ترى وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية لطيفة الأخضر أن وضع سياسة ثقافية منفتحة على مبادئ الإنسانية يشكل درعا لمجابهة ظواهر التشدد والتطرف التي تهدد المجتمع وقيم الحداثة والديمقراطية. وقالت الأخضر في مقابلة مع رويترز "برزت في الأعوام الأخيرة ظواهر الفكر التكفيري والحركات الجهادية المتطرفة. هذه التعبيرات تتخذ أشكالا ارهابية تتناقض مع المبادئ الإنسانية وهنا يأتي دور الثقافة في توفير الحماية وتقوية المناعة ضد هذه الأفكار". وأضافت "لابد من ايجاد أطر تجمع الشباب الذي يعتبر رأسمال المستقبل وأهل الثقافة والفكر وكل الأطراف المتداخلة لوضع سياسة ثقافية استراتيجية تحمي شبابنا وتلقحه ضد الافكار الظلامية ولا تضر بمستقبله". وبيّنت انه "يجب الاقتراب من الشباب والاصغاء إليه وايجاد أشكال مضبوطة من التعبيرات الجمالية لشد اهتمام الشباب. يجب أن يكون الخطاب افقيا وليس عموديا مسقطا". وأكدت الأخضر أن التوجه الحداثي لتونس حوله وفاق "الآن لدينا وثيقة الدستور التي تنظم رؤيتنا وتوحدها في ما يخص التوجه الثقافي في تونس". المرأة التونسية وشددت الأخضر، التي كانت عضوا مؤسسا لجمعية النساء الديمقراطيات المعارضة لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، على ضرورة تشجيع المرأة المثقفة ودعمها قائلة إنها "من أنصار التمييز الايجابي". وقالت "حضور المرأة التونسية في الحياة الثقافية قوي وفعال فهي مبدعة في كل الفنون من مسرح وأدب وسينما وشعر وفن تشكيلي." وأضافت "المرأة التونسية تتميز عن مثيلاتها في بقية بلدان العالم العربي وهذه نتيجة طبيعية لسياسة التحرر التي بدأت منذ صدور مجلة الأحوال الشخصية عام 1956". وأفادت الوزيرة بأن المغنية التونسية سنية مبارك ستبقى على رأس مهرجان قرطاج الدولي أحد أعرق المهرجانات العربية كما ستحتفظ درة بوشوشة بمنصب مدير مهرجان قرطاح السينمائي. وأردفت الأخضر حديثها بالقول"سنسعى لتطوير المهرجانات الفنية بمنحها بعدا دوليا على الأقل في مستوى عربي وشرقي وافريقي والضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط." وتابعت قائلة "تعاني المهرجانات من عجز مالي كبير لذلك يجب إعادة هيكلتها بمأسستها (مؤسسة مستقلة بذاتها) تعطيها انطلاقة جديدة تقودها لاستعادة اشعاعها العالمي وتلعب دورها الثقافي وأيضا تساهم في التنمية الاقتصادية عبر جذب السياح". وكشفت الأخضر إن الكاتبة المصرية نوال السعداوي والشاعر السوري أدونيس سيكونان من بين ضيوف المعرض هذا العام. المدينة الثقافية وأكدت وزيرة الثقافة أن من أولوياتها الإنتهاء من مشروع مدينة ثقافية بدأ تنفيذه قبل عدة أعوام ولم يكتمل حتى الآن. وتابعت "انطلق مشروع بناء مدينة الثقافة منذ عشرة أعوام تقريبا وواجه عدة عراقيل قبل أن يتوقف رغم تقدم بعض الأشغال فيه بنسبة 75 بالمئة لذلك نحرص على إيجاد حلول لاكماله في أقرب وقت نظرا لأهميته للحياة الثقافية والمثقفين والمبدعين في البلاد". الآثار وشددت الوزيرة على ضرورة حماية التراث والمواقع الاثرية في تونس من عمليات السطو والنهب والسرقة وإعادة إحيائها لتلعب دورها في تعميق معرفة المواطن بهويته والمساهمة في التنمية الاقتصادية. وقالت "تملك تونس رصيدا تراثيا كبيرا يقدر تقريبا بنحو 40 ألف موقع أثري". وتابعت "الجهات الأكثر فقرا في البلاد تضم أكبر عدد من المواقع الأثرية وهذه مفارقة كبرى يجب أن نجد حلا لتلافيها عبر التعاون مع وزارة السياحة لإدخالها ضمن المسالك السياحية". وأضافت "لا توجد اختلافات حول التوجهات الثقافية لكن يجب إعادة التصورات ووضع استراتيجية شاملة من قبل وزارة الثقافة وأهل الثقافة وإعادة هيكلة المؤسسات إضافة للبحث عن عائدات مالية أخرى لأن موارد الدولة لا تفي بالحاجيات خاصة أن 70 بالمئة من ميزانية الوزارة تصرف في الرواتب بينما تخصص نحو 30 بالمئة فقط للنشاط الثقافي".