وصف وزير التربية ناجي جلول علاقته مع جميع الأسلاك التربوية وكل النقابات ب"العادية"، مشيرا إلى ان المشكلة مع نقابة التعليم الثانوي أنه تمّ تنفيذ كل الطلبات السابقة في انتظار النظر في الطلبات الجديدة والتي تنقسم إلى ثلاثة أصناف، حسب قوله. وتتمثل هذه الطلبات، حسب ما صرح به الوزير لصحيفة المغرب الصادرة اليوم الجمعة 27 فيفري 2015، في طلبات ذات صبغة ترتيبية على غرار النظام الأساسي ووضعية المديرين ومقاربة الاصلاح التربوي ومعالجة العنف المدرسي، والتي قال جلول إنه لا وجود لاختلاف مع الطرف الاجتماعي حولها. وأضاف ناجي جلول بالقول: "الصنف الثاني يتمثل في طلبات مالية خصوصية لا تمس بشبكة التأجير وبالتالي لا تأثير لها على بقية القطاعات، على غرار منح الامتحانات الوطنية أو منحة المستلزمات المدرسية، والوزارة مستعدة للتفاعل مع هذه الطلبات، وقدمنا مقترحات في شأنها للطرف الاجتماعي ومستعدون لمزيد التفاوض في شأنها". أما الصنف الثالث، والذي يمثل "المشكل"، حسب الوزير، فيتمثل في الطلبات المالية الجديدة التي تتعلق بعناصر التأجير على غرار منحة الانتاج والمنحة الكيلومترية ومنحة التكاليف البيداغوجية، وهي التي أكد المتحدث أن الترفيع فيها سيكون مشمولا في المفاوضات الاجتماعية العامة سواء بالنسبة لسنة 2014 أو بالنسبة للسنوات اللاحقة. كما شدد جلول على ان الوزارة مستعدة للتفاوض بشأن جملة مطالب المدرسين على ان يتم ذلك في إطار المفاوضات العامة التي ستتم بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة، مشيرا إلى الاتفاقات السابقة التي تم تنفيذها على غرار منحة العمل الدوري ومنحة المستلزمات المدرسية ومنحة التعيين والتخفيض في ساعات العمل بساعتين أو ثلاث حسب الأقدمية. وتابع بالقول: "ومطالب النقابة مثل منحة الامتحانات الوطنية نحن مستعدون لمناقشتها.. أما المنح المرتبطة بالترقية فهذا ليس بإمكاننا الآن.. ومنحة الانتاج مجالها هو المفاوضات الاجتماعية العامة التي يمكن أن يكون فيها تخصيص لمطالب قطاع التعليم الثانوي.. فهذه الزيادات مكلفة جدا للمجموعة الوطنية وهي تفتح أبواب المطالبات للأسلاك الأخرى". من جهة اخرى عبر ناجي جلول عن تفهمه لهذه المطالب ومراعاته لظروف الأساتذة المادية "المهترئة"، مطالبا إياهم بالقليل من التفهم والانتظار، مذكرا بأن قطاع الثانوي ابتعد باسم الوطنية وإنجاح الامتحانات الوطنية، عن المطلبية، إبان الثورة، حيث "تعفف الأساتذة عن المطلبية عندما دخلت كل القطاعات في المطلبية لتحسين الظروف". واستدرك الوزير قائلا: "المشكلة أن القطاعات الاخرى طالبت عندما كان في مقدور الدولة ان تستجيب لمطالبها، اما أساتذة الثانوي فإنهم بعد تعفّفهم جاؤوا عندما صارت الدولة عاجزة.. أتفهم ذلك ولكن الوضع الآن كارثي وهذا ما حمل حكومة جمعة مثلا على ترحيل المفاوضات إلى هذه الحكومة".