لم تستبعد رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية بدرة قعلول قيام المجموعات الارهابية المتواجدة في تونس بعمليات انتحارية داخل المدن، موضحة أنها بنت هذه القراءة على أساس معرفتها أولا بإيديولوجيات التنظيمات الارهابية القائمة على ردّ الفعل والقيام بالتحرّك فور الوقوع في مأزق ما، إلى جانب إلى ما اعلنت عنه وزارة الداخلية مؤخرا من إحباط لعملية التفجير التي كانت تستهدف الوزارة ومواقع أخرى. وأضافت قعلول، في تصريح لحقائق اون لاين اليوم الجمعة 20 فيفري 2015، أن أحد تصريحات زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي الداعية إلى التمدد في شمال إفريقيا، لا يمكن تفسيرها إلا بأن هذه المنطقة أصبحت الملاذ الوحيد للحديقة الخلفية لهذا التنظيم الارهابي، مشيرة إلى ان ما يحصل في ليبيا والتوغل الواضح له فيها دليل على ذلك، وفق تقديرها. كما أشارت محدثتنا إلى العملية الارهابية الاخيرة بمنطقة بولعابة، قائلة: "هناك مغالطة بخصوص ما حصل مؤخرا في القصرين من خلال القول إن المجموعة التي قامت بمهاجمة الدورية الامنية نزلوا من الجبال، لا هذا غير صحيح، فهذه المجموعة جاءت من داخل المدن.. وجميعنا يُدرك جيدا مدى انتشار هذه المجموعات في منطقة الشمال الغربي خلال السنوات الاخيرة، وهم يعيشون بيننا.. صحيح هناك مجموعات تتخذ من الجبال ملجأ لها.. لكن الارهاب استوطن كذلك داخل المدن". وعن تقييمها لحظوظ داعش في الوصول إلى تونس مثلما حصل مع ليبيا، قالت الخبيرة الامنية والعسكرية بدرة فعلول إن هناك العديد من الخلايا النائمة التي تنتظر الاشارة الخضراء لتنفيذ عمليات خطيرة وتوجيه ضربة موجعة للبلاد، قد تكون خلال الأيام القليلة القادمة، حسب توقعاتها، مبينة ان التونسسين العائدين من "الجهاد" في سوريا قد يكونوا همزة الوصل بين "داعش" والمجموعات الارهابية في تونس، حسب تصورها. وتابعت بالقول: "ما حصل مع ليبيا يستطيع ان ينطبق على تونس.. فالبغدادي لما اعطى اوامره للمقاتلين الليبيين بالعودة إلى بلادهم وإقامة الدولة فيها يستطيع ان يكون فعل الامر ذاته مع المقاتلين التونسيين الذي كانوا خاضعين لإمرته.. الارقام الرسمية تقول إن أكثر من 500 تونسي عادوا من سوريا لم يقع منهم تحت طائلة السجن سوى 150 ممن ثبت تورطهم في أعمال ارهابية.. لكن أرقامي تفيد بأن أكثر من 700 من هؤلاء الذين لُطخت أيديهم بدماء السوريين منتشرين على كامل تراب الجمهورية ويشكلون خطرا ونقطة ربط بين "داعش" وتونس. وحول سؤال وُجّه لها عن مدى إيمانها ب"التوبة"، علّقت قعلول قائلة: "ما أؤكده ان "السيستام" الداعشي هو "سيستام" مافيوزي وبالتالي كل من خرج عن صفّ هذه الجماعة يُصفّى.. إذن كيف يدخل شخص إلى هذا "السيستام" ثم يعود ويعلن التوبة دون ان يُقتل؟.. لماذا الآن يتحرك الجنوب ويقول إنه يريد تنمية؟.. إنه مجرد تحريك من قبل أطراف تنتمي لهذه المجموعات الارهابية لطمس عمليات اخرى يقع التخطيط لها، خاصة مع وجود الخطر الاكبر الممثل في بارونات تهريب السلاح والاتجار بالبشر الموجودة على الحدود الجنوبية للبلاد".