أفادت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أنّه قد طرح خارطة طريق جديدة على رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد من أجل حلحلة الاشكال المتعلق بالمسار الحكومي الذي تعطّل على خلفية رفض طيف واسع من مكونات المشهد السياسي للفريق الحكومي المقترح. وأكّدت مصادرنا أنّ الرئيس السابق لحركة نداء تونس ، والذي مازالت له اليد الطولى فيها رغم مهامه الحديثة كرئيس منتخب للجمهورية ، دعا الصيد إلى فتح مشاورات مع جميع الأطراف بما في ذلك حركة النهضة من أجل التوصّل إلى تركيبة حكومة متوازنة تمثّل فيها معظم العائلات السياسية والفكرية دون أن يطغى طرف على حساب آخر. ولم تنف ذات المصادر وجود اتصالات بين السبسي وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في اطار التشاور والتنسيق من أجل تمهيد الطريق للبحث عن حكومة مُتوافق عليها بأتم معنى الكلمة وحولها حزام سياسي وبرلماني واسع من شأنه وضع البلاد على سكّة الاستقرار بغية مساعدة الفريق الحكومي المنتظر على الشروع في تنفيذ برنامج انقاذ عاجل خلال ال 100 يوم الأولى. وطالبت النهضة بحسب نفس المصادر أن يكون لها دور فعّال في بناء مستقبل البلاد في اطار شراكة حقيقية تقطع الطريق على من تعتبرهم دعاة الاقصاء. وكان رئيس حركة النهضة قد وصف المقترحات الجديدة التي تقدّم بها له الحبيب الصيد أمس الاثنين بالطيبة دون الافصاح عن طبيعتها وفحواها. هذا ولايزال هناك فيتو من قبل شقّ صلب حركة نداء تونس و حتّى داخل كتلته البرلمانية يرفض قطعيا مشاركة حركة النهضة بصفة مباشرة في الحكومة المرتقبة التي سترى النور نهاية الأسبوع الحالي أو القادم على أقصى تقدير حيث لا يمكن لها حسب الآجال الدستورية أن تتجاوز تاريخ 4 فيفري لعرضها على البرلمان من أجل الحصول على ثقة الأغلبية(109 نواب على الأقل من اجمالي 217). ويبحث السبسي وفق ما أشارت إلى مصادرنا عن طمأنة حركة النهضة على انها ستكون خلال المرحلة المقبلة شريكا فاعلا بطريقة سلسة وذكية في بناء الجمهورية الثانية. و أوضحت أنّ رئيس الحكومة المكلف من المرتقب أن يدخل تحويرات وتغييرات جزئية على تركيبة الحكومة والأطراف المشاركة فيها دون تقديم مزيد من التفاصيل. كما علمت حقائق أون لاين أنّ حركة النهضة ستعقد مساء اليوم اجتماعا داخليا على مستوى عال من أجل الحسم في موقفها من المقترحات الجديدة التي تقدّم بها الحبيب الصيد لوفد عنها كان قد التقى به أمس في دار الضيافة بقرطاج وتقدّمه رئيسها راشد الغنوشي.