أبدت مصادر مقربة من قائد فصيل "المرابطون" الموالي لتنظيم القاعدة مختار بلمختار المكنى "أبوالعباس"، بغرداية الجزائرية، في تصريح لصحيفة العرب الصادرة اليوم الثلاثاء 14 أفريل 2015، جهلها بمصير الرجل لحد الآن، ولم تؤكد كما لم تنف خبر مقتله في عمق الصحراء، وأن المتوفر لديها هو ما يروج في بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية، كما أكدت أن أخبار بلمختار انقطعت منذ مدة عن العائلة. ودعا مختصون أمنيون، وفق نفس الصحيفة، إلى التريث وعدم الانجرار وراء ترويج مقتل مختار بلمختار، لعدة أسباب تأتي على رأسها التجربة السابقة المماثلة، لما زعمت مصادر عسكرية أفريقية مقتل قائد المرابطين، خلال العملية التي شنتها القوات الفرنسية بالتنسيق مع جيوش أفريقية في منطقة الساحل سنة 2013، كما أن عدم إشارة المنتديات الإلكترونية الجهادية لمقتله يثير الشك في المسألة. وأضافوا أن مسألة الاختفاء هذه مثيرة للشكوك، وتعد إحدى إستراتيجيات التنظيمات الجهادية، بغية التمويه وإبعاد الرأي العام الدولي، وهي فترات تستغلها للتخطيط لعمليات مسلحة، وهو السيناريو الذي وقع قبل اقتحام قاعدة "تيقنتورين" الغازية في الجزائر مطلع العام 2013، حيث سجل اختفاء بلمختار عن الواجهة قبل أن يقوم فصيله بالعملية المدوية. في حين أكدت مصادر أمنية جزائرية، أن المعلومات المتواترة حول مقتل مختار بلمختار مسموما غير مؤكدة، والجزائر لا تؤكد الخبر إلا بعد العثور على جثته، مستندة في ذلك إلى الحالات السابقة التي عاد فيها بلمختار للظهور، بعد تداول أخبار مقتله، والمتاح لحد الآن هو انقطاع أخبار مختار بلمختار منذ أسابيع. وكانت مصادر ليبية ومالية قد تحدثت عن عمليات بحث جارية عن جثة مختار بلمختار في صحراء البلدين، بعد رواج معلومات حول مقتله مسموما، من طرف مقربين منه، وذلك من أجل الحصول على المكافأة المعتبرة التي أعدتها الإدارتان الفرنسية والأميركية للذي يدل أو يأتي برأس بلمختار. وقالت مصادر محلية "إن قوات من كتائب مسلحة مكونة من قبائل التبو الليبية بدأت السبت، عملية للبحث عن مكان دفن الجثة المفترضة للقيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار، في أعقاب تداول الناس منذ أكثر من أسبوعين في أوباري بغدامس الليبية على الحدود مع الجزائر، أخبار مقتله". وأضافت بأن مقاتلين من قبائل التبو، بدأت في عملية البحث عن مكان دفن جثة بلمختار، طمعا في المكافأة المالية التي تم رصدها من قبل الفرنسيين، مقابل أي معلومات تقود إلى قتل أو اعتقال مختار بلمختار، وتصل قيمة المكافأة المرصودة إلى 5 ملايين دولار. مختار بن محمد بلمختار المكنى بأبو العباس خالدن ولد في 1 جوان 1972، بغرداية الجزائرية. وهو أمير منطقة الصحراء في الجماعة الإسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال وأمير كتيبة "الملثمين" في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومؤسس كتيبة "الموقعون بالدماء". نشأ في غرداية وبها كانت طفولته ودراسته وعند بلوغه الدراسة الثانوية التزم في مسجد الحي، ومع بدايات إلتزامه كان متابعاً لأخبار الجهاد الأفغاني ولم يكن له هدف سوى الهجرة والجهاد في أفغانستان، وهو مورط في جريمة ذبح الجنود التونسيين بالشعانبي رمضان 2013.