخية في النهضة من قبيل الحبيب اللوز والصادق شورو قد أعلنوا صراحة دعمهم للمرزوقي. كما انتقدوا توجهات الحركة الرامية إلى التقارب مع السبسي وحزبه نداء تونس. وقال عضو شورى النهضة إنّ عودة الاستبداد والديكتاتورية أمر محتمل معتبرا أنّ الحياد جبن وحيرة واضطراب. وأردف حديثه بالتأكيد على أنّه لا مجال للحياد يوم الاقتراع وفق رأيه. حري بالذكر أنّ النهضة كانت قد أعلنت في بيان لمجلس شوراها الذي انعقد نهاية الاسبوع الفارط أن ليس للحركة مرشّح وأنّها تفوّض أنصارها وناخبيها أن يختاروا من يرونه الأصلح لرئاسة تونس. وأكّد المجلس قناعته بأنّ حاجة البلاد في المرحلة المقبلة إلى حالة راسخة من الاستقرار السياسي والاجتماعي تستدعي بناء أوسع قاعدة سياسية ممكنة للحكم من خلال حكومة وحدة وطنية على أساس برنامج اقتصادي واجتماعي في حجم مطالب المرحلة وانتظارات شعبنا في الحرية والكرامة والتنمية والعدالة الاجتماعية و الامن. وكان راشد الغنوشي قد أعرب في حوار له مع نسمة مساء أمس الأول عن عدم تخوفه من عودة الاستبداد الذي قبر وفق تعبيره. وقال إنّ حزبه سيتعامل مع الرئيس الذي سيختاره التونسيون مؤكدا أنّ الترويكا انتهت منذ خروج النهضة من الحكومة. وبيّن أنّ تونس دخلت في عهد جديد مناقض للدولة البوليسية التي لن تعود،حالها كحال الاعلام الخشبي والرئيس المؤبد داعيا إلى احترام القانون من أجل ترسيخ الثقافة الديمقراطية . واعتبر أنّ تونس مهددة بالفوضى مبرزا أنّ الارهاب يعدّ تحدّيا حقيقيا. وتابع حديثه بالاشارة إلى أنّ الاستبداد صفحة طويت مفسرا التخويف الذي اصطبغت به الحملة الانتخابية في السباق الرئاسي بالتجاذبات الحاصلة. وقد فهم هذا الخطاب لرئيس الحركة على أنّه اشارة خفية لكبح جماح أنصار النهضة وقواعدها الملتفة حول المرزوقي، وذلك لاعتبارات سياسية متعلقة بتشكيل الحكومة المقبلة وقيادة المرحلة القادمة مع حركة نداء تونس الطرف الأغلبي في مجلس نواب الشعب.