تحدث عدد من قياديي الحزب المكلف بتشكيل الحكومة حركة نداء تونس، منذ انطلاق المشاورات الاولى حول الفريق الحكومي للسيد الحبيب الصيد، عن إمكانية التحالف مع حركة النهضة، إلا أن قرار هذه الاخيرة القاضي بعدم التصويت على التركيبة التي تم الاعلان عنها نهاية الاسبوع الماضي أدى إلى الدخول في مفاوضات جديدة طُرحت خلالها مسألة تشريك النهضة في الحكم مرة أخرى. القيادي بحركة نداء تونس والمترشح لمنصب وزير الصحة سعيد العايدي صرح صباح اليوم على أمواج إذاعة شمس، أن عدم أخذ الاطراف المحيطة بالنداء بنفس التمشي الذي وضعه الحزب سيجعل القائمين عليهمجبرين على التحالف مع النهضة، حسب تعبيره. كلام العايدي لم يكن موجها صراحة لطرف معين، إلا أن بعض المصادر الموثوقة أكدت لحقائق اون لاين ان نداء تونس يعتزم التحالف مع حركة النهضة، في حال وجد نفسه عاجزا عن تشكيل الحكومة أو الحصول على الأصوات الكافية لتزكيتها في البرلمان، خاصة وان الجبهة الشعبية ترفض من جهة المشاركة في الحكومة ولا تقبل في نفس الوقت بتواجد النهضة فيها. ويحمل العديد من قياديي نداء تونس، حسب مصادرنا، الجبهة الشعبية المسؤولية في تحديد موقفها "الغامض والغريب" وتبين إن هي مستعدة لتكون مع النداء ام لا، حتى يستطيع هذا الاخير بدوره أن يبلور موقفه بشأن "التحالفات المعلقة، لإنقاذ الحكومة والدولة". كما أكدت ذات المصادر، ان العملية باتت حسابية بالنسبة لشق كبير من قياديي حركة نداء تونس ونوابها، إذ تضم حركة النهضة في حدود 90 صوتا باعتبار مقاعدها الخاصة ال69 إلى جانب حلفاء لها في البرلمان، وبالتالي لا يتبقى إلا 127 نائبا من جملة 217 نائبا يحويهم مجلس نواب الشعب للتصويت مع الحكومة، في حال ضلت النهضة على قرارها بالتصويت ضد، وفي نفس الوقت يعود 15 صوتا من ال127 الباقين للجبهة التي مازالت لم تحدد موقفها بعدُ وبالتالي لن سيكون الأمل في مرور حكومة الصيد ضعيف ب112 نائبا فقط (الاغلبية 109 صوت)، وهو ما يجعل الكرة في ملعب الجبهة حاليا، بخصوص تشريك النهضة من عدمه، حسب مصادرنا.