سلّطت الجلسة الأولى من أشغال الدورة ال18 لملتقى "Realites" الدولي، والتي تنعقد على مدى يومي 23 و24 أفريل 2015 في مدينة الحمامات، الضوء على الخارطة الجيوسياسية الجديدة في العالم العربي خصوصاً في ظل المتغيرات التي يشهدها والتي جاءت إثر ما يسمى ب"الربيع العربي". وفي هذا السياق، اعتبر الوزير الجزائري السابق سيد أحمد غزالي في مداخلته انه لا توجد خارطة عربية جديدة مبيناً ان نجاح تونس في مسارها الديمقراطي يعدّ بالنسبة للبعض مثالاً سيئاً. وأشار إلى ان العالم أجمع يصف تنظيم داعش بالشيطان الأكبر إلا ان داعش، حسب تقديره، هي منتوج أنظمة معينة. وأضاف المسؤول الجزائري السابق ان العرب اليوم يدفعون فاتورة أخطائهم ولكن أيضاً فاتورة التقديرات الخاطئة للغرب، على حدّ تعبيره. من جهة أخرى، قدّم عضو المجلس الوطني الليبي السابق أبو بكر مدور شرحاً مفصلاً عن أسباب الأزمة الليبية واختلاف ما حصل في ليبيا إبان الثورة عما وقع في تونس. وأكد ان المشهد الليبي له تداعيات على تونس مضيفاً ان العلاقات بين تونس وليبيا قدرية. كما تحدث السفير السابق عز الدين القرقني عن تأثير الغاز والبترول على ما تعيشه الساحة العربية من صراعات. في حين تطرق الرئيس السابق لمؤسسة صحيفة الأهرام المصرية عمر سامي إلى التجربة المصرية ونقاط تشابهها مع التجربة التونسية. ولفت سامي النظر إلى الصراعات التي تشهدها مختلف المناطق العربية قائلاً ان التطرف والإرهاب ضرب المنطقة كلها وان مصر من أكثر الدول التي تعاني من هذا التطرف ومشدداً على ان التعاون بين الدول العربية أصبح مسألة حياة أو موت باعتبار انه لا يمكن الاعتماد على مساعدة الغرب. من جانبه، أفاد أستاذ العلوم السياسية الإيراني مهدي مظفري ان إيران تطمح إلى ان تصبح قوة نووية أو على الأقل إلى اكتساب المعرفة على صناعة القنبلة النووية موضحاً في سياق متصل ان إيران، وتظراً لكونها دولة شيعية، لا تمتلك أماكن يقدسها جميع المسلمين وقد حاولت سابقاً السيطرة على المدينةالمنورة إلا انها لم تنجح ولهذا تحاول اليوم الوصول إلى القدس، حسب تعبيره. وبيّن مظفري ان إيران لم تكن أبداً إلى جانب القضية الفلسطينية إلا أنها ضدّ إسرائيل من أجل الوصول إلى القدس، وفق تأكيده.