لا تزال الأجواء في سوسة مشحونة منذ مباراة يوم أمس بين النجم الرياضي الساحلي وقوافل قفصة خصوصا أن ضريبة نتيجة التعادل الذي مني به ليتوال كانت هروب النادي الإفريقي من جديد في أعلى ترتيب البطولة.. هروب ترك لدى الكثيرين من أنصار فريق جوهرة الساحل شعورا بأن للإفريقي يدا وراء ذلك وهو ما يستشفه أبسط الأحباء تفكيرا بمجرد الاستماع إلى خطاب لاعبي أو مسؤولي النجم الساحلي الذين يتجهون رأسا إلى رئيس الإفريقي سليم الرياحي القادر بملياراته على شراء كل شيء بما في ذلك ذمم الحكام والمساعدين.. وحتى لا نمضي في الحديث عن الجماهير لا بد أن نتوقف عند المسؤولين الفاعلين الرئيسيين في كل الأزمات التي تعتري كرتنا منذ سنوات وهنا نجد أن علاقة مسؤولي الإفريقي والنجم في أضعف حالاتها بدليل الإهانة التي تعرض لها الأفارقة في سوسة خلال مباراة الذهاب والرد عليها بالمثل في مواجهة الإياب.. ولم ينقطع الشد والجذب بين الطرفين حيث ظلت المناوشات تحدث عن بعد من خلال تصريحات لا تزيد الأجواء إلا شحنا والجماهير إلا فتنة.. ما جرنا إلى هذه الديباجة هي المخاوف التي تعتري عائلة كرة اليد بمناسبة المباراة المتقدمة لحساب الجولة الخامسة من مرحلة البلاي أوف التي ستجمع بالقاعة الأولمبية بسوسة بين النجم الساحلي والنادي الإفريقي اليوم انطلاقا من الساعة الخامسة.. اليوم سيكون من حق جماهير النجم الساحلي أن تتواجد بالقاعة الأولمبية بسوسة لنصرة ناديها لكن هل سيكون الأفارقة بمأمن من أية محاولات اعتداء فالأجواء المشحونة لا تولد إلا العنف وهو ما لا نتمناه صراحة لرياضتنا.. الأمن في سوسة ظل حائرا طيلة ساعات هل يمنع حضور الجمهور؟ أم يطلب من الجامعة أن تؤجل؟ أم يترك الجمهور يدخل إلى القاعة من التحسب لأي طارئ؟ الوضع الأمني في تونس هش للغاية وعوض أن تكون الكرة متنفسا تصبح تدريجيا وسيلة للشحن والنفخ في نار النعرات والنزاعات بما يزيد الأوضاع تعقيدا.. مباراة كلاسيكو كرة اليد نتمنى أن لا تكون امتدادا لمواجهة كرة القدم التي شهدت أحداثا مؤسفة على الملعب وفي حجرات الملابس وكلنا ثقة في قدرة الجهاز الأمني على تأمين حسن سير عادي للقاء..