تحيي تونس اليوم الخميس 9 أفريل2014، الذكرى ال77 لعيد الشهداء أو ما يسمى بثورة 9 أفريل 1938، والتي جاءت على إثر مظاهرتين بالعاصمة التونسية للمناداة بالحرية وتحديدا ب"برلمان تونسي"، وخرجت إحداهما من ساحة الحلفاوين بقيادة علي البلهوان والأخرى من رحبة الغنم يقودها المنجي سليم. وخرجت المرأة التونسية في تلك المناسبة للتظاهر لأول مرة متى سقط العشرات برصاص الاحتلال الفرنسي وأعقبت ذلك حملة قمعية واسعة شملت قيادات الحركة الوطنية آنذاك. وتبقى أحداث 9 أفريل 1938 المنعرج الحاسم في مسيرة الكفاح الوطني، بل كانت مرحلة هامة لها من الفضل الكثير في الإعداد لمحطات سياسية لاحقة أدت في النهاية إلى نيل الاستقلال (20 مارس 1956) ثم إعلان النظام الجمهوري (25 جويلية 1957). ولئن زادت قائمة الشهداء في تونس عددا ليس بقليل بعد ثورة الرابع عشر من جانفي 2014، سواء من شهداء الثورة نفسها او شهداء الوطن من امنيين وعسكريين ومدنيين نتيجة الحرب التي تخوضها البلاد على الارهاب، فإن هذه الذكرى تبقى مناسبة، رغم ألمها، للاعتراف بجميل كل من سالت دمائهم فداء للوطن. رحم الله شهدائها الأبرار منذ الاحتلال الفرنسي الغاشم إلى اليوم.